الحياة لعبة .. هذا هو دليلك الإستراتيجي لها! - مقال كلاود
 إدعم المنصة
makalcloud
تسجيل الدخول

الحياة لعبة .. هذا هو دليلك الإستراتيجي لها!

الحياة وكيف تكن لاعبًا جيدًا فيها

  نشر في 15 يوليوز 2016 .

الحياة التي نعيشها هي حرفيًا لعبة يلعبها الجميع، لكنها قد تكون صعبة للبعض وسهلة للآخر. هذا هو دليلك لتلعبها جيدًا.

الأساسيات

ربما لا تدرك أن الحياة هي بالأصل لعبة استراتيجية، بها بعض الألعاب المصغرة الممتعة، كمشاهدة الأفلام، العلاقات الإجتماعية، الحب، العمل، الجري .. لكن المبدأ الأساسي للنجاح في لعبة الحياة هو إدارة المصادر.

أكثر اللاعبين نجاحا وتميزًا في لعبة الحياة هم من يقضون أوقاتهم في الأشياء الصحيحة، فيما بعد قد يدخل المال للعبة، لكن أولويتك القصوى هي أن تحترف إدارة وقتك.

الطفولة

تبدأ اللعبة بشخصية وظروف عشوائية والنتيجة: أول 15 عام من حياتك هي مجرد مهام تدريبية مملة لا يمكن تفويتها.

المراهقة

كلاعب شاب سيكون لديك الكثير من الوقت والطاقة لكن لا خبرة تقريبًا، أشياء كأفضل وظيفة، أفضل شريك، أفضل ممتلكات كلها مغلقةحتى تصل لمستوى معين من الخبرة.

هذا أنسب وقت لتحسّن من مهاراتك بسرعة، لن تمتلك هذا الكم من الطاقة والوقت في حياتك كلها.

الآن وأنت تلعب بطريقة صحيحة، الأولوية هي أن تشغل وقتك قدر الإمكان، كل شيء تفعله في هذه المرحلة سيؤثر حالتك، ومهاراتك وبالتالي على أدائك في المراحل التالية في اللعبة.

قد يبدو هذا بديهيًا لكن المشكلة أنك لن تعرف أي المهام لتختارها، ونفسك لن تطيع أوامرك دائمًا. لذا لنعالج هذه المشكلة أولًا.

كيف تدرب نفسك على إطاعة أوامرك؟

كثير من اللاعبين يجدون أن أجسادهم تتجاهلهم تمامًا عندما يقررون الذهاب للجيم. هذا ليس خطأً برمجيًا، لكن كل لاعب له حالته وهي تشبه شيئًا كهذا:

الصحة ..... 90%

الطاقة ...... 70%

العزم ...... 42%

إذا كانت حالتك ضعيفة في عامل ما، فإن نفسك لن تطيع أوامرك حتى تلبي حاجتها. حاول أن تستذكر وأنت جائع أو مرهق. ولاحظ تركيزك يُسرق أمام عينيك بواسطة فيس بوك.

أهم عامل في حالتك هو العزم (willpower)، العزم يضعف خلال اليوم، ويتجدد بدرجة خفيفة عبر الأكل، وبدرجة كبيرة عبر النوم ليلًا، عندما يكون عزمك ضعيفًا فإنك فقط قادر على فعل الأشياء التي تريدها حقًا.

كل القرارات التي تتخذها يوميًا تستنفذ من عزمك، خاصة القرارات التي تُرجح فيها شيء صعب على آخر سهل (كالتمرين بدلا من مشاهدة التلفاز).

لكن يوجد بعض الحيل ليظل تصرفك مستقيمًا:

1- حافظ على حالتك عالية .. إذا كنت منهكًا أو جائع، أو لا تشعر تمامًا بالمتعة، فإن عزمك سينهار، احرص على أن تهتم بنفسك جيدًا.

2- وزّع مهامك الكبيرة على عدة أيام، لا تقم في يوم واحد بكل شيء، واخلط بين المهام الصعبة والسهلة في اليوم الواحد.

3- قلل استخدام العزم بتقليل الخيارات، إذا كنت ستختار العمل على حاسوب متصل بالإنترنت فستحتاج قدر كبير من العزم لتتجاهل إشعارات الفيسبوك والشبكات الإجتماعية. لذا قلل المشتتات قدر الإمكان.

