بدأ احتكار السلطة بسيدنا عثمان، رضي الله عنه رغم إنه كان من الراشدين، حيث قوي في عهده النفوز السياسي الأموي، دون التيارات والتوجهات الأخري واذدهر الإقتصاد والمجتمع والفكر في عهده مما جعله يحول الخلافة إلي ملك مطلق. 

ثم الحسن بن علي حين سلم الخلافة إلى معاوية بن أبي سفيان، عام 41 هجرية تلك الفترة التي انهار فيها تيار المقاومة، ثم تسليم معاوية الخلافة لابنه يزيد بعد أن خان ونقض الإتفاق الذي بينه وبين الحسن بن علي(رضي الله عنهما )والذى كان ينص على أرجاع أمر الخلافة إلى المسلمين بعد وفاة معاوية، وكان من المفترض أن يختار المسلمون خليفتهم الجديد من دون إ شروط من أي قوة خارجية. وكانت رغبة معاوية في استخلاف ابنه رغبة عارمة كما هو الحال في بلادنا فاستخلف ابنه يزيد.

اما عبد الملك بن مروان فهو اول خليفة مسلم ينتزع الخلافة بالسيف حين هزم عبدالله بن الزبير عندما دخل الحجاج بن يوسف الثقفي قائد الجيش الأموي إلى مكة، وصلب جثة عبدالله ابن الزبير و بذلك أصبح ذلك العرف والدستور الوحيد والسهل و السائد لانتقال السلطة( لخير أمة أخرجت للناس ) حدث ولا حرج و لاحياة لمن تنادي , فلا دين يهتدي به ولانبي يقتدي به ولاحق يمنع باطل فقد تشابه عليهم البقر وقد لايهتدون. 

مثل ما نرا اليوم منتشرا في عالمنا العربي والشام والشرق الاوسط وشمال وقرن افريقيا ,حيث يورثون العروش لأبنائهم ضاربين بارادة شعوبهم عرض الحائط ,ورغم كل هذا الظلم والبهتان والافك يحملون ألقاب  أمراء المؤمنين  وخدام الحرمين الشريفين ويدعون حكم الرعية بكتاب الله وسنة  نبينا محمد (ص)وبذلك شوهوا صورة الإسلام في الإعلام العالمي باحكامهم الفاسدة وترويعهم و سجنهم وقتلهم لرعاياهم الذين طالبوا بأبسط واداني الحقوق الإنسانية والإسلامية والمعيشة . (إذا لم تخشي عاقبة الليالي ولم تستحي فاصنع ماتشاء).

و لا يمكن أن استثني دولة واحدة منهم تتمتع بحرية التعبير المقنن أو المشروط وليس المطلق وشراكة السلطة ولو زائفةلإرضاء وجبر خاطر الشعوب العربية التي تأكدت تماما بأنها مستعبدة من بني جلدتها وحتي إذا وجد بعض منهم يتمتع بهذه النسمات الصيفية فغالبا ما  تكون لها خطوطا حمراء لا يمكن تجاوزها وإذا ما حصل فالموت أسرع من يصل. 

, ولكن إذا وجدت تلك الامتيازات التي ذكرتها رغم قلتها فهي أفضل من غيرها وتعتبر (غيض من فيض ) لأن في معظم عالمنا العربي وامتداده ترقص شعوبه وتطبل مذبوحة من الالم (فإن لم تكن منافقا وبوغا وطبال ستكون نزيل سجونا مقيدا بسلاسل واغلال) وستكرع كأس الحياة بذلة وكان من الأفضل أن تعيش عزيزا أو تموت وأنت كريم ,فالذين يخشون صعود الجبالسيعيشون أبد الدهر بين الحفر. 

ومن غرائب وعجائب الأمور رغم ضخامة وتعدد ثروات العالم العربي والذي يعيش في عصر عبس وذبيان(حرب البسوس داحس والغبراء ) لم يتمكن من صنع قنبلة يدوية وليست نووية فهم مازالوا يستوردون الحلوي والفستق (الكاشيو) من تركيا وإلارز ال(بسمتي ) من الهند وباكستان بدلا من إستيراد مفاعلات نووية مثل إيران وكوريا الشماليه ويذمونهم بالغجر والعجمان ,ولكن هؤلاء العجمان باحترمهم لبعضهم البعض وبصبرهم وتقشفهم ومن اجل السمو بشعوبهم وامتلاك قرارهم وسيادتهم تمكنوا من صنع القنابل الذرية رغم فقرهم وشح موارد وثروات بلادهم ,بينما العرب يرذلون ويستصغرون بملياراتهم وتريليوناتهم   من قبل متعهدي حمايتهم .

 أتدرون لماذا؟ لأن حب الارض والشعب والإخلاص كان وما زال يجري في شراشرايين قادتهم الذين اولوهم زمام امورهم(قادة الهند وباكستان ) بينما كان ومازال ينعدم هذا  النوع من الولاء فى قادة العالم العربي , لأنهم إذا ما حكموا بلدا ملكوه كنصيب إرث لهم من أبائهم  ثم إن  بنوك أميركا وسويسرا وبريطانيا مكتنزة باموالهم التي نهبوها من شعوبهم  الفقيرة التي يفتك بها أمراض ما قبل عصر النهضة (السل والملاريا والكوليرا  والجهل ). 

انا لا اهزج لا اسخر لا اشدوا ففي وتري ملاحم لا تحصي ولاتعد فحياتنا صارت حروب ومآسي وخلافات كبيرة شامخات كالرواسي فبلادنا ملك الطواغيت العتاة فكلهم فرعون وهامان و( قراقوش) وحجاج بن يوسف, ورغم كل هذه العنجهية والكبرياء والتسامي لا يستطيعون حامية أرضهم وعرضهم بل يسجدون لأمريكا وإسرائيل بملياراتهم لكي تحميهم بعد أن جردوا جيوشهم الوطنية وسحبوا منها الثقة والكفاءة لكي لاتنقلب عليهم واوكلو حمايتهم لأمريكا التي تذلهم وتسخر منهم علي مرئي ومسمع منهم.

اما إسرائيل فهي( الحامي والحرامي ) فتارة تسرق القدس وتارة تأخذ سيناء ومعظم جزر الأبيض والأحمر وخلجانه وتارة تضخم وتهول قوة وتهديد إيران لغزو الخليج ليطول ركوع وسجود العرب فهم لا يملكون سيادتهم ولا قرارهم والسبب في بقائهم في السلطة هو عدم تضحية شعوبهم المسترذلة المسحوقة الحقوق فالتضحيات حتما تغير وتزلزل عروش الطغاة وتهدمها علي رؤوسهم , لأن امريكا والغرب لا يستطيعون إخماد ثورات وارادات الشعوب الوطنية الشريفة التي تناضل لكي تتحرر من قيود الاستعباد.

 وإذا كانت هنالك بعض انتفاضات الشعوب  العربية والأفريقية التي سرقت ووئدت في بعض الدول العربية بمعاونة (تل أبيب ) فهي قد تكون شاذة ,والشاذ لايقاس به ويجب ألا نأخذها كمعيار صدق في كل وسائل إعلامنا المطبلة منها والنزيهة, لأن قفل فوهة البركان لا يعني إخماده فقريبا جدا ستخرج الحمم والنيران منه .