قالوا قديما بأن (التجارة شطارة)
و ورد بأن التجارة تسعة اعشار الرزق
و لكن بكل أسف فإن زماننا قد كشف لنا عن أنواع جديدة من التجارة و عن تجار جدد
تجارة لا تمت بأى صلة الشطارة أو للرزق
بل لا يمكن إقرانها الا بالخسة و الخيانة و انعدام الضمير
تجارة مع الشيطان
الذى وجد فى زماننا طلابًا لعلمه
فها نحن نرى تجار الأوطان و تجار الأجساد و بالتأكيد تجار الدين
الدين الذى لم يسلم من التجار الجدد
و إنى إذ ذكرت تلك الأصناف فإننى لم أذكرها على سبيل الحصر بل على سبيل المثال
أو لربما أنها و من منظورى الشخصى هى الأشد خسة
فتجار الأوطان أولىٰئِك الذين باعوا أوطانهم لأعدائها مقابل حفنة من نقود زائلة و قليل من متاعٍ فان و وعود بسلطة وهمية
فترى خائنا تاجرًا متاجرًا بوطنه متاجرًا بمصر تراه يحتمى فى دويلات تعادى مصر بلادنا
و يعمل بما يمليه عليه العدو و يدعى بأنه ينادى بحرية و خير ابناء وطنه و هم منه براء
تراه يعتلى منصات التواصل الإجتماعى و الحطات الإعلامية الممولة من الأعداء و يهاجم بلاده مصر
مصر التى تغنى بحبها الملايين من ابناءها و محبيها حتى من غير ابناءها
مصر التى افنى الملايين أعمارهم لأجل رفعة رايتها خفاقة بين الأمم
مصر التى روى الملايين تراب أرضها بدماءهم دون ادنى تردد
فترى التاجر الخسيس يهاجمها و يهاجم قادتها و شعبها و مؤسساتها بدعو الحرية
كما الشيطان إذ يدعوك لخطيئة و يسوق لك المبررات و الغايات
فإن أنت اتبعته فقد هلكت
و ما يدعو للعجب أو إن شئت فلتقل للحسرة
هو إنجذاب شرذمة من بنى الوطن لمثل أولىٰئِك الخونة و تصديقهم
دون جدوى أو فكر أو وعى
و لكن رغم كل ذلك فإنك إن امعنت النظر لتفخر فى النهاية حين ترى أن مصر رغم كل هذا الكم من الهجوم و الخيانة
تراها فى تقدم مستمر بفضل الله ثم قيادتها
تراها كقافلة هائلة براقة سائرة للأمام لا يعوقها كلاب تعوى بل لا تلتفت لهم
فترى المشاريع العملاقة تتم فى أزمنة قياسية و ترى الخير و الرخاء يبسط جناحيه على مصر و تستطيع أن ترى مستقبلا كان مبهمًا
تستطيع رؤيته رأى العين مشرقا
فلا يسعك إلا أن تحمد الله على فضله و كرمه و منته علينا بقيادة لديها تلك البصيرة و الرؤية و العزم و حب الوطن .... يتبع