في ظل الظروف الاستثنائية التي يواجهها العالم اجمع والمتمثلة في فايروس كورونا المستجد او كوفيد-حيث19 اصاب هذا الفايروس من بداية اكتشافه في ديسمبر 2019 الى الان معظم دول العالم وقد بلغ عدد الاصابات أكثر من 850 الف شخص (الى هذا اليوم) اما عدد الوفيات فقد بلغ اكثر من 42 ألف شخص حسب تقارير منظمة الصحة العالمية.

وقد شل الفايروس الحركة في العالم اجمع ، فتوقفت المصانع والشركات والنقل بأشكاله واغلقت الحدود وفرض حظر التجوال وطبق اجراء العزل المنزلي للحد من مخاطر الاصابة بالفايروس, وفي هذه الأثناء ينشغل العالم اجمع في كيفية محاربة الفايروس والقضاء عليه ، لكن وللاسف ان المشكلة الاساسية هي لا يوجد علاج او لقاح لهذا الفايروس ولن يتم توفر العلاج ضد الفايروس الا عند بلوغ 2021 حسب تقديرات منظمة الصحة العالمية.

وقد تطرأ على البال تساؤلات حول ماذا سيحدث بعد انتهاء ازمة كورونا؟ من المتوقع (وحسب رأيي الشخصي ومن خلال استقراء الوضع الحالي) حدوث سبعة أمور مهمة قد تغير وجه العالم بحيث سيصبح عالم ما بعد كورونا ليس عما قبل كورونا وهذه الامور

أولاً:سيطرة الاقتصاد الصيني على السوق العالمي لسببين

- السبب الأول: التعافي السريع من المرض والعودة الى النشاط فيما دولا اخرى بلشت التعامل حديثا مع المرض مثل الولايات المتحدة

- السبب الثاني هو استغلال بعض الدول الاوربية مثل ايطاليا وكرواتيا وغيرها من خلال تقديم المساعدة بحيث لم يستجب الاتحاد الاوربي لهذه الدول لعجزه وعدم القدرة بينما بادرت الصين للمساعدة ومثال لما حدث قام المواطنين الايطاليين بأنزال علم الاتحاد الاوربي ورفع العلم الصيني ,والروسي نظراَ لدعمهما من خلال تقديم الخبراء والمساعدات الطبية فهذا الأمر قد يؤدي الى تفكك الاتحاد الاوربي والقضاء على منطقة الشنغن وخصوصاَ ان الخروج من الاتحاد الأوربي اصبح ليس بالشيء الغريب بعد خروج بريطانيا منه في الفترة الأخيرة.

ثانياً: قلة مستويات التلوث في الكرة الارضية لتحديد الحركة وايقاف مصادر التلوث مثل المصانع , المعامل , السيارات , واغلب انشطة البشر لكن اذا عاد الأنسان للحياة الطبيعية ستكون هذه الرجعة بمثابة انتقام من الكرة الارضية لتعويض ما تمت خسارته حيث سيعمل بكل قوة وجهد وهذا الامر سيؤدي الى زيادة معدلات التلوث مجدداَ.

ثالثاً: زيادة في معدلات الهجرة الى الدول وذلك لان المجتمعات الغربية تعاني من الشيخوخة فعلى سبيل المثال ربع سكان ايطاليا من كبار السن حيث تعد ثاني اكبر دولة بمعدل الشيخوخة وكبار السن ولهذا كان معدل الوفيات جدا عال فبالتالي سيحتاج العالم الغربي الى طاقات شبابيه وهذا الامر يؤدي الى فتح باب الهجرة الشرعية.

رابعاً: تغيرات في التحالفات السياسية الدولية تؤدي الى تغيير في الخارطة السياسية للعالم وهذا الموضوع من الممكن ان يؤدي الى نزاعات جديدة ناتجة عن تضارب في المصالح.

خامساً: اذا كان فايروس كورونا قد تم تطويره من قبل البشر وتم استخدامه كسلاح بايولوجي حبسب ادعاءات البعض (الطرفين الاكثر قربا لهذا الموضوع هما الصين و الولايات المتحدة حيث ما زالا يتبادلان الاتهامات بهذا الخصوص) بغض انظر من الفاعل الحقيقي - في حال كان الموضوع صحيحا- فأنه من المتوقع بعد انهاء ازمة الفايروس كورونا سوف يقوم الخاسر الاكبر او الطرف الذي لم يبدأ هذا الصراع بالرد واتمنى ان لا يكون بنفس الطريقة "اي بأستخدام الاسلحة البايولوجية".

سادساً: اختفاء الكثير من المشاريع الصغيرة والمتوسطة خصوصا تلك التي تم انشاؤها من قبل اصحاب ميزانية ودخل محدودين وذلك لعدم قدرة اصحاب هذه المشاريع على انقاذها بالتالي سيضطر البعض من البدء من الصفر بينما يقوم معظم اصحاب هذا المشاريع بالتخلي عنها.

سابعاً: أرتفاع معدلات البطالة في كثير من الدول, نتيجة الحظر الذي تم فرضه عالميا وسوف تستمر هذه المشكلة حتى بعد انتهاء الازمة والسبب في ذلك اغلب الشركات ستتبع مبدأ تقليل الايدي العاملة لزيادة الارباح وتعويض الخسائر.

وفي النهاية اتمنى ان تنتهي هذه الأزمة قريباً وان يعود العالم الى العيش بصورة طبيعية، وانت عزيزي القارئ هل فكرت ماذا سيحدث بعد انتهاء ازمة كورونا؟

عمار حديد