حُلمي الصّغيرُ أن أحيا بسلام ،
في بيتٍ تصحو بزواياه الأحلام ..
يعبقُ بنسيم الحبّ ،
يغسلُ لي الأيام ..
لا أزال صغيـــــــــــر ،
أنتمي للحنان ..
أغفو حينَ أطير ،
على جناح الأمان ..
أصواتُ الأحباب ،
تحطّم الجدران ..
تختارُ الفؤاد ،
ملجأ ً..
كلمات اغنية المسلسل الكارتوني انا واخي ، الذي عرض قبل سنوات عدة ولا يزال يعرض حتى الان ، في قناة الأطفال التعليمية الهادفة سبيس تون ،
بين فترة واخرى ، اجد نفسي ارددها بقلبي ، او اهمس بها دون ان يسمعني احد ، حتى لايشعرني ممن حولي انني ارتكب امرا معيبا ، فقي نظر افراد المجتمع ان المرء حين يعود لذكريات او مقتنيات الطفولة ، من العاب او افلام كارتون وغيرها ، فهو يعاني نقصا في العقل وعدم نضوج !!
احن للطفولة ، واستعادة تفاصيل ذكرياتها كثيرا ، لعلي اعود للوراء والعيش فيها بخيالي ولو للحظات ،
كلما صعبت علي الحياة ، حيث كنا في طفولتنا لا نفكر بالغد ، ولا شيء هناك يرهقنا ويشغل حيز تفكيرنا ويسلبنا نومنا ، كنا نعيش اليوم دون الإلتفات للأمس والغد ،
والآن سلبتنا الهموم والظروف والتفكير بالمستقبل راحة البال ...
احفظ معظم اغاني سبيستون ، مقارنة بأغاني القنوات الأخرى ، فقد كانت تتميز بلحن موسيقي جميل ، وصوت عذب ، دون ان افهم معناها نظرا لصغر سني ،
لكن حين كبرت ، تعجبت من معانيها ،
فرغم انها كانت موجهة للأطفال ، إلا ان القائمين على اعداد هذه الأغاني ، لم يستخفو بعقول الأطفال في تأليف وكتابة كلمات الأغاني لهم !
بل كانو يهدفون لزرع قيم ورسائل اخلاقية وتعليمية وتربوية وغيرها من الأسس التي تساهم في إنشاء وتنمية الأجيال بكافة الجوانب ،
فلننظر لكلمات اغنية حلمي الصغير ، التي يبدأ مطلعها بالآتي :
" حلمي الصغير ان أحيا بسلام ، في بيت تصحو بزواياه الأحلام "
يالله !! ما اعذبه من معنى !!
من منا لايحتاج لهذا الحلم كبيرا او صغير ؟!!
رغم انني كنت ارددها بصغري ، إلا انني لم افهم معناها ، إلا الآن !!
فقد كانت هذه الكلمات رسالة لنا ان نحيا طفولتنا ونستمتع بها قبل ان نكبر ونفقد السلام مقابل الحروب والدمار والدماء والموت ، باتت الآن حلم لكل منا ، وبالأخص اطفال سوريا وفلسطين واليمن ..
"يعبق بنسيم الحب ، يغسل لي الأيام"
كانت ايامنا مفعمة بحب الوالدين والاقرباء لنا ،
رعاية ، اهتمام ، حنان ، مشاعر ، كل ماله صلة بالتربية والاحتياجات النفسية والجسدية التي يحتاجها اي طفل ؛
والتي تجعله يعيش اليوم بأكمل وجه ، حب ينسيك الأمس والغد ، ينسيك الاخبار المأساويه والاحداث السلبيه ، حب يغسل الأيام حقا ،بعد ان يبدأ الحب يتلاشئ تدريجيا في الكبر .
