مستر جرانت تاجر أمريكي , له بضاعةٌ في أحد قطارات الشحن , تستغرق مدة وصولها أكثر من خمسة عشر يومًا , عانى فيها أشد المعاناة من التوتر والقلق خوفاً من إصابة القطار بسوء فيفقد عملائه , حتى شعر بأعراض قرحة في المعدة
ذهب لطبيبه الذي قال له , إنَّ ذلك التعب نتيجة للضغوط النفسية وليس به أمراض عضوية ,
يقول
وكأنما رُدت أليَّ روحي بعدما عرفتُ أنِّي سليمُ من قرحة المعدة , وسألت نفسي سؤال
لماذا كل هذا التوتر ؟!!!
ذهب ليجمع إحصائيات عن رحلات الشحن بالقطار للعام الماضي , فوجدها خمسة وعشرون ألف رحلة , وعندما سأل عن القطارات التي حدثت بها حوادث وجدها خمسة قطارات!! , أي قطار لكل خمسة آلاف قطار , فكان رده :
قطار من كل خمسة آلاف قطار هو الذي يحدث به حادث وأتوتر بهذا الشكل ؟!
يا لحماقتي!!!!
0,00002% هي نسبة الحوادث في القطارات , ومع ذلك كاد يفقد حياته بتوتره وقلقه , أضاع من عمره خمسة عشر يومًا في خوف وتوتر وضياع فلا هو عاش يومه ولا فكر في مستقبله , والكثير منَّا في حالة مستر جرانت بل أكثر!!!
يقول الشافعي :
سهرت أعينٌ و نامت عيونُ ......... في أمورٍ تكونُ أو لا تكونُ
فادرأ الهمَّ ما استطعت عن النفسِ ..... فحملانك الهمومِ جنونُ
إنًّ ربًا كفاك بالأمسِ ما كان ..... سيكفيـك في غدٍ ما يـكـونُ
فعش يومك بلحظاته , ولا تجعل كائنًا من كان يسلب منك لحظاتك الجميلة التي قد لا تتكرر , وتذكر معي قول المتنبي
وما الخوفُ إلّا ما تخوَّفهُ الفتى ..... وما الأمنُ إلا ما رآه الفتى أمنا
فنحن من نحدد كيف نعيش يومنا , ونحن من نحدد مصيرنا ومستقبلنا , ومستقبلنا يبدأ من يومنا , فهل إن عشنا يومنا في كآبة وقلق من أبسط الأشياء سيكون مستقبلنا جيد ؟!! بالتأكيد لا , لأنَّ يومنا جزء من مستقبلنا , ولنردد مقولة الرائع ديل كارنيجي كلما قابلتنا مواقف سيئة , تؤرقنا في يومنا , وتمنعنا أن نعيشه بكل لحظاته
هبني اللهم الصبر والقدرة لأرضى بما ليس منه بُدّ
وهبني اللهم الشجاعة والقوة لأغيِّر ما تقوى على تغييره يد
وهبني اللهم السداد والحكمة لأميز بين هذا وذاك
-
إسلام عليمدرب تنمية إدارية وتطوير ذاتي