حديث حُبّ ! - مقال كلاود
 إدعم المنصة
makalcloud
تسجيل الدخول

حديث حُبّ !

  نشر في 03 نونبر 2016  وآخر تعديل بتاريخ 30 شتنبر 2022 .

المقال على الفيسبوك = https://www.facebook.com/sqour/posts/1420672277957805


حدّث إمام دار الهجرة ، (مالك بن أنس) - رضي الله عنه - ، سنة 170هـ ، فقال :

حدّثنا (صالح بن كيسان): أن (سعيد بن المسيّب) كان مع (عُبيد الله بن عتبة بن مسعود)، إذ مرّت بهما امرأة غادة ، فغضّا بصرهما عنها وانتحيا جانبا. قال صالح : وكان نصيبهما منها أن علقت بمخيّلة شيخنا عبيد الله بن عتبة، إذ كانت سافرة عن وجه مثل فلقِ الصبح.

فما يزال عبيد الله يذكرها وابن المسيّب ينساها، حتى مرّا بأناسٍ من ناحية مكة فسألا عنها، فأُخبرا أنّ الناس كلّهم يتحدثون في شأنِ امرأة من هُذيل تأيّمت ، قدمت المدينة معها بنيّ لها صغير، وكانت جميلةً تفتن كل مارّ بها، وأقبل أشراف الناس يخطبونها زرافات ووحدانا، فتأبى هي عليهم.

قال صالح: أيامئذ أنشد الشيخ عبيد الله بن عتبة بعضَ خلّصه هذه الأبيات - وهو صاحب المزاج الطّرِب حزنا وفرحا - ، يحكي شيئا مما علق بخياله منها ، قال:

أحبّكِ حُبا لا يحبّكِ مثلَه ... قريبٌ ولا في العاشقينَ بعيدُ

أحبّكِ حبا لو شعرتِ ببعضِه .. لجُدْتِ ولم يصعَبْ عليكِ شديدُ

وحبّكِ يا أمّ الصبيّ مُدلِّهي ... شهيدي (أبو بكرٍ) فنِعْمَ شَهيدُ

ويعرفُ وجْدي (القاسمُ بنُ محمدٍ) ... و(عروةُ) ما ألقى بكم و(سعيدُ)

ويعلمُ ما أُخفيْ (سليمانُ) علمَه ... و(خارجةٌ) يُبدي بنا ويُعيد

متى تسألي عما أقولُ فتُخبري ... فللحُبِّ عندي طارِفٌ وتَليدُ !

قال صالح بن كيسان:

فقال سعيدُ بن المسيّب بعد أن استضحك : يا عبيد الله ، لقد أمنت أن تسألنا فنجيبك، غير أنك لم تطمع إن سألتْنا هي أن نشهد لك بزور. وإن من العجب ما تحدثه النساء في قلوب الرجال ، حتى إنّهم لا يرون إلا الوجوه الحسان، وينسون علّات النساء ومكرهنّ وشرورهنّ ، فما أدري واللهِ ما عرفتم من هذه المرأة إلا حسن وجهِها وحسن وجه بنيّها، ولو تكشّف لكم صراخها إثر غضبة ، أو عويلها إثر ضربة ، لما وجدت لها طالبا اليوم..

قال عبيد الله بن عتبة :

وأنا والله ما أدري يا سعيد ، بيد أني قلت ما قلت كيما أجمع ذكركم أنتم العلماء الستّة. لا ولهًا بهذه المرأة. ولكن في ذكر الغزل مندوحة عن قصد جمعكم.

قال سعيد بن المسيب : وأنت سابعنا والله يا عبيد الله، بل أولنا. غير أنّي أعجب منك تقول النسيب هذا على ورعك وتقواك ؟ كأنّ فؤادك شفيف رقيق ، وهذه عوائدكم الشعراء - هداكم الله- .. أفتراك كتبته لتجمعنا؟ أم لتجمع عليك زوجك؟

فضحك عبيد الله بن عتبة وقال :

يا سعيد ... المرأة إذا رأيتَها فكأنّما تتكلم لك بكلِّ جوارحِها ؛ فإنما جسدها المبين مفصح عن نفسها : فأمّا صباحة الوجه فهو كلامُ ما يُثير في نفسك قَبولَ صاحبته في القلب، وأمّا العينان فتدلّانك على قَبول قبولك لقلبها ، وأمّا إغضاء العين والإسراع في المشي فهو إمّا كلامُ الحياء والاستحياء، أو الرفض والبَراء. وأمّا هفهفة البدن وخفة الوزن فهو لين الطبع وخفة الروح.

وأمّا بسمةُ الثغر فكلامٌ غير مفهوم، يفهمه الأحمق دومًا: أحبُّك ! وقد يكون معناه: أنا قاتلتك! ويكون المعنيين أحيانا! ..

