عندما يبدأ يوماً جديد أخشى أن يأتى عليا ذاك المدعو بليل ، يا ألهى أنة يأتى و يحضر معه الماضى كله ، أتذكر كم مرة رجوته ان يأتى فارغ الوفاض يكفى ان يأتى فقط و لكنه كل مرة يحضر معه الماضى بكل زكرياتة ، فأرى تلك الفتاة الصغيرة ترتدى فستانها الزهرى الجميل و شعرها القصير الناعم و نظرتها البريئة الخالية من الخوف او الالم ، أراها صغيرة تجرى نحوى والدها تخبرة بأنها يوماً ما ستصبح طبيبة ام مهندسة ..... كان كل يوم لديها حلم مختلف كيف اليوم تصبح بلا احلام 

أرى ذلك الرجل الجميل يعمل و يذاكر معها و يقرأ لها القران فيخبرها بمعانية كيف لهذا الرجل أن يصبح اليوم عجوز  ينظر الى احلامة ايضاَ لم يتحقق منها شئ سوى القليل .

أرى أمى تلك السيدة الجميلة صاحبة الحضور القوى تجرى وراء أعمال المنزل و تذاكر لابنائها و كيف تمكن منها المرض و سقطت فريسة له و ماتت و أرى جنازتها و حزن والدى و المستقبل الملبد بالغيوم .

أتذكر اول يوم فى جامعتى كيف كان ملئ بالامال و كيف كان ملئ بالنشاط و الاجتهاد أول يوم لى فى العمل كم كنت هادئة خاليه من الخوف او الخبث او الكذب محبة لمكانى ولا أريد الرحيل لو أخبرنى أحدهم يومها أن سيأتى يوم أرغب فيه فى الرحيل كنت أخبرته أنه كاذب و يحلم .

أول صديقة لى كم كنت أود الجلوس بجوارها و كم كانت جميلة و رقيقة كانت صديقتى الوحيدة و كنت احبها و أخر لقاء بيننا قبل رحيلها عن المدرسة لتختفى مع الايام و تتبخر تماماً و تبقى زاكرتها عالقة فى عقلى حتى اليوم و بحثى بعدها على صديقه تشبهها فى طيبتها حبيبتى لميس أمل أنها اليوم تكون بخير .

أول مرة نجحت ، أول مرة أصبحت معلمة و أول مرة يخبرنى أحد الاطفال بأنه يحبنى جدا كلها أشياء يأتى بها الليل ليوقظنى و يخبرنى أن كل يوم من عمرك يغيرك و يغير ملامح شخصيتك ، يغير صفاتك ، يغير اشيائك ، يغير دائرة الاصدقاء ، يغير و يغير  لاجد نفسي فى النهاية لم أعد تلك الفتاة ذات الرداء الزهرى و أننا نشبة تلك الريشة الخفيفه التى يحملها الرياح كل دقيقه  فى مكان وحال لم تكن تتوقع انها يوماً ستكون فيه .