قراءة نقدية في التاريخ الإسلامي من خلال الخوارج الجدد
قضية المساواة في الإرث
نشر في 20 ماي 2016 وآخر تعديل بتاريخ 08 ديسمبر 2022 .
قال تعالى القدوس في الكتاب المقدس المنزول على روح القدس الموصول برسول الله صلى الله عليه و سلّم المعرج به ليلا بالإسراء و المعراج من الأرض المقدسة التي بارك من حولها إلى بيت المقدس مهبط أجداده الرسل سلام الله عليهم جميعا و الدارس لنصوص القرآن الكريم يتفطّن مهما كان تحصيله إلى خطاب اللوم و التحقير و الإهانة للسفهاء من أهل الملل والنحل و الخوارج الخارجين عن أهل السنّة و الجماعة من عصر التنزيل و من لحق من بعدهم و من تبعهم اليوم من أتباع ماركس و لينين و الفاشي " ستالين " و " موسليني " وأصحاب الحداثة المتطرفين كاليسار العمالي الشيوعي التونسي و من على شاكلتهم كالطالبي و الهمّامي قال تعالى : " يريدون أن يطفئوا نور الله بأفواههم ويأبى الله إلا أن يتم نوره ولو كره الكافرون (" و عزّز التحقير بقوله "في قلوبهم مرض فزادهم الله مرضا على مرض " ودعّم الذّم لفكرهم الفاسق بقوله : "موتوا بغيضكم " و قال : " كلما أوقدوا نارا للفتنة أطفأها الله " هؤلاء جميعا الناعقون اليوم بغير فهم لآيات المحكم من الذكر الحكيم فقد أساءوا التقدير من جهة و غابت عنهم مقاصد الشريعة لجهلهم للشيخ الفاضل الطاهر و ابنه الفاضل بن عاشور لأنهم فعلا جهلة و إن تخرجوا من الجامعات الكبرى ففهم القرآن له أهل الاختصاص من جهة مع الورع و هكذا كان خلفاء رسول الله رضوان الله عليهم جميعا قد فهموا المحكّم بالحديث القولي و الفعلي و العملي وعمل آل البيت و المدينة إن غاب عليهم في النص و عملوا بالرأي والاجتهاد ورأي عمر كثيرا ما نزل به القرآن . إنّه عمر و هل يخفى القمر ؟ و إن كان الاجتهاد عمل بشري مع خالق الخلق و علاّم الغيوب إلاّّ أنّهم كانوا أمناء على الآيات المتشابهة فقرؤوها بالتأويل المستند إلى العقل النظيف و بورع و بأخلاق من خلق رسول الله و كان لهم مع الرأي منهج الاستدلال لمنع الخطأ وهو"الإجماع " قال عليه الصلاة و السلام : " لا تجتمع أمّتي على الخطأ " و قد تجتمع و إن كان في أصلهم الخطأ و التاريخ الإسلامي شاهد على ذلك لغياب العصمة على الحاكم و المحكوم وإن كنت لا أثق كثيرا في هذا الإجماع لاستحالة تحقيقه في الواقع ، اللهمّ في عقول الفقهاء . فالإجماع المتبوع بآية (و أمرهم شورى بينهم ) لم يتحقّق في سقيفة بني ساعدة و كان الولاء العائلي و السياسي آنذاك في إختيار الخليفة الأول مبعثا للريبة عند الرافضين و تواصل من بعد و ما إغتيال ثلاثة خلفاء من أربعة يقيم الدليل على الخلافات بين الصحابة رضوان الله عليهم و كما قال العلامة الذهبي في معناه " اللهم طهّر ألسنتنا من الصحابة ) اعتمادا على قوله صلى الله عليه و سلّم " أصحابي كالنجوم بهم اقتديت و بهم اهتديت " و إن عالجنا بعض هذا التاريخ السيئ الذّكر فمن باب الأمانة التاريخيّة لا غير فلا قداسة إلاّ لله و من رضي عنه فقط و هو أمر طبيعي محكوم بالخاصيّة البشريّة من جهة ومن حبّ التفرّد بالسلطة من ناحية أخرى وهذا طبيعي و جبلّي في السلطان الخاضع بالنقد والإصلاح من أهل الحلّ و العقد فقط إن أمنوا شرّه فالخروج على الظالم يزعزع الوحدة الوطنيّة للأمّة و تكون الفتن قائمة فالصبر على الظالم أولى حتّ يرفع الله أمرا كان مفعولا و قد تشكّلت بما يعني بالمفهوم الحديث نواة الأحزاب السياسية و كان الخلاف المتبوع برفع السلاح و التقاتل وهذه المواضيع أدركتها كطالب زيتوني قديم من الممنوعات في الخطاب الديني المستبد من بعض الأيمّة المتشددين فكان خطابهم الترهيب دون الترغيب و من هنا ظهرت الروافض والخوارج الجدد لكل فكر مدني مستنير يواكب الظروف ومتغيرات الواقع و إن كان لكل إمام قراءة فإن قراءة النص القرآني المحكم الدلالة و الصريح لا يقبل الخلاف و المثال بين أيدينا الآن و في الصحف و إذا تكلم السفيه فلا تجبه خير الإجابة السكوت .