قال صالح: ثم قال سعيد: فإذا لم يكن هذا الكلام الظاهر منها بليغًا على قدر كلامها الذي يصدر من فيها؟ ولم يكن على قدر الصدق النابع من قلبها؟ ماذا يكون يا عبيد؟

قال عبيد الله: إنما أُتينا من قِبَل أعيننا التي تفهم كلام الحبّ عن النساء فيما ظهر .. إي والله، إن هذي العيون لخائنة !

****

2- ثم حدّث الإمام مالك بن أنس من طريقٍ آخر ، فقال:

كنت ذات يوم في مجلس شيخنا (ابن شهاب الزُّهري) ، فذكروا شيخَه الإمام عبيد الله بن عتبة بن مسعود ، فكان الشيخ الزهري كلّما لاح ذكر عبيد الله ترحّم عليه وتأسّف، فلما أكثروا من ذكره نزفت دمعة على خده انسابت على استحياء، كأني أنظر إليه وهو يشيح بوجهه كيما يخفيها ..

قال مالك : فقلت:

يا شيخنا ابن شهاب ، أنت رأيت بعض أصحاب رسول الله-صلى الله عليه وسلم- من مثل أنس بن مالك، ومحمود بن الربيع ، وصحبت سعيد بن المسيب سيد التابعين سنين، وما نراك عصرت عينك على أحد من هؤلاء، وما رثيت لفقد واحدهم ما رثيتَ لعبيد الله بن عتبة !

فقال الزهريّ :

والله ما أرثي لفقدي لحبيب وحسب، وإن كان عبيد الله بحرا من بحور العلم نضب حُقّ لنا أن نبكي عليه أيضا، ولكني أرثي لما كان قد أصاب فؤاده من ملمّة وحسرة .. رحمة الله عليه ..

قال مالك، فقلت له: مهيم ؟

فشرع ابن شهاب الزهري يقصّ على الجالسين :

كان عبيد الله بن عتبة أحد فقهاء المدينة السبعة الذين انتهى إليهم العلم ، وكنت إذا أردت أن أجتدي علمًا أطوف على العلماء فما أجد من شيء عندهم إلا وهو عندي أو قريب منه، إلا عبيد الله بن عتبة ، فما هي إلا أن أجيئه حتى يأتيني بالعلم الطريف، والحديث الذي يشرح الصدر.

وكنت أخدم عبيد الله بن عتبة زماناً حتى كنت أستقي له الماء المالح، وأستعذب له الماء البارد.

حتى جئته يومًا فاستأذنت، فسمعته يقول لجاريته : من بالباب؟ .. وهي تقول له: غلامك الأعمش! .. فسكت ولم يجبها.

فكأنّ الجارية لما رأتني أطلت المقام بالباب استحيت فأشارت إليّ فأذنت لي من لدن نفسها، فدخلت البيت على وجل ، فإذا بالشيخ مستطرحا يبكي ، عيناه تسحّان الدموع ، ففزعتُ وقلتُ في نفسي ما هذا يا ابن شهاب وقت الزيارة!

حتى إذا مضت ساعة، دنوت منه أواسيه، فقلت: علام كل هذا البكاء يا إمام؟

فقال عبيد الله بن عتبة بن مسعود :

طلقتُ امرأتي (عثمة) يا ابن شهاب منذ أيّام ، وعاد اليوم يطرقني الهمّ الذي كانت تجلوه عنّي ، وراودني الحزن الذي كانت تشاطرني فيه ، وإنّ من مضاضة الألم أن لا تجد من يشاطرك فيه فيصبح على هذا ألما مضاعفا. تلك المرأة يا ابن شهاب، تذكرتُها وهي تبسم لي حين أغضب، وتمازحني حين أستعتب، وتأتي لي بطعامي حين قيامي ، وتكون لي سكنًا وقت منامي، تلك الزوجة الصالحة يا ابن شهاب، واللهِ ما علمتُ أنّي أحبّها كاليوم !

ويحي!

قال ابن شهاب:

يا إمام .. ومثلك يبكي على النساء؟ .. إن النساءَ لكثير .. ويبدلك الله خيرًا منها .. أفلم ترَ الله حين ذكر زوجات نبيّه فقال : " عسى ربّه إن طلّقكُنّ أن يبدله أزواجا خيرا منكنّ" .. فهاته أمّ المؤمنين لها بدلٌ فكيف بزوجتك..

فدمعت عينا عبيد الله ثانية، وكأنْ لم يكن سمعني، ثم أنشدَ :

كتمتَ الهوى، حتى أضرَّ بكَ الكتْمُ ... ولامَك أقوامٌ ، ولومهمُ ظلْمُ

وزَادَكَ إغراءً بها طُولُ بُخلِها ... عليكَ وأبلَى لَـحْمَ أعْظُمِكَ الهَمُّ

ألا مَن لِنَفْسٍ لا تَـموتُ فَيَنْقَضي ... شقاها، ولا تَـحيا حياةً لَها طَعْمُ

تَـجَنَّبْتَ إتيانَ الحَبيب تَأثُّماً ... ألا إن هِجرانَ الحَبيبِ هُوَ الإثمُ !

