دخلت سيدة الصيدلية ، ملابسها انيقة و مكياجها يكسو وجهها ، ترتدى تايير ذو الوان متناسقة ، كعب يحملها الى السماء و غرور يملأها سيدفنها بجوف الارض حتما.
من فضلك يا دكتور عاوزة لبان..
كانت الدهشة تسيطر على وجهى ، و تسائلت لماذا اختصت الصيدلية لتشترى لبان !
ف هناك الكثير من الاكشاك بجوارنا !
استطردت قائلة عايزة ب عشرة جنيه لبان..
اعطيتها تشكيلة من اللبان و خرجت و لم اخرج ذلك الموقف من ذاكرتى..
دخل ذات مرة رجل يبلغ من العمر الخمسين ، و قال :
فيه صيدلية اسمها (كذا ) ؟
جاوبته معنديش فكرة !
استطرد قائلا : غريبة !
حضرتك دكتور ؟
جاوبه البالطو الذى ارتديه قبل ان يجاوبه لسانى ، ايوة !
قال : و ازاى متعرفش اسامى الصيدليات ؟
جاوبته على الفور و لم استطع ان امتنع عن ما تفوهت به..
حضرتك انا دكتور درست ادوية مدرستش صيدليات !
خرج و الاندهاش مازال فى عينيه ، و لكنى لم استطع ان انسى ملامح ذلك الرجل الخمسينى الذى تفوق فى بجاحته على رؤساء امريكا..
دخلت فتاة فى مقتبل شبابها ، سألتنى عن دواء للسكر ، جاوبتها :
ممكن اسم الدوا بظبط اللى الطبيب كاتبه ليكى ؟
قالتلى على الفور و قبل انهاء كلمة ليكى..
لا انا باخده من نفسى..
قلت فى نفسى ليه هو شيبسى !
ثم قلت لها ادوية السكر لازم تتاخد بأمر الطبيب..
اخرجت اسم الدواء من على شاشة هاتف المحمول و قالت : موجود و بكام ؟
و كأنى كنت اكلم الهواء الطائر !
موجود !
طيب عايزة علبة..
اعطيتها الدواء و خرجت و لم تخرج تلك الفتاة من ذاكرتى..
دخل شاب الصيدلية و كان يريد ان يأخذ حقنة للاعصاب ، كانت معه ، قمت باحضار السرنجة و قبل تحضيرها قال لى بس انا عايز اضيف عليها امبولة تانية..
استغربت جدا ، لا مينفعش !
قال باستغراب : ليه ؟
قلت مش هتعمل مفعول..
قال ان باخدها كدا بقالى اكتر من ٨ شهور !
قلتله و حاسس بنتيجة ؟
قال لى : بصراحة لسة
جاوبته يبقى تسمع كلامى عشان مضيعش عمرك بتصطاد سمك فى ماية !
استغرب من كلامى و صمم على اعطائه الخليط الذى لا يسمن و لا يغنى من جوع..
قلت له مصمم ؟
قال : ايوة..
قلت له للاسف الحقنة التانية مش عندى..
قال لى : خلاص مش عايز اخد حاجة و كان الغضب على وجهه ساطعا مثل الشمس فى اغسطس..
خرج و ظل الموقف عالقا بذهنى...
-
على نور الدينإن عالم “الواقع” لا يكفى وحده لحياة البشر إنه أضيق من أن يتسع لحياة إنسانية كاملة !