ما شهدته من فيديوهات في الاونة الاخيرة في ما يخص الحراك الشبابي الذي تشهده المدينة التي اسكن فيها ,لاحظت انه هناك انعدام لثقافة الحوار و تقبل الرأي الاخر لدى الشباب.
خلال تأسيس مجلس للشباب المحلي للمدينة ,اللجنة التحضيرية تتهم الحضور على انهم جاءوا من اجل نسف الاجتماع , والبعض من الحضور يتهم اللجنة على انها عميلة لحزب سياسي وان هدا الاجتماع عبارة عن مسرحية معدة سلفا , الكل يتهم الاخر بأنه فاسد و عميل لحزب معين او له اجندة يعمل من اجلها.
وخلال برنامج اداعي عبر الانترنيت استضاف بعض الاشخاص من اللجنة التحضيرية و بعض " ألمعارضين " لهدا المجلس لم اخرج و لو بإضافة من هدا الحوار الذي يمكن وصفه بحوار الطرشان. وخلال تصفح التعليقات و الردود على صفحات الفيسبوك في ما يخص هدا الموضوع ,ردود تفتقر الى ابسط حدود العقلانية و بلغة مبتذلة تفتقر الى الواقعية لغة تسيء الاخر و تحتقره لغة تغتال الحوار و توسع هوة الخلاف.
ما يحتاجه شبابنا هده الايام هو الحوار اكثر من اي شيء اخر ,و البداية في الحوار ان نؤمن و نعترف بوجود الاخر ومن حق كل انسان ان يعبر عن رأيه و ان نسمع للأخر جيدا وان لا اقاطع محدثي اثناء كلامه فهدا ليس من ادب الحديث أو ادب الحوار اسمع الطرف الاخر الى ان ينتهي من حديثه و استوعب هدا الحديث ثم ارد عليه برأيي مخالفا كان او موافقا.
يحتاج الشباب الى ثقافة شمولية ليس في الندوات و الورشات المتخصصة التي تعالج قضاياه وحسب انما يحتاج الى ثقافة حوارية في الجامعة و النوادي و حتى داخل بيته.من الضروري تدريس الحوار في المدارس و الجامعات و تدريب الشباب على ممارسته عمليا ليتحول الى عادة.
ان الله خلقنا مختلفين لنتعارف و لا نتشاجر ادا اراد الله عز و جل لجعل الكل واحد و الرأي واحد , وخلق لنا الله عز و جل أدنين ولم يخلق لنا إلا فما واحد لنسمع اكثر مما نتكلم.
وخلاصة لما ذكرت اقول ان تقبل الرأي الاخر و احترامه مهما كان شديد الاختلاف مع رأينا و مهما كانت مزايا صاحب دلك الرأي ,لهو مقياس لثقافتنا و درجة نمو شخصيتنا و تحضرنا , يجب ان نتعلم الاختلاف بأدب دون الاساءة لأحد لمجرد انه اختلف مع ارأينا,العناد و التعنت في التمسك بالرأي كأننا الوحيدون الدين لا يخطئون و ان رأينا دائما هو الصحيح هو الذي يوسع المشاكل .
وأختم بمقولتين للإمامين الجليلين الشافعي ومالك رضي الله عنهما
- للإمام الشافعي رضي الله عنه قال "رأينا صواب يحتمل الخطأ و رأي غيرنا خطأ يحتمل الصواب"
- للإمام مالك رضي الله عنه قال "انما انا بشر اخطئ و اصيب فانظروا في رأيي فكل ما وافق الكتاب و السنة فخذوه و كل ما لم يوافق الكتاب و السنة فاتركوه"