فَذُقْ هَجْرَها قد كُنتَ تَزعُمُ أنَّهُ ... رَشادٌ ، ألا يا رُبما كذَبَ الزَّعْمُ ...

ثَمَّ قلتُ : يا إمام هوّن عليك فما البليّة بأعظم من صبرك الذي نعلم، وإنما الصبر عند الصدمة الأولى ..

فقال الشيخ مسترسلا يذكر زوجته "عثْمَة" تلك :

تغلغلَ حُبّ (عثمةَ) في فؤادي ... فباديهِ -مع الخافي- يسيرُ

تغلغل حيث لم يبلغ شرابٌ ... ولا حزن ولا بلغَ السرورُ

شققتِ القلبَ ثُمَّ ذررْتِ فيهِ ... هواكِ ، فليمَ والتأمَ الفطورُ

أكادُ إذا ذكرتُ العهدَ منها ... أطيرُ ، لوَ انّ إنسانًا يطيرُ

غنيّ النفس أن أزداد حُباً ... ولكنّي -إلى صلةٍ- فقيرُ !

فقلت له بعد أن هدأت نفسه : كيف تقول هذا الشعرَ يا إمام على هذا الزهد والورع ؟ وهذا الفقه والقرآن ؟ أما إنّها ليست بامرأتك الآن ؟

فقال عبيد الله بن عتبة:

وعلى أنها ليست بامرأتي يبكي البواكي ، تاللهِ لا يلومُ من هو مثلي إلا مَن لم يجرّب الحُبّ وبُرَحاه، ولم يُطحَن بِرَحاه ، تاللهِ لهو معذور، وإنّ ما تسمعه مني اللحظة لهو ما يفيض به الشعور، وتعانيه الصدور المتألّمة رغما عنها؛ فإليكَ عنّي يا ابن الشهاب فإنّه لا بُدّ للمصدور من أن ينفُث!

قال ابن شهاب: فرحمتُه وخرجت من عنده وأنا أرثي له، ومنذ ذاك اليوم، وعبيد الله في حزنٍ شديد، تأخذه العبرة كلّما ذكرها، رغم أنه كان قد عمي.. وما زال عبيد الله فقيها زاهدًا عالمًا، حتى مات .. مات وفي صدره غصّة من هذا الحبّ يا أبا عبدالله !

***

3- قال مالك بعد أن قصّ ما حكاه الزهري : رحمة الله على ابن شهاب .. وعلى عبيد الله ... ورضي عنهما

فابتدر شابّ في مجلس مالك الحديثَ، وقال :

يا إمام ، أوليس هذا الحبّ لم يكن إلا ابتلاءً يبتليه الله قلوب عباده ليرى مغبّته تكون إلى عفّة فوصال، أم إلى حرام ؟ ، ولكن البلاء الأشد كلّ البلاء ما وقع بالشيخ عبيد الله - رحمه الله- فكان حريّا بابن شهاب أن يبكيه.

فمن البليّةِ أن تُحبَّ ولا يُحبّك مَن تحبّه !

ثم إن الشاب هذا أكمل حديثه، فقال:

واللهِ يا شيخ ، إن كان عبيد الله أحبّ زوجته فإني قد سألت أصحابي الذين تزوّجوا كلّهم، فما منهم من أحدٍ أخبرني أنه رأى خيرًا بعد الزواج؛ أفتراهم أخذهم جمال النساء وسحره وغفلوا عن حقّه؟ أم أنّ الحبّ زيّن لهم فتزوجوا من دون أن يتخيّروا لنطفهم؟

فانظروا ما أجلّ حبّ عبيد الله الصادق لامرأته (عثمة) لأنّه عافسها وجرّبها فبقي حبّه ساكنًا وجدانه أبدا حتى بعد مندمه على فعله ، أما حين أحبَّ امرأة هذيل تلك، قال شعرًا ومضى ونسيه، ولم يستبق حبّها بقلبه.

قال مالك بن أنس : فما ترى يا بني محمّد ؟ أفلا يكون الحبّ إلا رسولاً ليدلّ هذا على هذه، وهذه على هذا، فيتزوّجا ؟

قال الشابّ محمّد :

منذ أن بلغت مبلغ الرجال يا إمام ، وسمعت ما يقوله هؤلاء العشّاق، ما عدت أؤمن بالزواج بعد حادثةِ عشق ، وإنما بتّ أوقن أن السلامة أن أبتغي امرأةً أسرّها وتسرّني دهرَها ، إذا غضبتُ رضّتني وإن غضبَتْ رضّيتُها ؛ أختارهابعقلي الصحيح التامّ، وتختارني بذلك، دون أثارة من سهم طائش في القلب يفتك بي.