4- قم بإنجاز المهام الأكثر أهمية أولًا .. هذا سيجعل إنجاز المهام الأخرى أصعب، لكن سيزيد من إنجازك للأكثر أهمية.

نقطة مهمة عند اللعب وهي أن توازن دائمًا بين أولوياتك المتنافسة وبين حالة جسدك، فقط لا تترك نفسك لحالة الطيار الآلي، وإلا لن تنجز أي شيء.

إختيار المهام الصحيحة

إختيار المهام الصحيحة في الأوقات الصحيحة هو معظم اللعبة، بعض المهام تؤثر بشكل كبير على حالتك. البعض الآخر يؤثر على مهاراتك.

تحتاج أن تشغل وقتك بالمهام التي تضمن حالة جيدة لك، كالطعام والنوم، ليظل عزمك مرتفعًا. ما يتبقى من الوقت اقضه في تطوير مهاراتك.

بعض المهارات أهم من الأخرى، المهارات الجيدة هي التي تفتح لك مسارات أخرى. كمهارات الحاسوب فهي ستفيدك في أكثر من مجال.

البعض الآخر نهايته مسدودة. كالقدرة على تحريك أذنيك مثلا.

والمهارات المختلطة هي الأفضل تأثيرًا. كأن تكون مصمم جرافيك ورياضيًا حينها يمكنك تصميم أشكال مستلهمة من الرياضيات.

أين تعيش؟

البيئة لها مقدار ثابت من التأثير على حالتك، مهاراتك، وفرصك في الإنتقال لمستويات أعلى في اللعبة. من الممكن اللعب بطريقة جيدة تقريبًا في أي مكان، لكنها أسهل كثيرًا في أماكن معينة. على سبيل المثال قد تقوم بعمل مشروع ناشئ يفشل في بلدك ولكنه ينجح في أخرى، ناهيك عن مستوى التعليم، مستوى المعيشة، فرق العملة .. إلخ.

المكان هو عامل مضاعف لجميع مهاراتك وحالاتك إما بالسلب أو بالموجب.

العثور على شريك الحياة

عامل الجاذبية هي لعبة مصغرة معقدة في حد ذاتها، لكنها تقريبًا تتوقف على أدائك في لعبة الحياة. إذا كانت حالتك ممتازة ومهاراتك عالية، فأنت بالفعل لديك الجاذبية.

شخص مُتعب، عصبي، ليس لديه مهارات فجاذبيته قليلة، ويجدر به ألا يبحث عن الزواج في حالته هذه.

في بدايات اللعبة من الطبيعي أن ترفض وتُرفض من قبل اللاعبين الآخرين. لكن لسوء الحظ فإنه هذا سيؤثر على حالتك. لأن أغلب اللاعبين لا يتعاملون مع مبدأ الرفض بطريقة جيدة.

إذا حدث معك ذلك فكل ما تحتاجه هو أن تستخدم قدر كبير من العزم (willpower) لتواصل حياتك، والعزم كما تعلم يتجدد بالنوم .. لذا أمهل نفسك بعض الوقت :) .

80% من عملية إيجاد الشريك المناسب تتوقف على أن تكون أفضل نسخة من نفسك في اللعبة، يعني أن تشغل وقتك بالمهام الصحيحة، إذا كنت تتواصل إجتماعيًا وتتمرن وتطور من مهنتك جيدًا، فإنت بذلك مستعد.

نسبةالـ 20% الباقية هي أن تتلمس الأماكن التي يمكن أن تجد فيها شريكك المناسب، وأخيرًا عليك بالدعاء.

المال المال المال

فيما بعد سيكون عليك أن تحسّن إدارة مصدر آخر وهو المال، معظم اللاعبين سيجدوا أن المال يزيد في مبكرًا في اللعبة، لكن هذا الحقيقة يزيد من المشاكل لا يقللها.

أهم قاعدة متعلقة بالمل هي ألا تقترض، وألا تنفق في أشياء إلا إذا كانت ستدري عليك أكثر مما أنفقت، مثل التعليم، السفر ...

إعتمادًا على طموحاتك المالية .. هذه بعض الإستراتيجيات التي يجب أن تتذكرها:

1- عش بما تحتاجه: عش على أقل ما تستطيع وأدخر القليل ليوم ممطر. وتأكد من الإستثمار الجيد في وقتك، وإلا ستندم بعد ذلك.

