ماذا نعني بالمسئولية الاجتماعية؟ - مقال كلاود
 إدعم المنصة
makalcloud
تسجيل الدخول

ماذا نعني بالمسئولية الاجتماعية؟

  نشر في 20 فبراير 2016 .

تعدّ المسئولية الاجتماعية ركن أساسي وهام في حياة المجتمعات،وبدونه تصبح الحياة فوضى وتشيعُ شريعة الغاب، حيثُ يأكل القوي الضعيف، وينعدم التعاون، وتغلب الأنانية والفردية.

ينقسم المقال الذي بين آيدينا إلى ثلاثة أقسام وهي على النحو الآتي:-

*التعريف العام والإصطلاحي لمفهوم المسئولية الاجتماعية.

* أهمية المسئولية الاجتماعية.

*البعد الاخلاقي للمسئولية الاجتماعية.

أولاً: التعريف العام لمفهوم المسئولية الاجتماعية

إن المسئولية بمعناها العام تعني إقرار الفرد بما يصدر عنه من أفعالٍ وبإستعداده تحمل نتائج هذه الأفعال، فهي القدرة على أن يلزم الفرد نفسه أولاً، والقدرة على أن يفي بعد ذلك بإلتزاماته الاجتماعية بواسطة جهوده الخاصة وبإرادته الحرة.

التعريف الاصطلاحي لمفهوم المسئولية الاجتماعية:-

يعرفها معجم العلوم الاجتماعية على أنها تبعة أمر ولها شروط وواجبات ويتضمن مفهوم المسئولية الاجتماعية الحقوق والواجبات.(1)

بينما تعرفها إمام حميدة بأنها استعدادٌ مكتسب لدى الفرد يدفعه للمشاركة مع الآخرين في أيّ عملٍ يقومون به، والمساهمة في حل المشكلات التي يتعرضون لها، أو تقبل الدور الذي أقرته الجماعة له والعمل على المشاركة في تنفيذه.(2)

استطيع القول بأن المسئولية عمل ملزم نابعٌ من داخل الفرد نفسه، ولا يكلف بها أي شخص ما وإنما من يتمتع بالحرية الكاملة التي تلزمه في القيام بالإعمال والمسئوليات الملقاة على عاتقه حتى يستشعر حجم المسئولية التي كلفّ من اجلها، ومن هنا تكمن أهمية المسئولية الاجتماعية داخل أي مجتمعٍ من المجتمعات.

ثانياً:- أهمية المسئولية الاجتماعية

تنبع أهمية المسئولية الاجتماعية في أي مجتمعٍ من المجتمعات من النتائج المرجوة التي يسعى من وراءها الأفراد والجماعات والمجتمع إلى تحقيقها.

*أهمية المسئولية الاجتماعية على مستوى الأفراد:-

يعدّ هذا الجانب العنصر الهام في أيّ مجتمع من المجتمعات، ولا آدلل على ذلك عندما نرى ونلمس مدى حجم المسئولية الاجتماعية النابعة من داخل الأفراد داخل المجتمع عبر ممارسة سلوكيات وأنشطة معينة يكون الهدف العام منها تعميق روح المبادرة ، والمشاركة جنباً إلى جنب مع ابناء المجتمع الواحد.

ولعل النماذج حاضرة وبقوة في هذا المجال منها :- المثال رقم -1- المدرسة عندما يقوم فريق من الطلاب بتشكيل مجموعات مدرسية لتنظيف المدرسة، وإصلاحها بدون أي مؤثر مباشر من قبل إدارة المدرسة فهذا يعني أن الطلبة بدأ يتشكل لديهم وعياً جديداً ومختلفاً إلا وهو الوعي الاجتماعي بإهمية إحداث تغيير ملموس ينبع من مدى انبثاق الطاقات نحو العمل الجاد وتحمل المسئولية.

المثال رقم 2- أن يتولى أبناء الحي زمام المبادرة بتنظيفه والإشراف على الاهتمام به عبر ممارسة أنشطة معينة كزراعة الاشجار والورود، وترميم شوارعه وأزقته بالتعاون مع الهيئات الرسمية للحي، إنما يمثل ذلك طريقاً رئيسياً نحو الآخذ بزمام المبادرة والمتابعة في تنفيذها في كل زواية من زوايا المجتمع، لما لها من تأثيراتٍ عميقةٍ على المجتمع بأكمله.

