🎀 مغامرة جدي 🎀

كم أشتاق لمجالسة جدي حين كان يروي لي قصصا دائما ما أتعلم منها حكما قيمة وقيما شتى، فذات يوم جاء عند جدي صديق قديم لزيارته سائلا عن أحواله فلما رحل، سألته قائلا:

- جدي! منذ متى وأنتما صديقان؟

- منذ أمد طويل يا ابني.

- وكيف تعرفت عليه ياجدي؟

- إنه صديق قديم، تعرفت عليه في فترة الإستعمار، حيث كنت من رجال المقاومة وجيش التحرير.

- إذن يا جدي، أنت ممن ساهموا متحدين في استقلال المغرب الحبيب والذي ننعم الآن بخيراته، والآن احكلي عن مغامرة من مغامراتك التي قمت بها في فترة الاستعمار.

- كما تعلم يا بني كنت أشتغل كسائق سيارة أجرة وفي نفس الوقت كذلك رجل فدائي أضحي من أجل وطني الغالي، فهنا وصلتني أخبار ان المستعمرين قد قبضوا على رجل من رجال التحرير ورجله متكسرة بالمستشفى، كما أصروا على اغتياله، لكن بمساعدة أصدقائي توجهت انا وأصدقائي للمستشفى بخدعة للمحتال حتى تمكنا من تهريبه، فأخذته لبيتي مسرعا وخبأته في قبو بمنزلي، هكذا استطعنا تحرير المغرب من هذا الاحتلال، فاستقل بلدنا، حينها اتجه كل واحد تجاهه الخاص، ومرت أعوام وسنين فالتقينا انا وصديقي في أعظم أرض، أرض الرسول صلى الله عليه وسلم، الكعبة بيت الله الحرام حين كنت اطوف وتعثرت ساقطا، إلى أن مد شخص يده لي، فاندهشت لما رأيته، لقد كان ذلك الصديق الذي انقذته، فانهمرت الدموع من عيوننا وتعانقنا، وها قد جاء لزيارتي الآن.

وائل احساين.