" بلد الأمن والأمان أعدمت الشبان "
بعد ما وصلت مصر 🇪🇬 في ديسمبر اللي فات وأول ما نزلت مطار القاهرة نادوا عليا بعلو صوتهم: د. أميرة أحمد مصطفي
استغربت 🤔 جدا لأنها أول مرة تحصل معايا واعتقدت في بداية الأمر انهم مش قاصديني أنا لكنه فضل ينادي عليا ويرفع صوته وماحدش بيرد... يبقي انا بقي.
قربت من الشخص اللي بينادي عليا وقدمت له نفسي فشاور لظابط يتفضل... طلبوا الجوازات ونزلوا معايا لصالة المطار ثم لسير الشنط، واحد ماشي ورانا والتاني قدامي وبيعرف لي نفسه ورتبته الخ الخ
في دقايق الجوازات اتختمت والشنط خرجت، طريقة تعاملهم كانت مهذبة جدا 👍حاجة كده مش معتادة عندنا، اتفضلي يا هانم... وتحيات... واحترامات مبالغ فيها.
بنتي كانت مذهولة 😯 جدا وفسرت لها الأمر إن مصر 🇪🇬 بتستقبل ولادها استقبال يليق بهم😉،
هي فاهمة إني ببالغ بمرح 😁ودعابة لكن كنا فرحانين إن الفكرة بتحصل حتي لو مرة في العمر.
أكيد كانت فكرة انك مصري😎 يعني مواطن درجة أولي في بلدك 😎 بتتعامل معاملة آدمية😇 ومحترمة بالنسبة لهم حق مش تفضل لكن بالنسبة لي أنا بقي: جديدة اوي.
وطبعا كانوا فرحانين 😄 كونهم لهم الأولوية عن غيرهم لا طابور جوازات ولا منتظرين الشنط ولا تفتيش ناهيك عن: هانم وحضرتك واستقبال كبار زوار كل دي تفاصيل رفعت من معنوياتهم جدا.
بعدها لقيتهم مغيرين صور البروفايل لعلم مصر 🇪🇬 وفرحانين جدا بفكرة انا مصري وطبعوا صورهم في الأهرامات وطلبوا تيشيرت المنتخب وعلم مصر🇪🇬.
بس كل ده امبارح اتغير واتمسح بعد ما وصلتهم آخر الأخبار،
امبارح كان الفيس حزين ذي مصر وتقريبا كلنا إلا الفصيل المعاند نفسه اتأثرنا، مصر كلها بتبكي 😭 علي شباب طبلية الإعدام...
شباب كل ذنبه إنه مصري🇪🇬 اعتقلوه... حبسوه... كهربوه... عذبوه... حاكموه... وأعدموه... بدون تهمة حقيقية😥 بدون أي دليل ضدهم😥 بدون وجه حق 😥
😥 تخيل أب 👨 كبر وربي وعلم وشاف ابنه🧒 بيكبر يوم ورا يوم وبيبقي رجل طوله👨⚕️ أو اطول منه وبيفرح به😃 فجأة يخطفوه من حضنه يرموه فوق طبلية الإعدام😥
😥 تخيل أم 👩حملت ٩ شهور وولدت👶 ورضعت وشالت وسهرت وربت وشقيت ومرت السنين وكبر ابنها وبقي رجلها وسندها 👨🎓وفجأة يسرقوه منها ويوقفوه علي طبلية الإعدام 😥
مش حاسين؟ مش متخيلين؟ طيب بلاش،
🤔 فاكر وجع قلبك علي ابنك لما وقع واتعور؟
🤔 فاكر فزعك علي ابنك لما تعب ونزف من جرح صغير؟
🤔 فاكر سحبة قلبك لما ابنك دراعه اتكسر؟
🤔🤔 تخيل بقي كده قلب اتكسر💔 للأبد ودموع مش هتجف😭 ليوم الدين بعد ما خطفتوا منهم الإيد اللي مسكوها سنين عشان تقف علي رجلها وفي النهاية وقفتوها بظلم " بين " فوق طبلية الإعدام.
🤔🤔 تخيل المرارة! طيب الشجن! طيب إحساس إنك تموت وانت لسه عايش وشايف وسامع وحاسس بقلبك بيعدموه؟ بيخنقوه؟ بيموتوه؟ وفي الآخر يقول لك تعالوا خدوه.... جثة ⚰!
القصة مش انتهت عند إعدامهم دي بتبدأ بلعنات ودعوات من:
👨 أب دفن ابنه اللي مات بتهمة هو منها برئ...
👩 أم قبلت جبين الشهيد لآخر مرة بعد ما راح بذنب هو مش عمله...
💔💔💔 قلوبنا اللي اتقهرت علي شباب قالوا مش احنا... مظلومين.... وبرضو ماتوا معدومين: معدومين النصرة... معدومين المساعدة... معدومين الحول... معدومين الحيلة... معدومين بلسان فصيل الظالمين مش بس مشنقة عذرائيل.
أنا كان عندي جرح في إيدي نتيجة حرق بالمية السخنة وفي يوم بابا الله يرحمه قال لي: " ممكن تربطيه أو تغطيه انا يابنتي مش قادر اشوف ايدك كده "
بس كان لازم اسيبه مكشوف عشان ينشف بقي ويخف كنت بداريه عنه لأنه كل مرة بيشوف ايدي كان قلبه بيوجعه 💔
تخيل بقي وجع قلب💔 أب علي ابن في عمر الزهور أعدمته أم الدنيا بدون وجه حق!
أعدمته وهو بيقول لا 😢
أعدمته وهو بيصرخ مش انا ماعملتش كده 😢
أعدمته ووراه ملايين بيقولوا لا حرام 😢
أعدمه قاضي الأرض وياويله هو والفصيل المعاند من قاضي السماء يوم يتلاقي الخصمان 😢
أعتقد أن كل إنسان نصحني أو طلب مني في يوم إني لازم أرجع مصر🇪🇬 مدين لي باعتذار
⬅️كل واحد وواحدة جرموني لأني عايشة في بلاد الكفار...
⬅️كل واحد وواحدة خافوا علي ولادي من مجتمع ذي ألمانيا ...
⬅️كل واحد وواحدة نصحوني أرجع حضن بلدي اتحامي فيه...
⬅️كل واحد وواحدة أخطأ في النصيحة وشاف نفسه يوم علي حق...
⬅️ كل واحد ضيع من وقتي دقيقة وأنا بقرأ وأبحث وبفكر وبقارن وببرأ نفسي من تهمة هو ألصقها بيا...
مدين لي باعتذار وعارفين ليه؟
عشان النصيحة غلط وأنا علي حق وعشان " بلد الأمن والأمان أعدمت الشبان "
-
أميرة أحمدطالبة دكتوراة في تخصص اللغة الفرنسية وآدابها