من فضلك اجعلنى اشعر اننى مهم، اجعلنى اشعر اننى موجود، لعبارات الحب والتقدير والاحترام مفعول السحر لدى الناس ، لماذا نخفى مشاعرنا خلف جدار عازل ؟ ؟، يحجب عنا الأحبة، يصنع هوة بيننا وبينهم، أحياناً كثيرة تكون عواطفنا بادية على وجوهنا تكاد تصرخ بأننا نحب..نعشق..نغرم..ولكن للأسف نبتلع هذة المشاعر ونخفيها في ركن التردد، نعم فقد صنعنا ركن داخلنا نضع فيه مخلفات ترددنا وتراجعنا عن الإفصاح عن مشاعرنا، قد يخرج علينا من يقول-وله كل الحق- أليس التسرع فى الإفصاح عن مشاعرنا قد يعرضنا للحرج، قد يعرضنا للسخرية في بعض الأحيان، قد يكون ذلك صحيحا ولكن المشاعر الطيبة لا تجتذب إلا رد فعل اطيب حتى لو تأخر بعض الشيء، فهناك لحظات فارقة فاصلة تكون كلمة الحب في وقتها قبلة الحياة لهذة اللحظات وطوق النجاة لها، وسبيل استمرارها، كم من علاقات تهاوت بسبب التردد في الإفصاح عن مشاعرنا، وتبع ذلك الندم والأسف، وقول يا ليت..ويا ليتنى..
عندما تحب يحبك كل شئ، وقديما قال (إيليا أبوماضى ) " كن جميلا ترى الوجود جميلا" والجمال هو أحد مكتسبات الحب، عندما تحب ترى جمال روحك قبل هيئتك، ترى جمال نفسك قبل جسدك، ووصف حالة الحب في النفس قائلا "قال قوم :
إن المحبة إثمٌ
ويح بعض النفوس ، ما أغباها
إنَّ نفساً لم يشرق الحب فيها
هي نفسٌ لم تدري ما معناها
أنا بالحب قد وصلتُ إلى نفسي
و بالحبِّ قدْ عرفتُ الله
فالحب هو الذي يزرع الأمل في قلوبنا فتنطلق إلى رحاب التفاؤل وتسلك دروب العطاء بلا حدود، فيكتشف الإنسان أنه بدون الحب هو جسد بلا روح، ويدرك قيمة القلب الذى وهبه الله له، وجعله مفتاح السعادة والسرور،
والحب لا يقتصر على العلاقة بين الرجل والمرأة فقط ولكن الحب يكون في كل شئ ، بين أفراد الأسرة كحب الآباء والأمهات لأبنائهم وحب الأبناء لوالديهم وحب الأخ لأخيه وحب الإنسان لغيره كونه إنسانا مثله وحب الحياة كونها محل حياتنا وجسرنا الى الآخرة والأهم والاجمل هو حب الله تعالى والإيمان به.وهو غاية الحياة ومحورها،
الكلمة الطيبة في زمن الجفاف أعذب من الماء البارد ،كل شخص تقابله يكافح معركة في حياته لاتعلم عنها شيئا..! فكن بلسماً للجراح دائماً ولا تكن علقماً تزيد الجرح عمقاً ..
-
مجدى عبد الرحمنالمدير التنفيذي للمعهد الديمقراطي المصري للتوعية بالحقوق الدستورية والقانونية رائد بمعهد الفضاء المدني عضو مؤسس بمنتدى الممارسة الافتراضية