لا يزال سيناريو الدكتاتورية والإستبداد باقيا في بعض البلدان العربية رغم ثورات الشعوب ومطالبتهم بتغيير الأنظمة المستبدة، ففي الجزائر يحكم دكتاتور مريض بثلاثة وأربعين مليون نسمة، وفي مصر يحكم جنرال شبه معتوه بخمسة وتسعين مليون نسمة، وفي السودان ثارت ثمانية وثلاثون مليون نسمة ضد الدكتاتور الذي يحكم البلاد ثلاثة عقود متتالية.
أنتجت ثورات الربيع العربي في بداياتها تغييرا إيجابيا إلا أن الأسوأ كان في إنتظار الشعوب حيث وقع معظمهم في الفخ المدبر خلف كواليس السياسات الخبيثة التي تحكمها الدول الغربية وشركات النفط، ففي العراق وسوريا واليمن وليبيا ألهمت الحروب اليابس والأخضر، حيث أن بقية الطغاة بدأو بإستفزاز الشعوب وتخويفهم بمستقبل مشابه كتلك البلدان فأصبحت الشعوب العربية بين مطرقة الإستبداد وسندان الحروب العفنة.
أصبح الإرهاب والحرب المذهبي والقبلي أداة في أيدي الطغاة لإشعال الفوضى وتدمير الأوطان من أجل إرجاع الشعوب إلى دائرة الإستبداد مما أجبر كوادر الأمة إلى الهجرة والنزوح أو طلب اللجوء في البلدان الغربية.
المصلحة في تنويم الشعوب وإنشغالهم بسيناريوهات متشابة هو تضييع الأجيال ومنعهم من الإستفادة عن العقول والمهارات والخبرات في جميع التخصصات والمجالات المختلفة، وجعلهم يلهثون وراء لقمة العيش وملأ حياتهم بالرعب والخوف.
-
عبدالله قاسم داميأديب وروائي صومالي محرر مجلة إفريقيا للدراسات السياسية والإستراتيجية