رسالة إلى وطني…
أكتب من ذاكرتي محياها غائم هذا المساء، إليك أنت وحدك أكتب حروفها الهاربة من بين أناملي ترتعش ارتباك بحثا عن دفء كلمات تبدد برودة منفاك، لحنين لقياك أشتاق أكثر… أهرب منك إليك… أكتب لك وحلم اللقاء يراودني، لك وحدك…
هذياني لك وحدك أحلامي… أكتب إليك… فتسقط أقنعتي تباعا… تباعا… تتوحد الحروف بك وتكتمل الكلمات… ضجيجك الآسر يداعبني، رائحة عطرك الأخاذ تحتويني ودفء كفيك يحميني… فأشتاق إليك أكثر… وأحبك أكثر… أهرب منك إليك حلما وأكابر الشوق انتظارا…
صاخب حضورك أيها الوطن… يا من قاسمني الحلم الجميل… يا من لقنني شعرا وأسمعته نثرا… وما عدت أطيق صبرا… موغل أنت في الغياب… موغل أنت في منفاك… وأنا في الإنتظار هنا… أعلم باللقاء وأنت تعاتبني… وأنا رجل لا أطيق الامتلاك…
باردة أرصفة منفاك أيها الوطن، وأنا على مشارف المحيط. مسكون بوفاء وطن توارى في الغياب لذاكرة مثقلة تضخ بك فرحا وحلما… أصرخ فيك يا وطن…
متعب أنا… مضجر أنا من طول الإنتظار… متعب حبك… جارف عشقك… بارد منفاك… يا وطن الجحود والغبن…
سعيد تيركيت
الخميسات – المغرب – 19 / 07 / 2015