حصالة الستر

قال الشاب كنت متهور جدا فى سواقتي وفي يوم ركب معايا (سواق نقل تقيل) رجل عجوز، طول المشوار وهو قاعد جنبى ما فتحش بقه لغاية ما وصلنا لقيته بيبتسم وقال لي: إنت يا ابنى بتسحب كتير من رصيد الستر.

- سألته: يعنى ايه؟

- قال لى: اوعى تكون فاكر إنك وصلت مشوارك بشطارتك فى السواقة. انت وصلت مشوارك لإن لسة عندك رصيد من ستر ربنا وهو ده اللى منع عنك خطأ الغير، وده رصيد زى رصيد البنك، لو مش محتاجه لحاجة مهمة وطارئة ما تسحبش منه ووفره لوقت ممكن تكون محتاجه فيه جداً ولو الرصيد وصل صفر ساعتها أصحابك وحبايبك حيقولوا

*لا حول ولا قوة الا بالله*.

- قلت: طيب والرصيد ده بييجى منين ونعرف قد ايه ازاى يا حاج؟...

- قال: مش حاتعرف، ربنا بيكرمنا كلنا برصيد منه بنِسَب مختلفة والرصيد ده بيكون ببلاش فى الأول وما بتعرفش إلا لما بيخلص ولكن ممكن تحاول ما تستهلكوش إلا فى الضرورة وممكن تحاول تزود.

- طب أزوده ازاى يا حاج؟

- إنك تمشى بهدوء وفى حارتك وتبتغى بده مرضاة ربنا بحيث إنك ما تسببش لأى سواق تانى اضطراب أو أذى انك تقف وتعدى واحد ماشى على رجليه بأمان انك ترفع إيدك بإعتذار لو صدر منك غلطة فى السواقة للسواق اللى وراك انك فى الزحمة لو واحد بيحارب علشان يعدى أحسِن الظن وقول يمكن وراه مصيبة وعديه، كل ده بيعبي فى حصالة الستر، وأى استياء منك من واحد وراك أو قدامك بيسحب منها .. والله اعلم قد ايه؟

*لو قسنا على كدة فى كل نواحى الحياة مش السواقة بس تفتكروا الحصالة فيها قد ايه؟

د. محمد ابراهيم بسيوني

عميد طب المنيا السابق