كانت ولا تزال سيرة أدهم الشرقاوي البطل الشجاع تتردد على لسان العامة من الناس ، مستحضرة صورة طالب الحق في وجه الظالم المعتد ، بعد معاناة طويلة لاقها هؤلاء الناس ولم تنبس شفاهم ببنت شفة لتقول كلمة الحق في وجه ذوي الاستبداد والظلم ، فانقلبت حياتهم من الكرامة الى المهانة ومن علو الهامة الى الرؤوس المتدلية وكأنها فطرت على ألا ترى السماء يوما...
أدهم الشرقاوي وروبن هوود وأمثالهم في كل زمن لم يكن ليظهروا بهذه السيرة لولا ضعف نفوس الناس وجبنهم تجاه قول الحق وحرصهم على الحياة فأصبح أضعف الإيمان لديهم إشادة بالقوة وشعورهم بالفخر تجاه كل من يقف في وجه ظالمهم ظانيين أن بذلك يكيدوا عدوهم ولو كان هو ذاته ممارس للظلم بشكل ما او باخر...
على مدار أجيال عديدة ، كان الصبر أول سلاح في وجه الظلم ثم أصبح موروثا للأجيال التالية فكان القمع والاستبداد سائدا معظم حقب التاريخ إلا قليلا ، ولكنه صبر الضعيف الواهن لا صبر القوي القادر ، هذا الصبر قد أودى بحياة الكثيرين ، فهل للحياة معنى بدون كرامة!!
قد يقول البعض أنا مسؤول عن بيتي وأسرتي ولا عائل لهم غيري وكانوا هم كذلك فعلا ، فان أرض الله واسعة تهاجر فيها الى مكان ليس به ظلم ولو أن تسكن الصحراء الخالية اهون من المدينة او القرية الصاخبة ، فتنجو بمن تعول ولا تترك للظلم عليك سبيلا...
الان ، اقف أمام نفسي أمام المرآة ، فأحسب نفسي ممن تدلت رقابهم ولا أملك قول الحق فتتشرد أسرتي ولا استطيع قول الزور في تحسين صورة الظلم و بيان الدعم الكامل لارادة الظالم في ظلم الناس ، وبين ذلك وذاك حرب ضروس بين جنباتي لا أعلم لمن ستكون الغلبة!!
الحق ام الباطل؟؟
-
محمود عبداللهأديبا كبيرا لعلي أكون...