اعتادت رجليّ منذ وصولي إلى بغداد على السير بكل شغفٍ و حب إلى مقاهيها لما عُرفت به كونها مراكز للثقافة و الفكر منذ الأزل ، لذا قضيت جُل وقتي فيها طمعاً أن تلفحني نار الثقافة فأكون من الفائزين .
إن من بين تلك المقاهي التي تعد واجهةً ثقافيةً للشباب البغدادي "مقهى گهوة و كتاب" لصاحبها الصديق "ياسر عدنان" ، فهي تعد مركزاً ثقافياً يلتقي رواده لمناقشة أفكارهم و آراءهم في أجواءٍ من الألفة و المحبة تسود المكان .
ما أجمل المطر حين يأتي من قلب العاصفة و ينظف الهواء من الغبار . "شهد الراوي"
بعيداً عن الثقافة ، إن من أجمل الليالي التي قضيتها في هذا المكان كانت برفقة الصديق "مصطفى الربيعي" حيث جلسنا على شرفات المقهى المطلة على شارع "الكرادة داخل" و زخات المطر تنشي رغبة بغداد في الحياة ، و تبعث رائحة الياس و القداح من شوارعها .
يا لها من لحظاتٍ عظيمة تبهج الصدور و تفرح القلوب و السرور يكتسي وجوهنا بشكلٍ لا إرادي و نحن نأكل الحلوى العراقية المعروفة باسم "زنود الست" و نشرب الشاي المعد على الطريقة البغدادية لتتعالى ضحكاتنا و كأن المطر يذكرنا بطفولتنا التي افتقدناها .
إنه جمالٌ لا يضاهيه جمال ، تمنيت لو أن الزمن توقف عند تلك اللحظة .
-
إبراهيم بن حاتمإماراتي الأصل رافديني الهوى عاشق على ذمة بغداد