مصر وضَياع إرثها الإفريقي - مقال كلاود
 إدعم المنصة
makalcloud
تسجيل الدخول

مصر وضَياع إرثها الإفريقي

  نشر في 30 يناير 2016  وآخر تعديل بتاريخ 30 شتنبر 2022 .


بعد حادثة محاولة اغتيال الرئيس الملخوع "مبارك" في اديس ابابا ، مؤشرات الإهتمام المصري بقضايا القارة الأفريقية انخفض بدرجة كبيرة مما كان له الأثر السلبي في الحضور و المشاركة الفعالة في قضايا ومشكلات القارة ، نتج عنه تقلص دورها الرائد فخسرت مكانتها التي كافحت وتحملت الكثير في بنائه ، وبالرغم من كل ذلك كان حضور رئيسها أو من يمثلها الى القمة له هيبة كبيرة ، تنتظره كافة دول القارة علي اعتبار أن مصر هي الرائدة في بناء هذا الكيان الأفريقي .

لكن الوضع ما بعد الإنقلاب يشير إلى افول نجم مصر وتقلص دورها إلى حد الكارثة (على كافة الأصعدة) حيث خسرت مصر كثيراً من حضورها السياسي وقوتها الناعمة بخلاف تردي الوضع الإقتصادي ناهيك عن وجود نظام سياسي ينظر البعض اليه على أنه غير شرعي جاء بعد إنقلاب دموي ، كل هذه المشكلات جعلت مصر تتقوقع داخل شرنقتها الضيقة ، مما افسح المجال لقوى من داخل القارة وخارجها، أن تشغل الحيز المصري ويصبح لها حضورها القوى مما سيوئر "بالتأكيد" على المصالح الإستراتيجية و الأمن القومي المصري .

في وسط كل هذه الأجواء بدأ الجنرال عبد الفتاح السيسي يوم أمس ، زيارة إلى العاصمة الإثيوبية أديس أبابا، للمشاركة في أعمال القمة الأفريقية العادية السادسة والعشرين التي تُعقد يومي السبت والأحد، 30 و31 يناير الجاري.

وتأتي زيارة الجنرال السيسي لإثيوبيا على الرغم من المتاعب الجمة السياسية والإقتصادية ، اضافة الى ذلك اخطر المشكلات التي توجهها مصر في العصر الحديث ، ملف التفاوض بشأن سد "النهضة"، الذي تتلكأ إثيوبيا في مفاوضاته ، حيث سبق لها أن رفضت المقترح المصري بزيادة عدد فتحاته، وتصر على بدء العمل به وفق سعته التخزينية الكبيرة، وتتهرب من الاجتماعات الفنية، دون اعتبار لتأثير ذلك على الحصة المائية التي تصل إلى مصر، وخطورة قلتها على حياة المصريين.

والمثير للسخرية تجاهل المتحدث باسم رئاسة الجمهورية موضوع السد حين تحدث عن جدول الزيارة ، اضف الي ذلك تجاهل الإعلام المصري الربط بين وجود السيسي في إثيوبيا، وفتح ملف "سد النهضة"، وساد الزيارة غموض في هذا الشأن، وذلك على العكس من الزيارات الخارجية التي يقوم بها السيسي، والتي يحيطها الإعلام المصري - دوما - بدعاية كبيرة لموضوعاتها، وملفاتها المهمة.

وتعد زيارة السيسي لإثيوبيا "الثانية"، بعد توقيع اتفاقية المباديء في مارس الماضي، وهي الاتفاقية التي وضعت مصر أمام الأمر الواقع طبقا لخبراء الري، إذ ألزمت مصر بالاعتراف بسد النهضة كحقيقة واقعة في مقابل إلزام إثيوبيا باستكمال مسار المفاوضات الفنية، والالتزام بسعة تخزينية محددة، وإطلاع مصر على مستجدات الوضع، وهي المباديء التي لم تلتزم إثيوبيا بأي منها مع مصر.

إلى ذلك، كشف أستاذ الجيولوجيا والموارد المائية بجامعة القاهرة، الدكتور عباس شراقي، أن مصر لم تقدم حتى الآن احتجاجا رسميا واحدا في الأمم المتحدة على بناء سد النهضة، في حين أن إثيوبيا تقدمت باحتجاج حينما كانت مصر تبني السد العالي.

ويطالب بعض الخبراء ، أن تستخدم مصر ورقة الضغط العربي والإقليمي على إثيوبيا من أجل إجبارها على التراجع.

في حين يرى خبراء عسكريين أن الخيار العسكري لن يكون مطروحا الفترة المقبلة فيما يتعلق بأزمة سد النهضة، وأنه لابد للسعودية ودول الخليج أن يكون لها موقف من السد، بالضغط الاقتصادي على إثيوبيا، لمساعدة مصر في قضيتها.

إذا نحن امام نزيف مستمر للرصيد المصري فى القارة يستلزم معه اعادة ترتيب الأولويات للسياسة الخارجية المصرية لتعود مصر التي نعرف .


  • 1

  • رزق محمد المدني
    اتعلمون من انا؟؟اتجهلون من أكون؟؟ ... انا الذي علمتني سورة الصف النظام .. وللتوحيد وجهتني الاخلاص والأنعام.. والحجرات ادبتني بأخلاق الاسلام عــلمتني الحيــاة ، أنا لا أبيــع " هيبة الصمــت " بالرخيص من الكـلام ، فالكـلا ...
   نشر في 30 يناير 2016  وآخر تعديل بتاريخ 30 شتنبر 2022 .

التعليقات


لطرح إستفساراتكم و إقتراحاتكم و متابعة الجديد ... !

مقالات شيقة ننصح بقراءتها !



مقالات مرتبطة بنفس القسم

















عدم إظهارها مجدداً

منصة مقال كلاود هي المكان الأفضل لكتابة مقالات في مختلف المجالات بطريقة جديدة كليا و بالمجان.

 الإحصائيات

تخول منصة مقال كلاود للكاتب الحصول على جميع الإحصائيات المتعلقة بمقاله بالإضافة إلى مصادر الزيارات .

 الكتاب

تخول لك المنصة تنقيح أفكارك و تطويرأسلوبك من خلال مناقشة كتاباتك مع أفضل الكُتاب و تقييم مقالك.

 بيئة العمل

يمكنك كتابة مقالك من مختلف الأجهزة سواء المحمولة أو المكتبية من خلال محرر المنصة

   

مسجل

إذا كنت مسجل يمكنك الدخول من هنا

غير مسجل

يمكنك البدء بكتابة مقالك الأول

لتبق مطلعا على الجديد تابعنا