يلتقي الفرد منا العديد من الأشخاص في كل يوم ، فالإنسان اجتماعيٌ بطبعه فلا يستطيع العيش بإنعزالٍ عن الآخرين ، لذلك نحن في حاجةٍ ماسة لمعرفة بعض الأمور التي من خلالها يمكننا اختيار من نرافق ومن نسمع وبمن نقتدي ، فهناك الكثير ممن يبدو عليه الذكاء و الصلاح لكنه غير ذلك ، لذا سأضع بين يديك بعض علامات النضج العقلي و الأخلاقي والتي تساعدك على تفادي هذه المسألة .
- ( القدرة على تفكيك التناقضات و المغالطات الفكرية )
الأمور الفكرية أعقد بكثير مما نتصور ، و هي تختلف عن الأمور المادية والتي لا تصل لمستوى التعقيد الموجود في هذه الأمور ، سترى في هذا العالم الكثير من ( التناقضات - الظاهرية - و المغالطات ) لكن الناضج معرفياً هو من يستطيع تفكيكها ، و أود أن أبين بأن الأمور الفكرية لا يمكن قياسها بالمقياس المادي لأنك ستفشل حتماً ، و كلما ابتعد الإنسان من جشعه المادي سيتمكن من رؤية الأمور بوضوح شيئاً فشيئاً ، فالعلامة الأولى هي القدرة على تفكيك ( التناقضات و المغالطات ) الفكرية .
- ( أن تكون الحقيقة هي المسيرة له )
من علامات النضج لدى الإنسان هي سعيه للحقيقة ولو كانت مخالفة للمجتمع ، فهو لا يهمه كثيراً أن يؤمن الناس بقناعاته بقدر إيمانه هو بأفكاره و آرائه ، فهو لا يستوحش طريق الحق لقلة سالكيه ، و يكون الفرد هنا مستعداً لتغيير قناعاته متى ما ثبت بطلانها ، لذلك من العلامات الصحية للنضج العقلي هو تغيير الفرد لآراءه باستمرار ، و لا يهمه كثيراً من أين تأتي المعرفة فهو يستفيد من الحكيم و من الأحمق و من السني و من الشيعي و من المسلم و من المسيحي و من اليهودي بل ومن الملحد ، فالعِلم هو المُسير وليس صاحب العِلم ، و أخيراً يملك الفرد القدرة على غربلة و تنقيح كل هذه الأفكار قبل تشربه لها واعتناقها .
- ( كيفية استخدامه للإنترنت و لمواقع التواصل الإجتماعي )
وهذه العلامة جديدة نسبياً حيث انتشرت هذه الأمور مؤخراً عند الناس ، وهنا نستطيع معرفة فكر الإنسان بمعرفة كيفية استغلاله لهذه الأدوات ، فإذا كان يقضي جلّ وقته باللعب فهذا مضيعةٌ للوقت ، و إذا كان أغلب من يتابعهم من فئة الحمقى أصحاب المحتوى الهابط و الذين نجعلهم مشاهير بمتابعتهم و التفاعل معهم فهذه مشكلة ، أما المصيبة هي متابعة الذين يهتمون بنشر الفضائح و الفتن للناس ، بعكس الذين يحيطون أنفسهم بالمثقفين و بالمهتمين بنشر المعرفة و الثقافة و الدين و الذين يقدمون ماهو مفيد وهادف ، هؤلاء الذين يتميزون عن الآخرين .
- ( تغيير العقلية من العقلية الخارجية إلى العقلية الداخلية )
ما الفرق بينهما ؟ العقلية الخارجية تعني أن يكون تقدير الفرد لذاته نابع من الخارج أي من آراء الآخرين به ، يفرح عندما يمدحه الناس و يحزن عندما يذمونه بعكس العقلية الداخلية ، في الحقيقة كنت أفكر كثيراً لماذا الفرد منا لا يصلح عيوبه بالرغم من معرفته لها ، و توصلت إلى أن الإنسان يصعب عليه محاسبة نفسه و إصلاح عيوبها إذا كانت عقليته خارجية لأن الأساس خاطئ ، فإذا كانت عقلية الإنسان عقلية ظاهرية و قشرية لن يستطيع أن يدرك عيوبه فهو منشغلٌ بالخارج منشغل بمراقبة الآخرين وبانتقادهم غافلاً عن ذاته ، لذلك أغلب الناس لا تأثر فيهم الخطب الدينية و الأخلاقية في حياتهم العملية .
عمار محمد
-
Ammarعمار محمد علي ، طالب جامعي محب للعلم