في الوقت الضائع .. بقلـــــم / نـــــورا محمـــــد . - مقال كلاود
 إدعم المنصة
makalcloud
تسجيل الدخول

في الوقت الضائع .. بقلـــــم / نـــــورا محمـــــد .

  نشر في 24 نونبر 2019  وآخر تعديل بتاريخ 30 شتنبر 2022 .

براءة ملامحي كادت تخطف الأبصار , كادت تُعرقل سير الحياة , كادت تعصف بإتزان كل ذي عقل فصيح , كادت تمحي هياج أمواج بحار لم تهدأ يوماً , وكل هذه الجلبة أحدثتها ملامحي التي لم أجد أنا فيها سوى البساطة , وتساءلت لم أحدثت كل هذا ؟! , ولكن للحياة رأياً آخر , فهي لها منبع السلام والمحبة والنقاء الذي افتقده عالمنا ! ..

تمر اللحظات , وتجذبها ساعات ومن ثم تتوالى الأيام والشهور والسنون , وما أنا سوى ملامح تتبدل ! , أين ملامحي الهادئة التي لم تكف عن التوهج بالراحة لكل من تقع أنظاره عليها ؟! , أين منطق وجهي حينما منح ناظريه البهجة والصفاء ؟! , كيف له أن يتبدل لهذا الحال العجيب ؟! , كيف له أن يتناثر بمنتهى السلاسة وكأنه حبات رمال بالية ؟ , لم تُبدي مقاومة لرياح الحياة وأخذت تتمايل بخفة خلال رحلة إنسايبها ! , تلاشت البراءة واستقر عنها الإنتظار ! , إنتظار إنقضاء العمر , إنتظار موعد الرحيل , إنتظار إجابة السؤال الذي أطاح ببراءة ملامحي المُتحللة ! ..

ولكن .. 

وعند اللحظة الفاصلة بين عهد براءته وعهد سكونه تكمن الإجابة ..

الإجابة التي لطالما زلزلت أركان مملكة إنسانيته .. إجابة خبئتها الحياة عن مرمى إدراكه لبعض الأيام أو لبعض الشهور , وقد تكون لبعض الدهور حتى ! , ولكنها على أية حال واضحة أمامه وضوح الشمس , يكفيه أن يبحث عنها ويُفتش , هو لن يصمد طويلاً إن كان يحسبها غير مُجدية , أو يحسب أن حياته لن تشرق بها شمساً أخرى إن وجدها , أو ينطفئ ضياء شمسها الوحيدة للمنتهى , يجد أن حياته بها أو بدونها لن تتأثر .. ولكنه لم يُصيب فيما حسب ! ..

لحظة حصوله على الإجابة هي لحظته القادرة على تحديد جدوى وجوده منذ أن إرتسمت على ملامحه تلك البراءة , حتى فناءها وفناءه هو أيضاً ..

وبين الحالتين .. يجد ذاته التي لم يتمكن من التوصل إليها ! ..

فلتصل بسلام .. 

من هيئتك البدائية الغير مبالية كيف توصلت إلى هذه الحياة وكيف تشكلت ملامحها بهذه الروعة إلى هيئتك النهائية الغير مبالية أيضاً ولكنها غير مبالية بما هو آت , بما قد يعصف بك من جديد وأنت الغير قادر على إطباق جفونك حتى ! , فقط تنتظر متأملاً ما مر بك , ومشفقاً على حالتك عندما أضعت فرصة إيجاد إجابة سؤالك المُنقذه لك .. معنى وجودك ..

وقبل أن يتناثر زمنك هو الأخر كما تتناثر لملامحك بعد كل لحظة تنقضي , صارعه بالبحث , حتى تصل لمحطتك الأخيرة بمأمن من هلاكك الذي لن ترحمك منه إنسانيتك .. ولا تكن كلاعب تغافل عن إحراز هدفه المُغير لنتيجة مباراته الحاسمة , وفي الوقت الضائع .. انتبه أن فرصته في النجاة لن تطول , بل هي على المحك إن لم ينتهزها بحق .. فأما الفوز وأما الهلاك !


  • 7

   نشر في 24 نونبر 2019  وآخر تعديل بتاريخ 30 شتنبر 2022 .

التعليقات

ربما الأقدار تمحواا فينا اشياء كثيرة لا ا نستطيع أن نرجعها لكن نستطيع أن نرسم أشياء اخرى من جديد المهم أن نمتلك الاداة للرسم ونواجه ممحاة الزمن في تقلباته ...مقال رائع بروعتك اخت نورااا
1
نورا محمد
ربما الأقدار تمحواا فينا اشياء كثيرة لا ا نستطيع أن نرجعها لكن نستطيع أن نرسم أشياء اخرى من جديد المهم أن نمتلك الاداة للرسم ونواجه ممحاة الزمن في تقلباته ...

الأروع هو إبداع حروفك غاليتي .. كم أنتي راقية بفكرك متفردة به .. أدام الله عليكِ فكرك المُنير :)
Dallash منذ 4 سنة
ابدعت اختي
3
نورا محمد
وللإبداع عنوان وأنت عنوانه أخي الراقي .. كل الشكر لك ولذوقك العالي ولعقلك الذي نتعلم منه الكثير والكثير ..
Dallash
حفظك الله اختي الفاضلة الكريمة...اتشرف بك
مقال بقراءات متعددة الكل يجد ضالته و هويته فيه فقط التسلح بالهمة و حمل رسالة الله يقود الجميع لمعرفة الحقيقة بارك الله فيك
3
نورا محمد
أستاذي .. بارك الله فيك وزادك من فضله .. أشكرك كل الشكر لكلماتك وذوقك الراقي .. ودمت مؤثراً :)

لطرح إستفساراتكم و إقتراحاتكم و متابعة الجديد ... !

مقالات شيقة ننصح بقراءتها !



مقالات مرتبطة بنفس القسم

















عدم إظهارها مجدداً

منصة مقال كلاود هي المكان الأفضل لكتابة مقالات في مختلف المجالات بطريقة جديدة كليا و بالمجان.

 الإحصائيات

تخول منصة مقال كلاود للكاتب الحصول على جميع الإحصائيات المتعلقة بمقاله بالإضافة إلى مصادر الزيارات .

 الكتاب

تخول لك المنصة تنقيح أفكارك و تطويرأسلوبك من خلال مناقشة كتاباتك مع أفضل الكُتاب و تقييم مقالك.

 بيئة العمل

يمكنك كتابة مقالك من مختلف الأجهزة سواء المحمولة أو المكتبية من خلال محرر المنصة

   

مسجل

إذا كنت مسجل يمكنك الدخول من هنا

غير مسجل

يمكنك البدء بكتابة مقالك الأول

لتبق مطلعا على الجديد تابعنا