ها أنا بدون سابق إنذار أكتب العنوان الرئيسي " تجربة مجنونة في الكتابة " و أكتب هنا دون سابق تحضير و بلا موضوع محدد أو فكرة مسبقة .
ربما أقرب الكتابات التي يمكن أن تخطر على بالي الآن هو كتابة خاطرة . ربما تستهويني السياسة قليلا لكنها كتابة مؤلمة للرأس في هذا الوقت المتأخر . دعنا نجرب التاريخ ربما ننجح في خط بعض الكلمات عنه.
حسنا بأي التواريخ نبدأ تاريخ الأمة الإسلامية مثلا ؟ لا لا موضوع خطير و أنصحك أن لا تبدأ بالفتنة الكبرى فقد تنحاز إلى أحد الطرفين دون قصد .
حسنا لنبدأ بتاريخ الأمة العربية . توقف للحظة أ تريد أن تكتب عن الأمة العربية بمعزل عن دينها ويحك ما هكذا يكون التاريخ ؟ إذن فكرة أخرى لا يحبذ الكتابة فيها .
لنفكر قليلا أظن أن أفضل تاريخ يمكن دراسته هو التاريخ الذاتي . لن يلومك أحد على سبّ نفسك و شتمها و نقد تصرفاتها المجنونة و آخرها مقال بعنوان تجربة مجنونة . لن يلومك أحد إن أنصفت نفسك ببعض المديح البسيط حول قدرتك العجيبة في الوقوع في الأخطاء أو مهاراتك الفائقة في السقوط في الفشل . لن يلومك أحد لبعض الهجاء لنجاحاتك البسيطة أيضا فأنت ناجح في أن تكون عاطلا عن العمل منذ اللحظة الأولى التي تسلمت فيها الشهادة الجامعية . لن يلومك أحد لأنك تردد دوما ما يقوله شاعرك المفضل " نفعل كما يفعل العاطلون عن العمل نربي الأمل " .
دعنا من التاريخ لنفكر في مجال آخر الجغرافيا مثلا , هناك بعض المساحة من الحرية في الكتابة في هذا الموضوع و لن يقلقك إلا قليل فهو موضوع كما تعرف ممل تكسوه التضاريس و المناخ و التعداد السكاني و الإقتصادي و الإجتماعي أساسا . مواضيع مملة صحيح ؟
لنبدأ بالموضوع الأول : التضاريس :
التضاريس تتكون من ثلاثة أشكال الجبال و السهول و الهضاب . بالنسبة للجبال أنصحك أن لا تتحدث فيها فقد أذيع في الأخبار أن بعض الجماعات المتطرفة قد جعلتها مأوى لها بعد القيام بعملياتها الإرهابية ضد الحكومة و ربما يفهم حديثك عن الجبال على أنه مساعدة لهم في معرفة المغارات و الكهوف المخفية فيه أو الطرق المختصرة للهروب بعد كل عملية إرهابية و هذا يعد فعلا من افعال المشاركة وفق ما ينص عليه قانون الإرهاب . عفوا لا تخطأ هنا فالقانون هو قانون لمكافحة الإرهاب و ليس قانون الإرهاب و حتى و إن شابته عديد النقائص أو حاسب على النوايا أو سجن بموجبه عديد الأبرياء . لا ترتكب مثل هذا الخطأ في كتابة إسمه مرة أخرى فقد تسجن بريئا بموجب قانون مكافحة الإرهاب .
إذن موضوع الجبال حساس جدا و قد يفسر تفسيرا لا يحمد عقباه . من رأيي كذلك أن لا تكتب حول السهول و الهضاب فهي مرتبطة إرتباطا وثيقا بموضوع الجبال الخطير أما بالنسبة للمناخ فهو لا يشجع على الكتابة فالمناخ السياسي مشحون هذه الأيام .
بقي لك أن تتحدث عن التعداد السكاني المفيد و المؤشرات الإقتصادية و الإجتماعية التي تضاهي مؤشرات الدول المتقدمة و بما أنك لم تتعود الكذب و التلفيق و في ظل غياب كلي لمؤشرات إيجابية فقد تفهم أي كتابة غير إيجابية على أنها حط من معنويات الأمن و الجيش .
إذن لا بأس إذا توقفت عن الكتابة هذه الليلة و ستكمل هذه التجربة المجنونة في ليلة أخرى .
-
رمزي محمديفقير زاده العلم