أنا باق هنا ، فعلى أغصانك يصلبني العهد الأخير ، و على أرض جذورك ينزل دمي ليربو المصير ، أنا باق هنا ، أسري فيك، في شرايين أجدادي لأعلن ميلادي ، عصفورا حرا يطير .. أنا باق هنا، فحيثما أولي بصري أنا ضرير ،ضرير .. إلا إليك يا سيدة الأرض و المصير ..فاطلق رصاصات الموت ..
اطلق رصاصات الموت و قنابل الغاز المؤذية، املأ أرضنا بالدم و لتجري الأودية، دس على مقدساتنا، على أجساد طفولتنا بالأحذية، و اسجن طيورنا ،صقورنا، و اسجن ما شئت، و اكسر حنجرني إن شئت و اكسر جناحيَ ... العصافير تتمرد ، تتمرد و تتمرد فليس مكان العصافير في الأقفاص، العصافير تولد حرة، و الحرية عقيدة لا ركوع فيها لآلهة الرصاص..
العصافير تتمرد عليك أيها الجاني ، العصافير ترسم الشمس في أقفاصها على الأكفان ، فلا تحسب تغريدها فرحا بك حين تطعمها إذا شئت، أو نداء عليك إذا أنت نسيت سقايتها ساعة الإدمان، إنها تغرد قصيدة مطلعها كسر القضبان..
أطلق رصاصات الموت إن شئت و اكسر جناحيَ ، العصافير تحلق بين جراحها ، تستعد ليوم الفرقان، فلا أنت و لا غيرك يقدر ان يمنعها عن رفرفة الجنحان ..
العصافير تتمرد ، تتمرد و تتمرد عليك أيها الجاني ، فلا تحسب صمتها في آناء الليل أدبا، أو أنها تنام ، المقاومة قدر ، قد رفعت الأقلام ..لا راد للنور إذا الشمس أشرقت في أرض كنعانِ.. الحرية تكتب بالدم ، جفت الصحف و تلوت إعلاني ، فاطلق رصاصات الموت و قنابل الغاز المؤذية ..إملأ أرضنا بالدم و لتجري الأودية، دس على مقدساتنا ، على أجساد طفولتنا بالأحذية، و اسجن طيورنا ، صقورنا، و اسجن ما شئت ، و اكسر حنجرتي إن شئت و اكسر جناحيَ ، لن تقفل أبواب السماء لقوافل شهدائنا الآتية .. أطلق رصاصات الموت ، إن شئت لكن القدس عاصمتي و فلسطين باقية .. القدس عاصمتي و فلسطين باقية.
-
سليمان بوقرطأول عمل منشور - رواية الظل المسجون - الطريق / دار ميم للنشر - الجزائر