لا يكاد يمر يوم دون أن تطالعنا الصحف و القنوات التليفزيونية عن حكايات تحت عنوان ( إمرأة تقتحم عش الدبابير الرجالي ) أو ( إمرأة تتحدى الرجال ) , تلك العناوين التي تصوّر لك العلاقة بين الرجل و المرأة على أنها صراع بقاء فيجب على أحدهما أن يقضي على الآخر كي يعيش .
لن أتحدّث هنا العلاقة بين الرجل و المرأة و هل هي علاقة صراع أم تكامل , فقد قُتل هذا الأمر بحثا , لكن ما يعنيني في هذا الأمر هو تلك المرأة التي تتحدى الرجال .
عندما أرى هذه المرأة أشعر بالسرور لأجلها فهي إمرأة تحدّت تقاليد بالية و إستطاعت القيام بأعمال يعجز بعض الرجال عنها , لكن بمجرد أن تسألها المذيعة عن سبب قيامها بهذا العمل ينقلب سروري إلى أسف لأجلها , فالإجابة تكون غالبا أنها كانت تود أن تعمل في وظيفة أخرى لكنها قررت أن تؤدي هذا العمل كي تثبت للرجل أن المرأة ليست أقل أهميةً منه , إذاً فقد ضحّت هذه المرأة بالمستقبل الذي تريده في سبيل إثبات شيء بديهي لإنسان جاهل .
سيدتي ...
إنك لست بحاجة لإثبات أي شيء لأي رجل . إذا جاءك من ينكر أهمية الشمس و يرى أنها بلا قيمة فهل ستجادلينه ! بالطبع لا . كذلك الذي ينعم بدفء أمه و مودة أخته و حب زوجته و رحمة إبنته ثم ينكر أهمية المرأة , فهذا جاهل لا يستحق أن تجادليه أو تثبتي شيئاً له .
سيدتي ...
إفعلي ما تحبينه
فإذا كنتي تحبين تسلّق الجبال أو ركوب الدراجات أو خوض غمار الإنتخابات , فافعلي ذلك ولا لوم عليكِ
و إذا كنتي تحبين أن تتفرّغي لتربية أبنائك و شئون أسرتك , فافعلي ذلك ولا حرج عليكِ
فقط افعلي ما تحبين ...
-
عمرو يسريمهندس مصري يهتم بقراءة التاريخ وسِيَر القدماء. أرى أن تغيير الحاضر، والانطلاق نحو المستقبل يبدأ من فهم الماضي.