أهذا خير يا شيخنا أم فكرة العشق؟ ؛ تلك الفكرة التي إن أمهلتُها باغتتني عن غفلة مني، ثم أصبحت سَمّي وحَمّي، وهمّي وغمّي، تزورني خيالا أشتاقُه ، ومُنيةً أتطلّبها ، فإذا لم أرَ الفتاةَ تلك بعدُ كما توهّمتُها، غفر حبُّها لها خطاياها كي أتزوجَها، وشفع أمَلي لها في نوال نصيبي منها ، فأوقعَنا ببعضنا في مصيبة اسمها الزواج ، وما لها إلا الطلاق علاج، وكل هذا من جرّاء نظرة حمقاء ووهمٍ حالم!

ثم قال الشابّ محمّد : ولقد حدّثني يا شيخنا مَن أثق به ، قال: تزوّجت لأستر شطرَ ديني، فضاع ديني ، ودين أمّي ، ودين جيراني!

فضحك مالك وضحك مجلسه ..

حتى قال مالك منبسطا: صدقت وبررت يا محمّد، وأنت أيضا فاجتنب هذه النظرات والأهواء، فإنه سيكون لك شأن من الشأن، كما كان لعبيد الله شأن، إن الله قد ألقى على قلبك نورًا، فلا تطفئه بالمعصية.

فلمّا انفض المجلس وقام الشاب..

سأل رجالٌ مالكًا : من هذا الشاب الفصيح الذي قرّبته منك وأثنيت على حديثه ؟

فقال: ويحكم .. لعلّ لكم عذرًا ألا تعرفوه .. أو ما تعرفونه ؟ ..

هذا محمّد بن إدريس الشافعيّ .. اهــ

محمود صقر الصقور

________________


1) ذكر عبيد الله بن عتبة الفقهاء الستة في أبياته تلك وهو سابعهم ، وكلهم تابعون، وهم : 1-أبو بكر بن عبد الرحمن بن الحارث بن هشام المخزومي ، 2- سعيد بن المسيب ، و3-عروة بن الزبير، و4-القاسم بن محمد بن أبي بكر الصديق ، و5-خارجة بن زيد بن ثابت ، و6-سليمان بن يسار و7-عبيد الله بن عتبة بن مسعود.

2) من ذكروا أعلاه:
أ) مالك بن أنس (93-179) : وهو رأس المذهب المالكي المعروف، وهو شيخ الشافعيّ.

ب)ابن شهاب الزهري ( 58-124) : وهو الإمام المعروف، ممن صحب عبيد الله بن عتبة ومن شيوخ مالك.
ج)عبيد الله بن عتبة بن مسعود (13- 98) ...
د)سعيد بن المسيب (14-94) : سيد التابعين المعروف زوج بنت أبي هريرة.
هـ)صالح بن كيسان (40-140): محدث .. حدّث عن عبيد الله بن عتبة وحدّث عنه مالك.
و)محمد بن إدريس الشافعي (150-204): رأس المذهب الشافعيّ المعروف، وكان تلميذا لمالك بن أنس، وشيخًا للإمام أحمد بن حنبل.

3) هذا الأسلوب في القصّ ابتدعه الأديب الرافعيّ ، ومضى عليه محمود شاكر بعد، وهو أسلوب نسج القصص القديمة على نحوٍ من روايةٍ ، أو ما قد نسميه حديثا (سيناريو وحوار).


  • 7

   نشر في 03 نونبر 2016  وآخر تعديل بتاريخ 30 شتنبر 2022 .

التعليقات

لطرح إستفساراتكم و إقتراحاتكم و متابعة الجديد ... !

مقالات شيقة ننصح بقراءتها !



مقالات مرتبطة بنفس القسم

















عدم إظهارها مجدداً

منصة مقال كلاود هي المكان الأفضل لكتابة مقالات في مختلف المجالات بطريقة جديدة كليا و بالمجان.

 الإحصائيات

تخول منصة مقال كلاود للكاتب الحصول على جميع الإحصائيات المتعلقة بمقاله بالإضافة إلى مصادر الزيارات .

 الكتاب

تخول لك المنصة تنقيح أفكارك و تطويرأسلوبك من خلال مناقشة كتاباتك مع أفضل الكُتاب و تقييم مقالك.

 بيئة العمل

يمكنك كتابة مقالك من مختلف الأجهزة سواء المحمولة أو المكتبية من خلال محرر المنصة

   

مسجل

إذا كنت مسجل يمكنك الدخول من هنا

غير مسجل

يمكنك البدء بكتابة مقالك الأول

لتبق مطلعا على الجديد تابعنا