يسكن الموت كل شيء والموت أنواع
وتغرد الحياة في كل شيء وهي واحدة
تحكي سيرتها بما لا يرى وإن أدركه إحساس
عن وليد الصمت إن نطق على الأرض
وفرش من بعضه على أطراف السماء.
عند الغسق تقرأ التراتيل المخفية بقدسية
يتشارك فيها برعم الزهر والجذع في الواد
وبين التمايل على ايقاع النسيم والجمود صمودا
في وجه التيار ملحمة بدون تأريخ تتكرر كل يوم
عنها تغفل العيون وتصم القلوب آذانها...
فبعض الجهل عما لا يفهم نعمة، وإدراك العارف عذاب محبب في نهايته طريق للخلاص.
ومما لا يفهم قصاصة الزمان في قلب نيسان
فيها تتفتح الأرواح على قطرات الندى
وتغفو عند أقدام الورد الخجول ...
فالورد بيان والخجل تبيين يلطف شوكا ملتصقا بالصدق مدثرا بالأمان.
في نيسان نطق الورد بالحروف السوداء
نثرها على أرض الغيم بلا ترتيب
ولا يشك في حديثه أحد، فهو الصادق عند تعثر الشفاه وخرس النبض بلا سابق انذار
يفتح جبهات الوصال لمن أراد ويعزي روح المكلوم في قبر الغراب
يداري سوءة الفعل ويبعثر المكذوب من القول، سواء بقي في الصدور أو غادرها إلى محطة الخطاب.
في نيسان لأي سر يفرح الورد؟
منه للمخفي من جميل النوايا قبلة حياة
ملبسة بعصارة الحب، تلون مساحات البياض في كل كيان
وتحشو رزم الجمال في فراغ كل روح.
ومنه للمكشوف من نبضات القلب العذبة رشة عطر وتحية احترام
أنضجها الشوق على مهل وحاكتها خيوط المحبة برفق وإتقان.
في نيسان الورد خطيب شامل يغني عن كل لسان
يعبد طريقا لبوح صَعُبَ خروجه بما يعرف من لغة وما وجد له إشارة أو رمز.
هو رسول الفرحة المبجل والساقي من ود القلب
قبل أن تعكره نفس أو وسوسة شيطان.
في نيسان لأي ذنب يبكي الورد؟
يضم بتلاته إليه وينتحب، ذنبه أن كان ترجمان صدق للحظة ثم غذا أكذوبة سنين وأيام.
والأيدي مذنبة حين تمتد برسائل نصفها بهتان
وقصائد ألوان معلقة على الاعناق، ملغمة بالسواد تجعل من الفرح قرحا عند كل شروق.
ورد بريء سيق إلى منصة الزور، يدلي بما حُمِّل
والقلوب قضاة على ما يظهر وما خفي كان المراد.
يصرخ في وجه ما لا يطيق: " بريء...بريء أنا مما إقترفه إنسان".
فإن غوى ابن التراب بعد استقامة فبأي حق تسأل مرآة الوجدان؟
شاهد على الصدق بدء الحكاية وشاهد على الخيانة نهايتها
وبين الفصلين ربيع كتمان وخريف افصاح.
في نيسان لأي يقين ينتحر الورد؟
على حافة الجرح يقطع أنفاسه وعلى سيف الغدر يُصْلَب
صادقٌ صدوق، بسلسلة الكذب يُغَّل وإلى غياهب الإندثار يقذف
برقبته ألف حكاية لوجه النور الموشوم بطلاسم الظلام.
مهلا يا زمان ! بذنب الإنسان لن يُقْبَر ابن نيسان
لن تبتر وريقاته لصرخة حق في وجه قلب عن الاقرار جبان.
صدق الورد والنبض خان
صدق الورد وكذبت يد انسان
صدق الورد وضاع الرهان.
وعبرة الأرض للسماء خيط حكمة
كل باقة مشكوك فيها، حين تزرع وحين تقطف وحين تهدى
ولكل نقي سريرة " آمن بالورد ولا تأمن له إن جاءك في هيئة ترجمان".
مد بصرك على الافق تقتفي أثر زهرة عذراء لم تلوثها نية، تسكن في أقاصي الأركان
هبة ربانية لا شية أرضية فيها، هي للطبيعة تيجان
أقحوان
وزنابق
وشقائق نعمان
فما أصدق الورد...وما أكذب الانسان
#ابتسام_حمامي
( حقوق القلم محفوظة لابتسام حمامي ...الإقتباس متاح بشرط ذكر المصدر)
-
ابتسام حماميأشياء أكبر من أن افهمها ...تسكنني