اغار ... نعم اغار من ذلك الصبي الذي يشد علي يد جدته و هي تصطحبه معها الي السوق ... اشعر بالغبطة تجاهه و اود ان اكون مكانه
فقد كنت مثله يوما ما انظر للعالم من خلال جدتي الحنون تصطحبني معها و انا امسك بطرف رداءها
و اسألها عن كل شي يدور بخاطري فتجيبني بلا كلل اشتقت اليها و الي حضنها الدافئ
اشتقت الي اناملها وهي تخالج خصلات شعري المجعد
اشتقت الي حكاياتها و روياتها التي لا تزال راسخة في ذاكرتي
اشتقت لبسمتها و ودها و عطفها
اشتقت الي رائحتها و ثوبها العتيق
اشتقت الي ملامح وجهها الامازيغي الاصيل
اشتقت الي العبور من خلالها الي زمانها الجميل
اشتقت الي صحبتها و رفقتها
اشتقت الي امثلها و عبرها
اشتقت الي اكلها و طعمه
اشتقت الي تلك الاهازيج التي ترددها
اشتقت لكل شئ فيها
لا تزال في ذاكرتي افعالها ، اقوالها ، كل شئ .
ولم انسى مقولتها " انت حامل نعشي "
للاسف لم احمله حال بيني و بين ذلك الأسر و الأجل المحتوم
انا الان عاجز عن خط الكلمات خانني القلم و باعتني الحروف و ابكتني الذكرى ...
يتبع..
قلم خليل بن علي
-
خليل بن عليكاتب تونسي مهوس من موالد 1995 تقني في الاعلامية و ناشط حقوقي و عضو في منظمة العفو الدولية و مدون في العديد من المواقع و المنصات العالمية و العربية
التعليقات
بل برعت في وصف الأحاسيس بدقة ،
ونقلت احساسك لنا ،
لديك اسلوب رائع في الكتابة ، خاصة اسلوب الإيجاز
" وهو التعبير عن افكارك واحاسيسك بأسطر قلائل " ،
في إنتظار تكملة الخاطرة ،
وفقك الله وإيانا ``