*أهمية المسئولية الاجتماعية على مستوى الجماعات:-

المثال رقم (1) لعل الأسرة المثال الأكثر وضوحاً وهذا ما يتمثل عندما يتقاسم أبناء الاسرة كافة المسئوليات الملقاة على عاتقهم بحيث يستشعر كل واحد منهم مدى أهمية المسئولية وهذا ما يعرف بتوزيع الادوار المنظم والذي يراد منه أن يتعلم الابناء اهمية المسئولية الاجتماعية سواء في تنظيف البيت أو قيام أحدهما بغسيل ملابسه، او تنظيف الآواني بعد إفراغها من الطعام الخ.

المثال رقم(2) أن يتعاون جماعة من آفراد المجتمع فيما يطلق عليهم ( ميسوري الحال) بمساعدة طلبة مدارس، أوطلبة جامعات في تأمين أقساطهم المدرسية أو الجامعية عبر تأمين الآدوات القرطاسية والملابس والقسط المدرسي، وكذلك مساعدة بعض الطلبة المحتاجين في تأمين أقساطهم الجامعية والإشراف على تدريسهم شريطة أن يتحمل الطالب المسئولية في الدراسة وأن يهتم في دراسته كي تستمر المساعدة في الإستئناف المستمر له حتى يكون قادراً على استكمال دراسته.

*أهمية المسئولية الاجتماعية على مستوى الدولة:-

تنبع المسئولية الاجتماعية على مستوى الدولة في الآخذ بزمام المبادرة في تحمل المسئوليات الملقاة على عاتقها، وهذا يعني أن تتحمل السلطة السياسية والإدارية مسئوليتهما في الإشراف على تأمين كافة الاحتياجات اللازمة للمواطنين ومساعدتهما. ولعل الأمثلة واضحة في ذلك:-

المثال رقم(1) وزارة الصحة وهي من المفترض أن تقدم الخدمات الصحية العامة للمواطنين بشكلٍ مباشر نابع من حرصها الدائم على أهمية العلاج المجاني ، وأن يكون بإمكان أي مريض الذهاب للمشفى للعلاج مع توفر الآدوية اللازمة لعلاجه، وهنا يقع على الوزارة ممثلة بالوزير والمدير العام للمشفى والوكلاء العامون بتوفير الادوية والعلاج اللازم للمرضى.

المثال رقم (2) وزارة الشئون الاجتماعية يقع على كاهل الوزارة متابعة الإسر الفقيرة والحالات المهمشة كالأفراد الذين يعانون من الإعاقات الدائمة والمزمنة والتي تحتاج إلى جهد مستمر من قبل الوزارة والمدراء والاخصائين في متابعتهم والاشراف عليهم وتأمين المستحقات المالية التي تكيفيهم بعيداً عن العوز والانتظار المادي من أحدٍ ما، وإستصلاح بيوتهم إذا كانت في وضع غير لائق مما تتطلب ترميما واصلاحا لكي يكون المواطن قادرا على العيش كبقية أفراد المجتمع الواحد.

إن نجاح المسئولية الاجتماعية لا يقتصر فقط على جهد واحد بل بحاجة لتضافر جميع الجهود مشتركة من اجل الاسهام الفعال في بناء مجتمعٍ يتمتع أبناؤه بروح المبادرة والمسئولية والآخذ بزمام المبادرة نحو تشكيل واقعٍ مغاير للواقع الحالي، وهذا لن يتم إلا بإقتناع كل فردٍ ومواطنٍ بإهمية المسئولية الاجتماعة وأن تكون نابعة من داخله حتى تتوحد هذه الجهود مشتركة في بناء منظومة اجتماعية يشارك فيها الكل ويشعرون بأنهم أعضاء فاعلين لديهم القدرة على تحمل أعباء الواقع بروح طيبة، وإلا سنصبح عندئذ أفرادا عاجزين لانتمتع سوى بالكسل والعجز والاستجداء غير المجدي من قبل الأخرين في مساعدتنا وانقاذنا من الواقع السلبي. وعبر الزمن نتحول تدريجياً إلى مجرد هياكل بشرية تتلقى المعونات والمساعدات الانسانية من اجل الاستمرارية فقط بعيداً عن أي مبادرة أو استشعار داخلي بإهمية المسئولية كمفهوم يجب أن يكون له تأثيرٌ فعلي على آرض الواقع.

