استسلام .. - مقال كلاود
 إدعم المنصة
makalcloud
تسجيل الدخول

استسلام ..

  نشر في 30 مارس 2019 .

في تلك اللحظات التي تجتمع فيها الهموم علي قلبك و تبدأ في ايلامه فقط اكتب ..!

رغم كل الحديث الذي بداخلي الا انني عند البوح أصمت ، أجد كل ما بداخلي يتلاشي و فقط يبقي الألم .

عندما تنظر إليّ يا صديقي لن تري الا وجهًا جميلًا في ربيع شبابه و إن كنت مدققًا ستري مسحة من الحزن .. في الغالب ستظنها بسبب أن حب مراهقتي قد خذلني مثلًا او لأني لم أجد نوع العطر المفضل لدي .. في كل الحالات سترجح أن السبب تافه ، والحقيقة أن كل ما بداخلي يحترق ، قلبي يبكي علي روحي التي يفقدها جسدي تدريجيًا ، كم هائل من الدموع متجمعة في عيني و تأبي النزول .. حتي و إن خانتني جفوني احيانًا ف انها سرعان ما تقبض عليها مرة اخري .. انه الكبرياء عند الالم .

أذكر انني منذ اعوام مضت كنت افكر كم أنني سأكون سعيدة في هذه الأيام و تنتابني قشعريرة السعادة عندما اتخيل الوقت الرائع الذي من المفترض أني اعيشه الآن .. و لكن يا لسخرية القدر أكتشفت ان هذه الايام هي الاسوأ من بين الكثير الذي عشته ، شيخوخة مبكرة لعينة أصابت روحي و طبعت الحزن علي قلبي .

أتعلم ما معني أن تجد عمرك يضيع امامك و انت لا تملك سوي البكاء عليه حيناً و الصمت أحيانًا ، أتعلم ما معني ان تكون في العشرين من عمرك ولا تذكر سوي ليال بكيت فيها طويلا و لا تتخيل إلا اياما اسوأ بكثير مما مضي .

هل فكرت يوماً في الانتحار ؟؟! .. بالتأكيد فكرت مثلي تماما و تراجعت أيضًا مثلي في تلك اللحظات التي كان يجب عليك فيها الننفيذ معطياً فرصة -تقول دوماً انها الاخيرة- للحياة في ان تعوضك عن كل مُر مَر .

أصبحت فكرة الانتحار اللعينة تسيطر علي اعماقي للدرجة التي تجعلني ارتجف عندما أتخيل نهايتي البائسة ، لا اعلم لماذا لم انفذها حتي الآن .. فـ والله ما كان ترددي تمسكاً بالحياة و لا توقعاً لغد أفضل ، انه فقط الجبن ، مازلت لا امتلك الشجاعة الكافية وما زال جسدي يرتجف عندما اتخيل النهاية .

أتعلم ما يرددني يا صديقي ؟! .. انني فقط لا أريد ان اتألم لحظة موتي سواء ألما نفسيًا او جسديًا ، لم اصل بعد لتلك اللحظة التي تجعلني اتخلي عن ايامي بنفس راضية و لكنها توشك ان تقترب صدقني ، انا فقط اريد الموت في سلام .. لا اريد اي حروب مع بقايا نفسي من اجل البقاء ف انا اعلم و هي تعلم اننا لا نستحق هذا .. كنا أضعف بكثير من ان نتحمل كل هذا الألم و لكنها غريزة البقاء اللعينة ، عندها فقط ساقول لـ روحي المُهلكة اني وفيت و أخيراً بوعدي .. اني فعلت ما يليق بكِ .

تألمت بما يكفي يا صديقي .. أتعلم ما المؤلم اكثر ؟! أنني و بعد كل هذا أجدني استسلم لفكرة الانتحار ، رغم رغبتي العارمة ف الخلاص من هذا البؤس الا انني خائفة ان ينتهي بي الأمر هنا حقا .. ألا تستحق روحي تعويضًا و لو لدقائق عن كل مرة خُذلت فيها ، ألا تستحق أن تُزهر بعد كل هذا الإحتراق !!

سئمت من إعطاء الحياة فرصاً ثانية .. لم يكن إعطاء هذه الفرص سهلاً كما تتخيل لقد احترق داخلي كثيرا من اجل النهوض و المقاومة مرة اخري و لكن يبدو انني أعطيت الكثير و الكثير من رصيد روحي حتي نفذ ولم يبقي الا انفاساً معدودة .. ايا تري تطمع الحياة بها ايضا .. الم يكفيها احتراق روحي و عجز قلبي ، أتعلم !! اللعنة علي كل شيئ يا صديقي .  


  • 2

  • Nada Hani Rashad
    أخشى أن تمر حياتي وأنا أتجاوز فترات مختلفة من الضغط والتعب والتفكير، أخشى أن يمر ربيع شبابي دون أن أقول لنفسي "أخيرًا لقد أنتهى كل شيء" .
   نشر في 30 مارس 2019 .

التعليقات

Ahmed Tolba منذ 5 سنة
رائع فاستمرى
1
أدب راقي ..
وكلمات تعبر عن مشاعر فياضة
1
Nada Hani Rashad
جزيل الشكر لك
سامية فريد منذ 5 سنة
ندا يا فتاة العشرين ..مازال لديك العمر الطويل ..ستواجهين صعوبات وإحباطات وفشل ولكن بالصمود والصبر وطول الأناة والعمل والأيمان ستتغلبين على أي فشل ..صدقيني ولا تستعجلين الحكم على نفسك بإنعزال الحياة ..صبرا فلكل شئ تحت السماء وقت.
1
Nada Hani Rashad
فقط تذكريني في دعائك لعله يُستجاب منك ❤
سامية فريد
ربنا موجود

لطرح إستفساراتكم و إقتراحاتكم و متابعة الجديد ... !

مقالات شيقة ننصح بقراءتها !



مقالات مرتبطة بنفس القسم

















عدم إظهارها مجدداً

منصة مقال كلاود هي المكان الأفضل لكتابة مقالات في مختلف المجالات بطريقة جديدة كليا و بالمجان.

 الإحصائيات

تخول منصة مقال كلاود للكاتب الحصول على جميع الإحصائيات المتعلقة بمقاله بالإضافة إلى مصادر الزيارات .

 الكتاب

تخول لك المنصة تنقيح أفكارك و تطويرأسلوبك من خلال مناقشة كتاباتك مع أفضل الكُتاب و تقييم مقالك.

 بيئة العمل

يمكنك كتابة مقالك من مختلف الأجهزة سواء المحمولة أو المكتبية من خلال محرر المنصة

   

مسجل

إذا كنت مسجل يمكنك الدخول من هنا

غير مسجل

يمكنك البدء بكتابة مقالك الأول

لتبق مطلعا على الجديد تابعنا