2- أختر مهنتك وبيئتك بعناية، وكن على استعداد للإنتقال من مكانك، أو تغيير مهنتك، ستحتاج لتستثمر في المهارات المطلوبة، ما سيكلفك وقتك، وكن حريصًا على ألا تستغرق في العمل فيؤثر على حالتك.

3- من اللحظة الأولى فكر في إنشاء عملك الخاص، واستفد من الخبرات التي تجنيها في كل وظيفة تقربك من هذا الهدف، فمن الصعب أن تصبح غنيًا عندما تعمل لشخص آخر. كذلك فإن الغنى لا يأتي من العمل فقط، لكن يأتي كذلك من إمتلاك الأصول، والتي تعود بأكثر من ثمنها مع الوقت، شركتك أصل قوي يمكنك أن تبدأه من الصفر، أستثمر نجاحاتك في أصول أخرى .. حتى تصبح غنيًا ولا حاجة لك في العمل أخيرًا.

المراحل المتأخرة من اللعبة

خياراتك تتغير كلما تقدمت في اللعبة، الزواج والأطفال سيأخذوا من وقتك، وطاقتك، وسينتج عنهم عناصر عشوائية في اللعبة، ما سيجعل من الصعب أن تطور من نفسك بسرعة.

اللاعبون المتقدمون في اللعبة عادة لديهم المصادر والمهارات، والخبرة، ما يجعل من السهل فتح تحديات لم تكن متاحة من قبل، كشراء منزل، تأليف كتاب.

معظم اللعبين يموتون بعد 29.000 يوم ، أو 80 عام، إذا كانت حالتك ومهاراتك جيدة من الممكن أن تدوم أطول قليلًا، لا يوجد كود سري هنا لإطالة العمر .. هذه هي قواعد اللعبة.

في بداية اللعبة لم يكن لديك التحكم الكامل في هويتك أو بيئتك، مع نهاية اللعبة يتكرر هذا الأمر . قراراتك بالماضي تشكل جذريًا أين ستكون، وإذا لم تكن سعيدًا وبصحة جيدة وراضي بنهاية عمرك، أو العكس .. فإن في أيامك الأخيرة ليس لديك شيء تفعله لتغير ذلك.

ولأجل هذا فإن استراتيجتك في اللعب هي أهم شيء، ولأنه في اللحظة التي تدرك فيها قيمة اللعبة "الحياة" يكون قد نفذ وقتك ومضت أجمل الاجزاء منها دون أن تستمتع.

والآن من الأفضل لك أن تجيد اللعب.

-----------------------------------------------------------------------------------------------

مترجم بتصرف - مصدر المقال

تعليق: الدنيا بالنسبة للآخرة ما هي إلا لعبٌ ولهو فالآخرة إما متاع أبدي أو عذاب أبدي، ولكن الله عز وجل لم يخلقنا عبثا، وحياتنا هذه ما هي هي إلا دار إختبار لنا .. وأننا موقوفون ومجموعون ليوم عظيم. والله أعلم.



  • 2

  • Mohamed Ibrahim
    كاتب ومدون بموقع أراجيك ومدونات شركة حسوب
   نشر في 15 يوليوز 2016 .

التعليقات


لطرح إستفساراتكم و إقتراحاتكم و متابعة الجديد ... !

مقالات شيقة ننصح بقراءتها !



مقالات مرتبطة بنفس القسم













عدم إظهارها مجدداً

منصة مقال كلاود هي المكان الأفضل لكتابة مقالات في مختلف المجالات بطريقة جديدة كليا و بالمجان.

 الإحصائيات

تخول منصة مقال كلاود للكاتب الحصول على جميع الإحصائيات المتعلقة بمقاله بالإضافة إلى مصادر الزيارات .

 الكتاب

تخول لك المنصة تنقيح أفكارك و تطويرأسلوبك من خلال مناقشة كتاباتك مع أفضل الكُتاب و تقييم مقالك.

 بيئة العمل

يمكنك كتابة مقالك من مختلف الأجهزة سواء المحمولة أو المكتبية من خلال محرر المنصة

   

مسجل

إذا كنت مسجل يمكنك الدخول من هنا

غير مسجل

يمكنك البدء بكتابة مقالك الأول

لتبق مطلعا على الجديد تابعنا