موضوع هذه الأيّام في الجرائد التونسيّة و المجالس التلفزيّة يثير الاستهزاء والبكاء مع النّواح على جمعيات و جماعة البؤس و السّوء المتربصين بالآيات المحكمة من الذكر المحفوظ و هي الدفاع الشرس على محاولات يائسة وبائسة وفاشلة لإخضاع الدولة لتحقيقها بنص دستوري خارجا عن السياق الديني و الأخلاقي و المجتمعي و لن تتحقق آجلا و عاجلا لاستحالة الموضوع المثار " المناصفة في التوريث " بين الذكر والأنثى و ذلك أنّ الآية صريحة و متواترة من اللّوح المحفوظ في السماء العلى والمنزلة على الرسول الصادق الأمين عن طريق جبريل روح القدس و المتواترة و المحفوظة في الصدور منذ جمعها سيّدنا عثمان ابن عفان إثر موت الحفاظ في الغزوات و بفطنة شديدة أسرع لسعف النخيل و تدوينه لحفّظه رسميّا و هو المنقول عن الأوائل إلى النقل الكتابي بضبط الثقات كعبد الله ابن مسعود الهذلي والخلفاء الأربعة و زيد ابن ثابت و معاوية قبل خبثه السياسي و طبيعي جدّا أن يكون كذلك بحكم أن العرب منذ الجاهليّة الأولى حكمتهم الأهواء و القبيلة بالعصبيّة و قد شهد بذلك مفكّر علم الاجتماع و مؤسسه التونسي و المصري و المغربي عبد الرحمان ابن خلدون و من ذكروا آنفا أهل جرح وتعديل أخذ القرآن عنهم و تواتر بالتواتر الذي يمنع الباطل وقد تكفل الله بحفظ محفوظه " إنا نحن نزلنا الذكر و إنا له لحافظون " و هي ميزة خاصة بالقرآن و لو لا ذلك ما وقع التحريف والتزييف لكتب سبقته كالتوراة والإنجيل و كان القرآن شاهدا على التزييف أحكاما ونصّا و قد أدرك حتّى اليهود و النصارى ذلك من الأحبار و العلماء الذين آمنوا بصدق الفرقان فدافعوا عن القرآن و اعتبروا أن الرسول صلّى الله عليه و سلّم حقّق برسالته الوحدة الكونيّة و مجّدوه و نقدوا الكتب السابقة و أثبتوا عليها الباطل و إن كانوا قلّة وعلى كلّ حال نسوق الآية " نزل عليك الكتاب بالحق ، وانزل التوراة والإنجيل من قبل هدى للناس وانزل الفرقان ". صدق الله العظيم
و عودة الموضوع المثار اليوم المذكور آنفا لو تحقّقت المناصفة في الإرث بين الرجل والمرأة بعدما تحقّقنا من قوله : " للذّكر مثل حظّ الأنثيين " و هي آية قطعية الدلالة و الثبوت لا تقبل رأيا و لا تقبل كذلك التأويل و إلاّ لأوّل سيّدنا عمر ابن الخطّاب المعروف بالرأي و له القراءة الخاصة في المحكم كرأيه في آية قطع يد السارق التي تجاوزها و منع القطع عام المجاعة لظروف اقتصاديّة استثنائيّة و سمّي " بتعطيل عمر " و هو موقف وقع عليه شبه الإجماع . و الرأي عندي إذا قبلنا المناصفة في الإرث وهو ممنوع عن المجتهد قديما و حديثا ومستقبلا فعندئذ يتبعه موضوع آخر سوف يثار مستقبلا و هي "جواز إمامة المرأة في الصلاة الممنوعة شرعا " و إن كان الشاعر و الفقيه ابن حزم أجاز منصب القضاء للمرأة في زمانه فقد كان تقدّميّا و خالف فقهاء سبقوه، و هذا الاجتهاد منطقي سلكته الكنيسة المسيحية بعد ابن حزم . نعم للمرأة إمكانية تحقيق طموحات الدين و الدولة و المجتمع في مواضيع تتماشى مع طبيعة خلقتها الفيزيولوجيّة و مشاعر الأمومة و الحمل و الرضاعة و لذلك أصاب ابن حزم لمّا جوّز كفقيه : جواز الإجهاض إن خافت المرأة على حملها و جمالها ( رؤية تنويريّة )
إن تحقق الإرث مناصفة بين الذكر و الأنثى و مبروك عليهم هذا الطلب إذا أدركنا وتحقّقنا بالتحقيق الثابت أنّ حمّة الهمامي و أتباعه من حزب الجبهة الرمليّة حسب تسميتي الخاصة الباحث حرث البحر بمحراث . و فاقد الشيء لا يعطيه .
و الســـــــــلام
الشاعر القيرواني : محمد الشابي
Email : mohamedchebbi581@yahoo.com
-
mohamed chebbi...