في ظلمات الليل القاتم، وفي سكون مفعمٍ بالصمت ، ومع لمعان النجوم ،أنظر إلى نفسي ، فلا أرى سوى ضبابٍ كثيف يعمُّ المكان، وإن نظرت إلى قلبى في المرآة ، أرى قلباً مكسوراً ، لا يجبَّر ، من أمهر الأطباء .
لماذا كلّ هذا لا يُبان عند التكلم بشجاعة أمام الناس . عندما لا أسكت على حقي .عندما أواجه مخاوفي و بقوة . عندما اقول أقدر وانا لا أقدر.
لأننا بشر ، خلقنا ضعافًا.
عندما أنظر للمرآة أرى شخصا آخر ، فأسأله حينها من أنا؟ فيستغرب هومن سؤالي ويقول : توقعت أن تسألي من أنت؟
فأقول أنا اعلم من أنت ، فأنت أنا ، لكن يبقى السؤال من أنا ؟
فأنت الشخص الضعيف الذي بداخلي فكل البشر في هذه الحياة شخصان : شخص يظهر أمام الناس ويجابه الحياة ، وشخص يظهر أمام نفسه ولا يقدر على مجابهتها.
فأنا عندما أجلس مع نفسي، استغرب من تلك الفتاة التي تَقهر في الصباح ، وتُقهر في المساء ، استغرب من تلك الفتاة التي تستطيع أن تُقاتل في الصباح، وتُقتل في المساء ، استغرب من تلك التي لا تنزل لها دمعةٌ في الصباح، وتمطر علها غيمة البكاء في المساء .
يا اللّه ما أضعف الإنسان. يجابه، يقاتل ،يقع،وينهض ،وكلُ هذا وهو يكابر على نفسه ؛لأنه ليس هو هذا الشخص القوي ، فهذا ما هو إلا صورة معاكسة للشخص الضعيف الذي بداخله.
والدليل أننا ضعفاء ، ما أن أُصبنا بوخز إبرة ، أوبلسعةٍ من النار ، ترانا نصرخ من شدة الألم، وإن مات لدينا قريب أو حبيب، نرى أن الحياة قد انتهت ، وإن غاب علينا الماء لبرهةٍ ترانا نلهث من شدة العطش ، ولكننا نستمر بهذه الحياة ؛ لأن خالقنا ربٌ رحيم وعليم بخلقه الضعفاء ،فإن كان يظهر علينا القوة فما هي إلا دعم بسيط من رب العباد.
ففي هذا المساء سألتني نفسي من أنا ؟ فأجبتها قائلة:
يا أنا ......أنا لا أعرف من أنا ؟
-
كاتبةيكفيني أني فخورةٌ بنفسي