انظر حولك !
النظر الى البشر سيريحك من متناقضات الحياة !
النظر الى اعماق قصصهم ! الغوص في معاناتهم وخفايا دواخلهم !
انه لامر مدهش ان ترى كل هذا !
اذ يجعلك تعيش باسرارهم ما يبعث فيك الحمد او ما يسمى بالرضى النفسي !
وان تعيش كمرآة لارواحهم وتستنشق دموعهم لهو لعنة منك وعليك !
لانك ستعيش لحظات تعاستهم وسعادتهم ! ستشعر بحزنهم وبهجتهم !
وبالتالي ستستمد قوتك من صراعاتهم الخفية ومعاركهم من اجل البقاء !
ستقف كما المخرج السينمائي او الكاتب الروائي لقصصهم بل لسيناريو مسلسل حياتهم
ببداياتها وحبكتها وربما نهاياتها !
ستحرك الشخصيات كما في موقع التصوير !
تزيح هذا وتضيف ذاك ! تمجد بعض وتقضي عل اخر وتفاجأ الابطال قبل الجمهور !
سيتعبون من نصوصك ومن عدم مبالاتك واهتمامك باخراج ابداع وحوشهم من داخلهم وفصلها عن حقيقتهم !
سيتحرقون شوقا لمواجهة جنونهم المكبوت معك وامامك وبالتالي اشهار نجاحهم بتشجيع منك !
كما ستتحرق انت في النهاية لحفل توزيع وتوثيق لقطات الاوسكار بيدهم قبل يدك !
ستلعب دور المخرج المبدع والناصح الشقي والقائد المعلم والاب الروحي !
عراب حسب قولهم وتعبيرهم !
ستكون لنجاحات مغامراتهم رؤيا لانهزام فشلك المقلق وتجسيد ذاتك بهم !
عقدة معقدة متشابكة ستساعد انت بفكها !
لتغيير اقدارهم المدفونة بسيناريو طريق تاديتهم الدور المختار !
وازالة شوائب عقدة تغيير ثوبهم واشكالهم !
وبالتالي حبهم لقيود اسرهم ولنرجسية وحشهم المدجن !
وغالبا ستاتي الاوقات بعدها ليمجدوك بشتى الطرق !
بكتابة سيرتك او بسرد قصصك او باخبار الجميع كيف عاشوا معك مغامراتك !
او بمجرد تذكر طيفك والدعاء لك او حتى بانتقادك !
اذ ستصبح احد نجوم سمائهم رغما عنك وعنهم !
لعنة العراب ليست كباقي اللعنات !
انه مخلوق فريد من نوعه ! ساحرا بوجوده !
كبائع الورد ! لطيف بمظهره مخيف بافكاره شرير بعمله !
اذ يقطف الازهار ليبيعها للاحياء والاموات ! يزخرف عرسا كما يزخرف قبرا
تراه يمسك بمشرط لتقطيع الاشواك والجذور عابسا في غرفة ممنوعة الدخول !
ليخرج عليك بابتسامة ساحرة بباقة مدهشة الالوان والعطور تبهج القلوب وتكمم الافواه وتقطع الانفاس !
كالجندي المدافع عن شرف الاوطان ! والذي هو الاخر تعودت ان تراه مغوارا باسلا !
حنينا متواضعا بابتسامة اخرى تخفي ملامح شجاعته في الجبهات الملتهبة !
وانتصاره الشرير بصلب اسرى الاعداء وفخره لسماع عوي اطفالهم !
هذا هو مفهوم اللعنة لدى العراب !
ان يكون هذا وذاك واخر لا تعلمه ولا تعلم من هو الحقيقي بينهم !
بل ولا يهمك التدقيق بالامر طالما انه يماشي شعور قوة الجنون لعظمتك !
طالما هو الوحيد القادر عل تدجين مشاعر وحوشك !
والمربي الفاضل لفلسفة شياطينك !