كنتُ دائمًا أنتظر حدوث شيئًا لا أعلمه، و كل ما أعلمه أن هذا الشئ حتمًا سيغيّر أقداري، أنظر للسماء وأدعو الله بهذا الشئ الذي لا أعرفه، هذه الصدفة التي ستغيّر مجرى حياتي للأبد، ربما كان شيئًا وربما كان شخصًا وربما كان قلبًا جديدًا لم يعرف الخذلان بعد، كنتُ أزهد أحيانًا و أشعر باليأس كثيرًا، ولكن لم أكف يومًا عن الإنتظار، حتمًا اليوم، ربما الغد، بالتأكيد هذا الأسبوع، مستحيل ألا تُعيرنا السماء أي إهتمام هكذا، كان هذا الإفتراض يطمئنني ويسكّن الألم بداخلي، و لكن لا يخلّصني منه تمامًا، لم أتعافى يومًا من هذا الوهم، فالركون إلى الأمل بالتأكيد أيسرُ من المواجهة، و مرّت الأيام، الكثير من الأيام، وحدثت المفاجأة ألا وهي أن لا شئ يحدث، لا شئ على الإطلاق، و هذه الحقيقة أيقنتها مؤخرًا بعد قضاء الكثير من الوقت في الإنتظار، لا شئ سوى الإنتظار فقط من أجل شئ لا أعرفه ففقدتُ ما كنتُ أعرفه بالفعل، لم أُنجز شيئًا و كذلك لم أكن أستمتع بوقتي، كنت أنتظر فقط، لم أكن أدرك أن هذه الأيام التي أنتظر فيها هي من عمري الصغير على هذه الأرض، لا في الحقيقة كنت أدرك جيدًّا، ولكن كنت أنتظر أيضًا الوقت المناسب الذي لا يأتي أبدًا، الحياة لا تأتي راكعة لأي فرد على وجه الأرض، فلمَ أنتظر أن تأتيني أنا بالتحديد في هذه الغرفة المظلمة؟ تطرق بابي لتُهديني كل ما أريد، لا لا هذا وهمٌ مطلق، شيطانكِ يعبثُ بكِ يا فتاة، يقيّدكِ و يقودك نحو الهاوية، السماء لا تمطرُ الفرص، وما الحياة إلا صراعٌ وانتزاع، و انتِ بهذا خارج المنافسة على الإطلاق، لا شئ لكِ، فالمتقدمُ في هذه المنافسة لا يحظى منها إلا بالفتات، فما بال من هم على الهوامش خارجها! فالإنطلاق هو الحل، الإنطلاق نحو الإنتزاع، وجهًا لوجهٍ مع الحياة، تصنعينها بنفسك و إلا فلن تُصنع هي من تلقاء نفسها، أنتِ تصنعين الأحداث لا هي من تصنعك، و كوني على يقين، لن يكون لكِ سوى ما حاربتي من أجله وسوى ذلك فلن تتكرّم به الحياة عليكِ