جميلةٌ كعقد ألماسٍ فريد، له ألفُ عامٍ يدور حول نفسه في واجهة العرض الزجاجية. ملّ رؤية العالم منها، ويشتاق صدرًا ما يرتاحُ عليه من دورانه حول نفسه هكذا كإلكترون وحيد في مستوى الطاقة الأخير لنواة غير مستقرة، صدرًا دافئًا بشريًا يرى من خلاله العالم من زاوية أخرى ويستكشف أشياءً جديدة.
في كل يوم، يقترب منه الكثيرون وتلمعُ أعينهم لرؤيته، في البداية كان يسعدُ بهم ثم قلت سعادته رويدًا رويدًا حتى استحالت لكره يبدأُ عندما يرى شخصاً ما قادمًا نحوه، يكره الأمل الذي يتجدد في نفسه برؤيتهم .. "يكره الأمل" هل بدت فكرة سخيفة لك؟ ربما لأنك لم تجرب خيبة الأمل قط. إذا جربتها مرة ستعلم كم أنه مؤلم وقاسٍ أن تتأمل بشيء، حتى لو كان حقك البسيط بأن يراك أحدهم جديرًا بالاقتناء ..
كان العقد يُهوّن على نفسه بأنه نفيس وجميل، ويتساءل دومًا في قرارة نفسه ما فائدة الجمال إن كان لا يستطيع دفع كل هذه الوحدة عنك؟ ..
وذات يوم، اكتشف أنه ليس إلّا نُسخة مُقلّدة لعقد الألماس الحقيقي القابع في خزنة صاحب المحل. هل تتخيل حسرته حين اكتشف أن كل هذه الوحدة وكل هذا التعب ليس لأجله بل لأجل عقد آخر أثمن؟.
ولأنه جميلٌ في أصله وإن لم يكن ألماسًا، أصبح يرى أنه محظوظ أكثر من العقد الأصلي الذي لم يتح له حظه العاثر أن يرى العالم حتى ولو من واجهة زجاجية، لم يُتح له أن يرى انبهار الناس به حتى وإن لم يقتنوه، لم يُتح له أن يعرف كم هو جميل ..
-
زهرة الوهيديأكتب... لأنني أحب الكتابة وأحب الكتابة... لأن الحياة تستوقفني، تُدهشني، تشغلني، تستوعبني، تُربكني وتُخيفني وأنا مولعةٌ بهـا” رضـوى عاشور :)