إتصلت بي خالتي و علي غير العادة و بدون أي سلامات أو حتى مقدمات
هي : بقالك كم سنة عندك في بلدك العربي الذي تعمل فيه ؟.
أنا : مستغرباً .. في إيه ياخاله طمنيني ؟.
هي : بصوت شاخط جاوبني وبلاش فلسفة !.
أنا : بصوت منخفض .. من سنين يا خاله لكن لماذا ؟.
هي : ألم تأخذ جنسية البلد (العربي) الذي تسكنه من عشرات السنين حتى الأن ؟.
أنا : تعلمين يا خاله الإجابة ، فلما السؤال بلاش إحراج !.
هي : يعني لو بسلمتك عايش نفس المدة هذه في كوستاريكا كنت أخذت الكوستاريكية !.
أنا : إيه الموضوع يا خاله فهميني ؟.
هي : أنت نايم !. الدنيا كلها تتحدث عن فوز الباكستاني صادق خان الذي فاز بعمدة لندن بالرغم أنه مسلم ووالده مُهاجر اليها وكان يعمل سائقاً ؟.
أنا : خاله حدثيني متي سيتم تجديد إقامتي ؟.
هي : يعني لو كنت فلحت و سافرت الي لندن كنت أخذت الجنسية الآن ومش بعيد تكون عضو في البرلمان أو عمدة لمدينة مانشتسر سيتي زي صاحبنا الباكستاني ؟.
أنا : بصوت حزين .. جنسية و برلمان وكمان عمدة !!. أنتي بتحلمي يا خاله واحنا في زمن عز فيه النعاس .
تعرفي يا خاله أخر طموحنا امتلاك سيارة مستعملة ويتم بيعها بالإجبار قبل المغادرة ناهيك عن سيف الكفيل !!!
هي : أين إذاً شعارات القومية و المصير الواحد ومن الخليج إلى المحيط ؟.
أنا : ألا تدركي ياخاله ، أنه و بالرغم أننا أمة واحدة و ديننا واحد ولغتنا واحدة ومصيرنا واحد ناهيك عن عادتنا وثقافتنا ، لكن المواطن العربي في جواره العربي يعيش إما بإقامة خضراء أو بتصريح مؤقت أو لاجيء ينتظر الترحيل أو هارب من ظلم حكامه ؟.
هي : تعرف انا خايفه أنه بعد فوز الباكستاني المسلم بعمدة لندن يتهمونه أنه سُيأسلم سكانها ؟.
أنا : يا خاله دَعك من خزعبلات العكاشيات وأحمر موسي وأشَابههم في وطننا العربي ولا تقارني حالنا البائس بالغرب وفكرهم وثقافتهم التي جعلت منهم مجتمعات واعية مدركة لمصلحتها ومنفتحة على ثقافات الآخرين ، شعوب آمنت بحتمية وقيمة الإختلاف وضرورة التعايش معه بالرغم من تباين الثقافات والإيدلوجويات ، وبالتالي لا تخيفهم مثل هذه الترهات ، لأنهم مؤمنون بالمساواة في الحقوق و الواجبات فلا يهمهم اللون او العرق أو الدين ، بقدر ما يهمهم ما يحمل من فكر وإبداع صاحبه وماذا سيضيف إلى بنائهم الحضاري و ما سيربحون مادياً من وجوده بين ظهرينهم .
هى : طيب يعني مفيش أمل ؟.
أنا : أنتي طيبة يا خاله ألا تعلمي أن هناك بلد عربي شُرد ملايين من سكانه بسبب ثورته علي نظامه و تقاعسنا عن نصرتهم فهربوا من جحيم النيران ، فستقبلتهم حدود الآخرين واُغلقت دونهما حدودنا !.
إيه رأيك يا خاله أعرف بلد عربي يعيش فيها عشرات الألاف من المواطنين تنحدر جذورهم إلى نفس البلد وهم هناك منذ عقود مضت ، ورغم ذلك لم يعطوا الجنسية ويسمون البدون ؟.
هي : بصوت حزين .. أعرف حبوب لمسح الذاكرة اسمها (الوطن الكبير)
أنا : أين تباع هذه الحبوب؟.
هي : في صيدليات وحدة المصير ، أنصحك خذ لك حبة كل مساء قبل النوم .
أنا : ليه يا خاله ؟.
هي : حتى تنسى أنك عربي وتموت على هذه النية فقد تدخل الجنة ؟.
-
رزق محمد المدنياتعلمون من انا؟؟اتجهلون من أكون؟؟ ... انا الذي علمتني سورة الصف النظام .. وللتوحيد وجهتني الاخلاص والأنعام.. والحجرات ادبتني بأخلاق الاسلام عــلمتني الحيــاة ، أنا لا أبيــع " هيبة الصمــت " بالرخيص من الكـلام ، فالكـلا ...