نشر في 04 شتنبر 2019 وآخر تعديل بتاريخ 30 شتنبر 2022 .
لماذا خلق الله لنا ذاكرة؟
هل الذاكرة رحمة؟ أم أنها عذاب؟
أغلب الناس يتحدثون عن الماضي بألم.. و بأسى...
الذكريات الجميلة....يتحدثون عنها كمن فقد الغالي و النفيس و يعيشون مع ألم الفقد كلما زارتهم الصور و الكلمات...
الذكريات المؤلمة... يتحدثون عنها بحزن... فتولد نفس شعور الألم في الماضي بشعور ألم في الحاضر....
فكرت في الأمر طويلا.... هل مشاعر الألم في كلتا الحالتين مبررة؟ و هل هو مبرر في حالة دون الأخرى؟ أم أن ميول الانسان للاحساس بالضعف يطغى على تعاملنا مع الذاكرة.
يمتلك جسمنا ذاكرة أيضا... الذاكرة المناعية... و أهم دور للذاكرة المناعية هي تقوية الجهاز المناعي للجسم... بحيث تكون ردة فعل الجسم ضد الدخيل... أسرع... و أقوى ... و بذلك تحمي الجسم من مرض قد يفتك به.
هل هناك تشابه بين الذاكرتين؟
حاولت إيجاد تشابه .... فالذاكرة المناعية قوة لجسم الانسان...
أيضا ذاكرتنا قوة لنا....
كيف ذلك؟؟؟
عندما أتذكر عزيزا.... أبتسم... أبتسم و أشكر الله أنني أتذكره... و أتذكر كلماته... فتنتقل حالة الفرح القديمة في حضوره...إلى حالة من الفرح في الحاضر بالرغم من غيابه....
عندما أتذكر اللحظة التي قضيناها معا... مهما كانت مدتها قصيرة...فأنا أبتسم...ما غاية البكاء على لحظة جميلة افتقدناها...بل على العكس ...ما جمال اللحظات إلا بما تخلده من ذكرى يجب أن تبقى جميلة....
حتى الذكريات المؤلمة...ربما تكون ماض عصيب من حرب؟ أو خوف ؟ أو فقد... أو ضلالة؟؟؟ الذاكرة تجعلك تحمد الله أن نقلك من حال لحال أفضل...
أنا ممتنة لذاكرتي... و ممتنة لأولئك الذين تركوا فيها لحظات جميلة.... ممتنة حتى لتلك اللحظات العصيبة في الحياة.... كلاهما يعطيني قوة أكبر... و إصرارا أكبر على المضي قدما للأمام...
و في الأخير ... أنا ممتنة لله الذي وهبنا الذاكرة... فنرى النعم كيف تمر علينا... و نستشعرها في كل لحظة....
اجعل الذاكرة قوتك... وكن ممتنا للذاكرة...تعش سعيدا...
التعليقات
وانا ممتنة لك جدا وجدتني بين حروفك وكأنك تكتبيني.
هذا هو مفهوم الذاكرة
بدون مبررات
لعل ما مضى بنا يصارع الموت الان
دمتى ودامت ذاكرتك
شكرا على هذا الكلام الطيب