علمتني الحياة أن لا أثق في الآخرين منذ الوهلة الأولى,علمتني الحياة أن أتريث قبل إطلاق الأحكام, علمتني الحياة أن لا أحب أو أكره حتى أرى تصرفات الآخرين في السراء و الضراء, عند الغضب و الرضى, في حالة الحزن و الفرح. ففي بعض الأحيان يكون هناك حدس يوحي لنا بخلفية الأشخاص و لكن لا يصدق دائما ,فلطالما تختلف نظرتنا مع مرور الوقت فنصدم بأشخاص وثقنا بهم ,أعجبنا بشخصيتهم ,اتخذناهم قدوة , لنجد ظاهرا يخفي خبثا و لؤما
و مرات أخرى نتخذ موقفا سلبيا في البداية لنكتشف بعد مدة أننا أخطأنا في الحكم , فيجب التريث قبل إبداء الأحكام و اعتبار أن كل من أمامنا خيرون إلى أن يتبث العكس و نكون بهذا قد أحسنا الظن بالآخر و ارتحنا من الصراع الداخلي الذي يفقدنا الثقة في كل من حولنا و هذا لا يعني أن نضع ثقة عمياء في الاَخرين بل يجب توقع كل شيء من الأخر
و لا نصل إلى هذا المستوى من الفكر حتى نكون قد انصدمنا من أشخاص قريبين منا, خذلنا من أناس وثقنا بهم و غدرنا ممن أحسنا إليهم .يكون وقع الخذلان قوي في البداية , نصدم و يشتد غضبنا و لكن سرعان ما ينطفئ لهيب الغضب لكي نبني بذلك جذار واقي يحمينا من وقع كل الصدمات
فليس عيبا أن نصدم من أشخاص قريبين منا و لكن العيب أن نضع الثقة في أشخاص لا يستحقونها...
-
فاطنة الربولي Rabouli Fatnaفاطنة الربولي صحفية ومتخصصة في إنتاج المضامين السمعية والبصرية والرقمية, مدونة مغربية
التعليقات
خاتمة المقال أكثر من رائع( فليس عيبا أن نصدم من أشخاص قريبين منا و لكن العيب أن نضع الثقة في أشخاص لا يستحقونها...)
دام قلمك المتألق ( فاطنا .. ذكيا ... لابق ... )
دام قلمك