ليتنا لم تكبر!
ليتنا بقينا نجوب الطرقات بظفائرنا المُنسَّدلة ،وبأقدامنا النحيلة ، ليتنا بقينا أطفالاً نتشبث بأعناق أمهاتنا ، ونتهاوَّى في أحضان آباءٍنا لحظة عودتهم للمنزل ،إلى الآماكن التي تَشَّرعُ برائِحة طفولتنا حينما نجوبها قاصدين ذكرى تعيدنا إلى ذاك العالم ، إلى الأصدقاء أينما وكيفما حَّلوا ، إلى أيام الأعيَّاد ولياليهم المٌنتظرة ، لنبرة ضَحِكاتنا في ليالي السَّمر الصيفية ، إلى تجاعيد أيادي أجدادنا وقصصهَّم التي لا تنتهي، كلما شعرنا بأن الحياة تضيق بنا سبيلاً كُنا نقصَّد بيوت أجدادنا ، إلى وإلى وإلى ، أي ارواح طاهرة خسرناها في سبيل المُضي سعياً لنجد ذواتنا المُهملة ؟
أيعقل أن يكٌبر أحدهم إلى حدٍ تبكيه تلك الذكريات ؟
مضينا كِباراً ، نبكي حين لا نجِد بقعة طمَّأنينة ك قلوب أمهِاتنا ، نتخبط بالطريق ما زلنا ، نغني ، نصَّرخ ، نستسلم ، نواجه ، نبكي ، و نضحك ، لكن ب هيئة كبار وقلب طفل ، ما زلنا نمضي قدماً ، نعم ، نمضي بعَّجزِ كبار السِن عن تلبية إحتياجاتهم بمفردهم ، بقِلة حيلة طفل يبكي ولا أحد يخمن ماذا يريد ، هذه العقلانية المرتبطة بالكِبر مؤدية وهذا الإدراك المبالغ به لكل ما يجرى حولنا ، من فرط أذيته يكُرهِنا بالبقاء هُنا ، أريد أن أعود طفلاً يتهاوى بين الاطفال لاعباً ، يتابع حلقاته الكرتونية بصخَبٍ وحماس ، أريد ان يعود ذلك الشعور المخلوط بالطمأنينة والرضا ، حينما اسمع كرتوني المفضل
" سبونح بوب " يقول : ( لا أريد أن أكون ناضجاً ، أريد كعكا و حليباً ، أريد سترة مُطّرزة بالحب! ) وأنا بذاتٍ مطالبكَ سبونج لا أريد أن أكون ناضجاً ، أريد أن أرتجل مضياً إلى هناك حيث طمأنينة الطفولة!
-
Rawan hussienكومبارس