" لا ازال صغير ، انتمي للحنان "
في هذا السطر ، توجيه لتذكير السامعين ، ان الطفل لا يزال صغيرا بحاجه لحنان الوالدين ، وعدم الانشغال عنهم مهما كثرت ضغوطات واعباء العمل ، او اي ظرف خاص يطرأ لهم ؛ تؤدي للإبتعاد عنهم واهمالهم .
" ،اصوات الأحباب تحطم الجدران ، تختار الفؤاد ... ملجأ "
في هذه السطور كناية بلاغية ، ان اصوات الأحبة مهما مضت السنين ، ستظل مستقره في قلوبنا وتظل ماكثه فيه إلى الأبد ، لا شيء يوقف اثرها ، لا جدار ولا جبال تقاومها وتمحيها ..
ستظل وتبقى هذه الأغنية الحلم الكبير لنا جميعا ، كلمات رغم انها كتبت لهذا المسلسل الكارتوني وللأطفال ، إلا انها حلم واقعي يراودنا جميعا ..
" اسأل الله ان تحيو جميعا بسلام وتحققو امانيكم "
-
بسمةاهوى قراءة كتب الذات وتأمل الصباح وسماع الموسيقى وشرب الشاي
التعليقات
في عالم من الصور حكاية فيها عبر ...تخوص في بحر الخيال .....وتنتقي منه الدرر ....
في قصة تروي الكثير الخير شمس لاتغيب ....تظل في الدنيا تنير...والشر يبقى في المغيب ...أحداثا نفهم مغزاها ...تروي قصصا ما أحلاها ....بالعقل وبالقلب نرها ..فانصتو يا أصدقاء لحكمة في الدواء ..الخير في الدنيا سيبقى محفوظا للأوفياء ♥♡..حتى اني علمتها لتلاميذي في حصة الأناشيد و المطالعة ....و اطلعتهم على الكرتون في بائعة الكبريت كقصة ليحسوا بلفقراء و فعلا تجاوبو معي وينصتون لكل كلمة فيها .. لأني انا لما تفرجت قصة بائعة الكبريت أعطوني أهلي نقود لأشتري لوازم تصدقت بهم لمتسول وأنا أبكي وقتها فعلا اعتبرت من القصة .. وهناك كرتون عهد الاصدقاء ومازلت صراحة لا تضحكي عليا اتابعه لحد الآن تبثه سبيستون مع اخي الصغير .. ونغني لحنه بأعلى صوت .و.أمي تضحك ....حلمنا نهار نهارنا عمل ..نملك الخيار خيارنا أمل ...و تهدينا الحياة أضواءا في آخر النفق ....تدعونا كي ننسى ألما عشناه ...نستسلم لكن لا ما دمنا أحيانا نرزق لا ... ما دام الأمل طريقا فسنحياه ....وفعلا كلمات هذا الكرتون تحي الامل في القلب ....وكل كرتون في ذلك الوقت كان يحمل معنى وهدف....مشكورة لطرح هذا الموضوع ....سبحان الله لم أتوقع أن أجد مقال .يمثل نفس وجهة نظري ....فعلا أنت رائعة وراقية بفكرك وبقلمك ♥♡♡♡ أتمنى لك التوفيق .
فعلا مسلسلات الكارتون قديما كانت ظريفة و مفيدة في نفس الوقت لذلك فهي تؤثر فينا حتى الآن . أما مسلسلات الكارتون الآن صارت ثقيلة الظل و بدون هدف لذلك فإنني أشفق على أطفال هذه الأيام لأنهم لا يعيشون طفولتهم كما ينبغي .
مقال جميل , بالتوفيق و في إنتظار كتاباتك القادمة .
عندكى حق جميعنا نتذكر كل تلك الشارات التى لم تكن مجرد كلام و لكنها كانت معانى كبيرة لم نفهمها عندما كنا صغار و فهمناها عندما كبرنا ، حقيقة شكراً لكى و بالتوفيق و شكراً لسبيستون التى لم تشوه معالم طفولتنا بل إرتقت بها .