هل قلقي يشبه قلقك؟ - مقال كلاود
 إدعم المنصة
makalcloud
تسجيل الدخول

هل قلقي يشبه قلقك؟

  نشر في 25 أبريل 2021 .

وحش، صغير الحجم، يجلس على كتفك، ينظر للعالم من زاويتك أنت، و يلتفت مرات عديدة ليرى كل شيء لا تراه عيناك ... أنتما في نفس الرحلة لسنوات ... يعرف عنك الكثير بينما أنت تنسى/تتناسى وجوده من الأساس.

كان كائنا بريئا و هزيلا حين كنتما صغارا. لذا تركته حرا طليقا يلهو و يقفز من كتف لآخر... ظننته مجرد طفل فضولي لا يعرف شيئا و يسأل عن كل شيء، عطشان لمعرفة كل شيء.

آه ... لحظة، ألم أقل لك أنه يمتلك نقطة قوة تجعله الأقرب إليك؟... إنه يمتلك ثقتك العمياء، و يستطيع أن يهمس في أذنيك كل يوم و في كل ثانية ... حتى أنه يستطيع التسلل لأحلامك أثناء نومك.

كانت أسئلته كثيرة، تارة تجيبها و تارة تعده بأنك ستفعل...

علمك الكثير و لا زال يفعل.

و لكن الوحش يبقى وحشا ...

ذات يوم، تغير نمط تساؤلاته فأصبحت متكررة و ملحة ... و كأنها تستميت للحصول على كل انتباهك، فصارت مزعجة و من الصعب تجاهلها.

لم تعد الأسئلة تمضي هكذا مرور الكرام، بل صارت تستوقفك طويلا ... و في كل مرة ساورك الشك ازدادت ثقته و تعالى كبرياءه، و شيئا فشيئا تصير ملامحه أكثر خبثا.

لا زال قزما ... لكن مساحة سيطرته على أفكارك صارت أكبر من تلك التي لديك.

تبتدئ أسئلته كلها ب:"ماذا لو...؟"، "ماذا سيحدث لو ...؟" و تنتهي ب:"ماذا لو اتخذت القرار الخطأ؟".

تبدو أسئلة منطقية و مشروعة ... لا تقبل أجوبة عادية، و لا تؤمن بالصيغ المتعارف عليها ... و إن أردت الإجابة، عليك أن تكون جاهزا و محصنا !! لكن، كيف يمكنك أن تكون كذلك إن كنت قد اُستُنزفت بالفعل من الداخل و من الخارج ...؟

في كل مرة، يمتص كل طاقتك، و يقتات أجزاءا من جسدك و عقلك، و ما إن تهم بإجابة ليست شافية - عبثا لتجعله أخرسا-، تمتد يديه لعنقك ليغرس أظافره في صدرك، يخنق أنفاسك، يكبل يديك و يثبت قدميك بإحكام ... لقد أصبحت الفريسة.

و مع مرور الوقت تصبح الأسئلة أوامرا و تهديدات ... و يهمس في أذنك بكل وقاحة : "لن أتركك ما دمت لن تخضع لي" ... تسأله ما الذي يريده تحديدا منك، فلا تلقى سوى التجاهل كرد على أسئلتك.

و بينما يصفق لك الجميع، يهمس في أذنك أنك صغير نكرة لا تستحق كل هذا الصخب من صفيق الأيادي... يخبرك أنك لست كافيا و أنك لست أهلا للثقة ...

وحش قزم، تركته يتدخل في كل تفاصيل حياتك ... و يحولها لجحيم حقيقي تعيشه بشكل شبه يومي ... لا يغيب أبدا، مواظب على عاداته بشكل استثنائي ليجعلك مهملا بشكل استثنائي ... و أحيانا يحضر أصدقاءه ليتسلى ... فتصبح الأيام و الأسابيع و الأشهر كوابيسا.

فهل الوحش الذي على كتفي يشبه الوحش الذي على كتفك؟ هل قلقي يشبه قلقك؟


  • 2

  • Ikram Fi
    الكتابة عالمي الذي لا يعلمه و لا يطلع عليه أحد ممن حولي، هنا حيث لا يعرفني أحد ، هنا حيث أختبئ ، ; هنا حيث أنا أتواجد .... الكتابة ليست بالنسبة لي سوى منفذ بعدما ساقني الكثير للتخلي عن الكثير... ما أكتبه قد يعكس أفكاري ، قد يفص ...
   نشر في 25 أبريل 2021 .

التعليقات


لطرح إستفساراتكم و إقتراحاتكم و متابعة الجديد ... !

مقالات شيقة ننصح بقراءتها !



مقالات مرتبطة بنفس القسم













عدم إظهارها مجدداً

منصة مقال كلاود هي المكان الأفضل لكتابة مقالات في مختلف المجالات بطريقة جديدة كليا و بالمجان.

 الإحصائيات

تخول منصة مقال كلاود للكاتب الحصول على جميع الإحصائيات المتعلقة بمقاله بالإضافة إلى مصادر الزيارات .

 الكتاب

تخول لك المنصة تنقيح أفكارك و تطويرأسلوبك من خلال مناقشة كتاباتك مع أفضل الكُتاب و تقييم مقالك.

 بيئة العمل

يمكنك كتابة مقالك من مختلف الأجهزة سواء المحمولة أو المكتبية من خلال محرر المنصة

   

مسجل

إذا كنت مسجل يمكنك الدخول من هنا

غير مسجل

يمكنك البدء بكتابة مقالك الأول

لتبق مطلعا على الجديد تابعنا