الحُب و ما يَنبَغي له
كُلّنا حَلِمنا في مَرحَلَةٍ ما مِن حياتِنا أنّنا نُريدُ أن نَتذَوّق تِلك الفاكهة المُسمّاة (الحُب) , و التّي وَصّانا الأَقدمون أَن نَبعدَ عَنها في صِغَرِنا لأنها فاكهة الكبار و لِأَنّ طَعمُها لَيس رَائع كما سَنَعرِفُ بِأنفُسِنا لاحقًا في الحياة.
نشر في 07 شتنبر 2016 .
على الرُغمِ مِن حُبِّنا الفِطري لِلأُم و الأب و "أحيانًا " الأُخوَة , إلاّ أَنّ الحُبّ المَقصودِ هو الحُب لِإنسانٍ غَريبٍ عَنّا تَوحَّدَت فيه كُلّ ما نُريدَه مِن عَطفٍ و مَوَدَّةٍ لَنا .
الحُبُّ هو شُعورٌ أناني مِن الدَرجَةِ الأولى كَبَشرٍ نُصيبُ و نُخطِيءُ ,
نَحنُ نَشعُر بِشُعورٍ أَفضَل بِجِوارِ هذا الإنسان ,نشعر بالسعادة حوله ,
و هكذا كلها مشاعر شخصية بحتة حتى حتى عندما نحاول أن نسعدهم فهو لأن هذا يسعدنا لو لم يكن يشعرنا بالراحه و الرضا ما كنا فعلناه . إذا لَم يَُكُن شُعورٍ أناني أنَستَطيع أَن نُحِب مَن يَمتَلِيء قَلبَهُ بالكُرهِ لَنا ؟ بِالطّبع لا ,
اذًا فَهي تَعتَمِدُ بِالمَقامِ الأَوّل على ماذا تَشعُر "الأنا " بِداخِلِنا نَاحِيَةُ هذا الِإنسان , سواءٌ بِتَقييمٍ لِتَصَرُّفاتِه تجاهنا أو مظاهر تعامله مع الأخرين , أو حتى يَسُرُّ أَعيُنِنا بِرؤياه .
وهكذا بَعدَ أَن وَضَعنا الحُبِّ في مَنظورِهِ الصّحيح , فَلنَنظُر الى مَن نُحِب وَ كَيفَ نُحِب و هَل يَستَحِقوا هذا الحُب أَم لا .
تتسلط المرأة بدموعها وضعفها ، ولكن سلطانها لا يدوم إذ أن قوة الدموع إذا افرط استعمالها تدعو إلى جمود القلب بدلاً من إذابته
لا يَصِحّ كَشُعورٍ أناني أن نُحِبّ مَن يُؤذونا سَواءًا على المُستَوى الجَسَدي أو المَعنَوي , لِأَنّ هذا إلقاءٌ لِلقَلبِ الى التَهلُكَة , و كَيفَ نُهلِكَ العُضوُ الوَحيد الذي يَسهَر باقي أعضاءُنا مِن أجلِهِ و مِن أجل إرضاءِه في المَقامِ الأَوّل .
الزَواجُ لَيسَ مُسَلسَلٌ دِراميّ تُركي أو كوري على "الام بي سي" يُشعِلَ القُلوب بِالتَنهيداتِ خِلال الأَحضانِ و بِالسُّخطِ خِلالَ الإعلانات .
الزّواج هِي رِحلَةٍ في ملَاهي بَائِسَة اِختارَ اِثنان أنّهُما مُرتاحان لِلرُكوبِ بِجِوارِ بَعضِهِم خِلال تَقَلُّباتِ تِلكَ الرِحلَة و الإستِعانَة بِبَعضِهِم البَعض لِلإستِناد خِلال لحظات ضَعفِهم .
قَرارٌ كإتِّفاقاتِ قَبائِل العَرب قَديمًا... لِلشُرَفاء,
و لعديمي الضمير.... كقرار من قرارات الأمم المتحدة غير مُلزِم لأي طَرف .
فَإختاروا مَن قَد يَضطَرّوا يَومًا ما لِتَنظيفَكُم في مَرضِكُم و تَغيِير مَلابِسكُم.
فَليس الكَثير مَن يَتَقَبّل هذا و لَكِن هُناك أيضا مَن قَد يَتَقَبّل ذَلك .
تمهل في اختيار الحبيب ولا تتعجل في التخلي عنه.
إنتَقوا الرّوح و لَيس الجَمال كُونوا رَبانِيّين و تَذَكّروا ما قاله رسول الله . إنّ الله لا يَنظُر الى أجسادِكُم ولَكّنَه يَنظُر الى قُلوبِكم .
فَانظُروا الى القُلوب لِاَنّ الأَجسادُ تَبلى و إنها رِحلَةٌ لا تَتَعدّى الأربَعون أو الخَمسون عاما , سَتَنقَضي .
الخُلاصَة ... تَعَلّموا الوَفاءَ و الأَخلاق لا لِأنّه الصَواب , لَكِن لِأَنّه النَجاةُ لِأرواحُِكُم مِن الهلاك لاحقًا .
-
احمد حازم - Ahmed Hazemباحث عن الحكمة wisdom seeker
التعليقات
" الزّواج هِي رِحلَةٍ في ملَاهي بَائِسَة اِختارَ اِثنان أنّهُما مُرتاحان لِلرُكوبِ بِجِوارِ بَعضِهِم خِلال تَقَلُّباتِ تِلكَ الرِحلَة و الإستِعانَة بِبَعضِهِم البَعض لِلإستِناد خِلال لحظات ضَعفِهم "
لكن السؤال الذي يطرح نفسه، هل نحن قادرون على اختيار الشريك المناسب لنا فعلا ومن المرة الاولى؟
قيل لاحدهم: هل تعرف فلان؟
قال نعم
قال: هل عاشرته؟
قال لا
قال: اذن انت لا تعرفه.
وتلك هي الحقيقة، نحن لا نستطيع الوصول للحب العقلي الا بعد خوض التجربة، وفي كثير من الاحيان نكتشف فداحة ما اقترفنا جراء حب قادنا اليه القلب مرغمين.
نحن لا نعيش في مجتمع غربي لنجرب هذا ونعاشر ذاك، الأمر بالنسبة لنا، اما أبيض، واما أسود، وعلينا تحمل نتائج الاسود أيا كانت.