تحرشت بي . . .
ما بين هوي النفس و تأنيب الضمير أميال من العذاب
نشر في 07 فبراير 2017 .
و بينما أنا في تلك الفوضي الهائلة من الفراغ ، جاءت و هي تمشي على استحياء ، كانت تنظر إلى الأرض و لا ترفع رأسها ، كقاص يقص دربه ، تبتسم بخجل ، لمحتني بطرف عينها ، تعامت كأنها لم ترني ، رفعت خصلات شعرها خلف أذنها ، نظرت إليّ هذه المرة بجرأة و هي تقترب و تلك الابتسامة العريضة علي شفتيها لا تفارفها ، عدلت من جلستي على الكرسي و حركت رجلي اليمني التي كانت على اليسرى في ذلك الكرسي المتأرجح ، ابتسمت لها بعد أن اغرتني بابتساماتها المتكررة تلك ، من يراها يظن أن سعادتها سرمدية ، ابتسمت و أنا ارسم كل ذلك الاستغراب على وجهي ، من أين لي أن أعرف فتاةً ك هذه و أنّا لها أن تعرف شخصاً مثلي ، اقتربت أكثر و سألتني :
_ هل هذا الكرسي لأحد ?
جلست قبل أن تنتظر ردي و كأنها تعرف الإجابة .
_ لا يا سيدتي .
نظرت إلى بنفس تلك الابتسامة و قالت لي :
_ يبدو أنك لم تعرفني بعد ، سأعرفك بنفسي ، أنا عينيك التي تري بها ، أنا قلبك الذي تحب به ، أنا كل جوارحك ، لا بل أنا كيانك ، أنا كل الأشياء الجميلة بداخلك ، أنا سبب سعادتك و شقاءك ، سبب فرحك و حزنك ، أنا عشيقتك و مكروهتك ، صديقتك و عدوتك ، هل بت تعرف من أنا !? .
لم أفهم شيئا مما قالته و لكن أعجبتني نبرتها ، ابتسامتها و عيناها .
لقد احببتها جدا ، فقد آنستني ، لقد أصبحت جزء لا يتجزأ من حياتي ، و من يومها أصبحت ألازمها كظلها ، تغيرت كثيرا بسببها ، وبدون أن أشعر ، أصبح هدف حياتي ارضائها ، اشتري لها ما لذ و طاب ، و أجمع لها الكثير من المال ، لا أخذ منها شيئا ، بعد كل تلك الساعات من النوم و تلك المأكولات اللذيذة و تلك الهدايا الغالية و ذلك المال الكثير تقول لي و بكل وقاحة " لم أشبع بعد ... ! " .
بدأت أكرهها جدا ، فقد أصبحت شهوانية ، تطلب ما لا أملك ، و تريد ما أكره ، أصبح ضميري يؤنبني كثيرا و لكن ماذا أفعل !? ، و بين هوى النفس و تأنيب الضمير أميال من العذاب و هل يحكم القاضي على نفسه !?
-
basher Mohammedﺃﻛﺘﺐ ﻷﺧﺒﺮ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻋﻦ ﺟﻤﺎﻝ ﺍﻟﻠﻘﺎﺀ ﺑﻌﺪ ﻏﻴﺎﺏ , ﻭﺟﻤﺎﻝ ﺍﻟﻨﺠﺎﺡ ﺑﻌﺪ ﻣﺸﻘﺔ , ﻭﺟﻤﺎﻝ ﺍﻟﺤﺮﻳﺔ ﺑﻌﺪ ﺳﺠﻦ , ﺃﺧﺒﺮﻫﻢ ﺃﻥ ﺣﻼﻭﺓ ﺍﻷﺷﻴﺎﺀ ﻟﻴﺴﺖ ﻓﻲ ﺫﺍﺗﻬﺎ , ﺑﻞ ﺗﻜﻤﻦ ﻓﻲ ﺣﻼﻭﺓ ﺍﻟﻮﺻﻮﻝ ﺇﻟﻴﻬﺎ . ...