للقاء خاص - مقال كلاود
 إدعم المنصة
makalcloud
تسجيل الدخول

للقاء خاص

"الذين يظلمون الناس ويبغون في الأرض بغير الحق أولئك لهم عذابٌ أليم".

  نشر في 16 مارس 2018  وآخر تعديل بتاريخ 30 شتنبر 2022 .

على كومة تراب أقف و بين الآف المقابر أنسى أنني حية و أنك ميت ..!

لابد أنك هنا ، معي بين سطور الروايات وعلى شق حائط غرفتي وربما داخل مرآتي تنظر إلى تفاصيل وجهي و تحكي لنفسك حكايات عن زمن اللقاء الذي إنقضى منذ سنوات ..

كيف حالك وأنت خيال شاحب تمر على الذاكرة و تمضي إلى ذاكرة أخرى تتسرب منك روائح الإشتياق و أنت مهمل في درب المستقبل ( الحياة تمضي بسرعة كأنك لم تكن يوما )

أنت الآن بين السماء و الأرض تكتب لي رسائل لن أفهمها إلا إذا توحدنا سويا تحت للواء جنة واحدة للرب واحد و الذي قرر أن يرحب بك وأنت صغير إبن المقاومة ممسكا بحجارة وتنظر إلى عدوك صامدا ..بني لقد إختارك الله فهنيئا لك أما أمك فهي مازالت تغزل زرابي المدينة و تغني للنساء أهملهن الزمن و إستوحش قلوبهن الإشتياق لأحبابهن ..

لعلك تدرك كم ازداد الوضع سوءا خصوصا أن الظلم و الظلام إنتشروا في أمة محمد صلى الله عليه وسلم كالنار في الهشيم حتى نكاد نختنق من دخان الظلم الذي ينخر كل جسد حي و يحاول أن يهلكه و يوجد منك العديد من الأطفال والشباب ثم الشابات يناضلن بالقلم ، الرصاص و الحجارة ..

أتذكر حين كنت تكرر قصة سيدنا موسى أثناء الحفظ كنت تحبها و تقول دائما

" أنها تحمل وضع أمتنا الحالية وخصوصا حادثة المبارزة بين السحرة "

إن موسى

( مجازي)قد ظهر من جديد يحارب فرعون و أتباعه ولقد بلغني أن عصاه على وشك إبتلاع كل الحيات بإختلاف أجناسها و أنواعها و لا تخف علي فبعد رحيلك تعلمت كيف أمزج حزني وفراقي عليك بين خيوط الغزل كأنها زينة ..

إنه يحارب الظلام بكل عزم و يطبطب على أيادي الضعفاء فيشير إلى محراب الله للرجوع إليه و يفك عقدة الضعف في نفوسهم يحاورهم و يقنعهم بخطروة المنابر المستعمرة فكريا و دينيا ثم يبين لهم أن ما يسمعونه كله خاطئ و جله ناقص وشرحه ضعيف ..

يقنعهم أن داخلهم ممزق بسبب البعد و التشرد الديني وأن السجن أحب إلى المؤمن من حرية " بلياتشو " التي توهم الناس أنهم أحرار لكنهم ليسوا كذلك !

يؤكد على تشغيل إدراكنا أمام الصندوق الأسود ( تلفاز ) و عدم تصديقه

يؤكد على أن الظلم لا يحبه مهما كان السبب وخصوصا لأمة مستضعفة هاجرة إلى بلاد الشمس العظيمة من دون أن تبرح مكانها ..

يحب أن يرى النساء تفكرن وصوتهن عال في الحق ..

هكذا هو يحب أن يعدل كفة الميزان التي فقدت توازنها منذ سنين .

كلما أتذكر رحيلك بني أحس أنك خطفت من أمامي كأنك لم تكن يوما ولولا الصور لكنت خنت ذاكرتي بالنسيان ..

أعلم أنك سعيد الآن وتحب المكان هناك و أعلم أنك تشتاق لأصدقائك فكيف تحب أن أحدثك عنهم وهم يقاومون تحت سقف به كسور كبيرة كالتي خلفتها في نفوسهم خصوصا

" يوسف " الطفل الذي لم يفارقك للحظة !

إنه لم يبكي أو يشتكي لأحد بل توحد مع صورتك جسدا وروحا كأنك لم تمت يوما فهو يكره من أدخل رصاصة الفراق بين صدرك الواسع فأنزله أرضا بين أرجلهم ، هو لم يحكي لي عن تفاصيل ذاك اليوم ليس لأنه لا يذكر بل لا يستطيع ..

كنت أراه يجلس وحيدا على شرفة المنزل بنظرات حادة سوداء و جدية لم أراها في وجهه من قبل فعلمت أنك لم تمت وأنني فقدت جسدك فقط ..

الآن يوسف يبلغ عشرين سنة يحمل على أكتاف الرجال بين تكبيرات عالية ملفوف حول جسده ثوب ابيض كالذي تزينت به في آخر للقاء و البشرى أنه قادم إليك أما أنا سأظل

جالسة هنا أتعلم من صبر" أيوب " عليه السلام حتى للقاء قريب ..

غادرت المقبرة تحت أنظار أناس يودعون شخصا آخر بجانب إبني فقلت في نفسي

" إن نصر الله قريب " .

"الذين يظلمون الناس ويبغون في الأرض بغير الحق أولئك لهم عذابٌ أليم".


  • 12

   نشر في 16 مارس 2018  وآخر تعديل بتاريخ 30 شتنبر 2022 .

التعليقات

Ahlem Ben Arfa منذ 5 سنة
فعلا هو للقاء خاص
1
bouchra El mokhtar منذ 6 سنة
اسلوب جميل ممكن من هذا المقال اخراج مقال اخر بالتوفيق ابتسام
1
.
Merci bouchra
MOHAMED Samadi منذ 6 سنة
كلمات صادقة ملخصة لواقع أسر الشهداء
1
.
شكرا لك mohamed

لطرح إستفساراتكم و إقتراحاتكم و متابعة الجديد ... !

مقالات شيقة ننصح بقراءتها !



مقالات مرتبطة بنفس القسم

















عدم إظهارها مجدداً

منصة مقال كلاود هي المكان الأفضل لكتابة مقالات في مختلف المجالات بطريقة جديدة كليا و بالمجان.

 الإحصائيات

تخول منصة مقال كلاود للكاتب الحصول على جميع الإحصائيات المتعلقة بمقاله بالإضافة إلى مصادر الزيارات .

 الكتاب

تخول لك المنصة تنقيح أفكارك و تطويرأسلوبك من خلال مناقشة كتاباتك مع أفضل الكُتاب و تقييم مقالك.

 بيئة العمل

يمكنك كتابة مقالك من مختلف الأجهزة سواء المحمولة أو المكتبية من خلال محرر المنصة

   

مسجل

إذا كنت مسجل يمكنك الدخول من هنا

غير مسجل

يمكنك البدء بكتابة مقالك الأول

لتبق مطلعا على الجديد تابعنا