أذكر مرة سمعت أحدهم قال مزحة ,وفجأة قمت بالضحك !لا أدرِ في الحقيقة كيف بدأت عملية الضحك ولماذا ضحكت أصلاً ؟ لماذا أضحك أنا في حين أن هناك شخصاً ما بجانبي لم يضحك؟ مع أن المثير واحد في كلتا الحالتين.
قد ترجع بي الأفكار ,إلى التجارب التي أجراها علماء النفس في القرن الماضي ..تلك التجارب المتعلقة بالمثير والإستجابة كما في تجربة بافلو .هناك علماء أخذوا تجربة بافلو وعممّوها على باقي المشاعر النفسية بما فيهم الضحك .عادة ما يقول أحدهم نكتة فتكون هذه النكتة مثير لشيء ما بالمخ فتكون الإستجابة هي الضحك ..وحاولوا أن يعرفوا كنه هذا المثير وما الذي يحدث للمخ حينها ؟ وبعد أن عرفوا أخيراً ..وقعوا في سؤال أخر وهو : لماذا تكون النكتة مثير للضحك لدى شخص ولا تكون كذلك عند أخر ؟ هل هناك إختلاف ؟
رأي من الأراء يقول إن الخبرات والتجارب هي من تشكل شخصية الناس وعقليتهم ,ولذلك نجد أن ظرف ما يؤثر في شخص ولا يؤثر في أخر ..البيئة مختلفة والحياة مختلفة.
أرجع مرة أخرى إلى حديثي عن الضحك .العلماء أكتشفوا أيضاً أنه ليس شرطاً بأن تكون النكتة مثيرةً للضحك ..بل أحياناً ما نجد شخصاً يضحك عندما يرى زميله وقع على الأرض أثناء سيره ,مع أن الموقف أصلاً لا يستدعي الضحك!
نتسائل مع هؤلاء العلماء ..كيف حدثت عملية الضحك هذه ؟
يرجع هذا في الحقيقة إلى أن الإستجابة تعود إلى بيئة شخص إلى أخر ..فصديقي الذي سقط على الأرض جعلني أضحك مثلاً لأني أرى أنه سخيف مثلاً ! في حين أن من يمرّ في هذا الوقت يسرع إليه ليحمله . وجهة النظر مختلفة والمثير والإستجابة كذلك.
عندما نحلل الضحك ..كيف ولماذا ؟ هذا يحتاج منّا إلى عدة مقالات ,ولكنّي هنا لكي أفكر وأجعلكم تفكرون في النفس البشرية ..التي نعجز عن إيجاد تفسير لها.
بما أنني أحدثكم عن الضحك ,دعوني أقول لكم نكتة ..وسيختلف المثير والإستجابة من شخص منكم إلى أخر ..النكتة بعنوان .
"قهوة" ..
"راجل من القطب الشمالي قعد عن قهوة ..القهوة بردت" !!
يا ساتر ...أنا عن نفسي ,أريد أن أضرب نفسي بالنار بسبب ما قلته للتو ..
..
هيثم ممتاز
-
هيثم ممتازبين الجهل والمعرفة شعرة واحدة ,وهي القراءة.