*البعد الأخلاقي للمسئولية الاجتماعية:-

لايمكن الحديث عن المسئولية الاجتماعية بدون الحديث عن آخلاقيات افراد وجماعات ومؤسسات المجتمع في التعامل مع المسئولية الاجتماعية في الإطار الإنساني الذاتي والذي ينبع من مدى احترامهم لهذا المبدأ الانساني والذي من اجله نهضت مجتمعات وتقدمت بفعل أواصر الترابط والتماسك السائد بين افراد المجتمع الواحد.

ومن آبجديات البعد الاخلاقي للمسئولية الاجتماعية:-

الإلتزام:- يعدّ هذا العنصر العامل الرئيس لدى أيّ فرد من أفراد المجتمع، وهذا لن يتحقق بدون رغبة ذاتية وإصرار دؤوب من قبل الفرد نفسه في تطبيق هذا القرار وتنفيذه حتى يكون أنموذجا عمليا للإقتداء به من قبل الأفراد داخل أيّ وحدة من واحدات المجتمع الواحدة.

التنشئة الاجتماعية السليمة:- وهذا بحاجة إلى توعية متكاملة الاركان من قبل الاسرة والمدرسة والمؤسسات المجتمعية في فهم المسئولية الاجتماعية فهما كاملاً نابعاً من الانتماء والمواطنة للدولة وللمجتمع حتى يستشعروا معاً أهميتها ومدى قدرتهم الفعلية على تطبيقها وممارستها مستقبلياً داخل مجتمعهم.

الإحساس والتعاون:- لا يمكن أن يكتب للمسئولية المجتمعية عناصر السلامة والنجاح بدون توافرالشعور والاحساس الذاتي اتجاه اي حدث طارئ أو مشكلة ما، ولهذا يستوجب دائما المبادرة والتعاون في إطار البناء المجتمعي المتماسك بعيداً عن عوامل التفكك والانهيار المجتمعي.

تشكل هذه الآبجديات الثلاثة مجتمعة في حال تم العمل بها وتطبيقها على آرض الواقع وممارستها عملياً من قبل أفراد المجتمع الواحد، نموذجاً مهماً نحو إعادة تشكيل الوعي الذاتي بإتجاه بناء مجتمعٍ متماسك ينحو نحو زمام المبادرة في إطار التعاون والتماسك الاجتماعي.

احمد، فاطمة آمين(1999): استخدام المقابلة المهنية في خدمة الفرد في دراسة الشعور بالمسئولية الاجتماعية لدى طلاب المرحلة الثانوية( دراسة وصفية)، مجلة كلية الآداب- جامعة حلوان، العدد السادس، ص250-251.

حميدة، إمام مختار(1996): المسئولية الاجتماعية لدى طلاب شعبة التاريخ بكلية التربية،مجلة دراسات في التعليم الجامعي، المجلد الاول، العدد الرابع، ص21.



  • معاذ عليوي
    معاذ عليوي. سكان فلسطين . المؤهلات:- بكالوريوس علم اجتماع- ماجستير تخطيط وتنمية سياسية.
   نشر في 20 فبراير 2016 .

التعليقات


لطرح إستفساراتكم و إقتراحاتكم و متابعة الجديد ... !

مقالات شيقة ننصح بقراءتها !


مقالات مرتبطة بنفس القسم

















عدم إظهارها مجدداً

منصة مقال كلاود هي المكان الأفضل لكتابة مقالات في مختلف المجالات بطريقة جديدة كليا و بالمجان.

 الإحصائيات

تخول منصة مقال كلاود للكاتب الحصول على جميع الإحصائيات المتعلقة بمقاله بالإضافة إلى مصادر الزيارات .

 الكتاب

تخول لك المنصة تنقيح أفكارك و تطويرأسلوبك من خلال مناقشة كتاباتك مع أفضل الكُتاب و تقييم مقالك.

 بيئة العمل

يمكنك كتابة مقالك من مختلف الأجهزة سواء المحمولة أو المكتبية من خلال محرر المنصة

   

مسجل

إذا كنت مسجل يمكنك الدخول من هنا

غير مسجل

يمكنك البدء بكتابة مقالك الأول

لتبق مطلعا على الجديد تابعنا