أنا ومن بعدى الطوفان
تلك هي لعبة الحياة
نشر في 29 يونيو 2017 وآخر تعديل بتاريخ 30 شتنبر 2022 .
لو اجتمع عباقرة صناع الألعاب فى العالم لن يتمكنوا من صناعة لعبة تشبه " لعبة الحياة" ....نفوس البشر وحدها من يمكنها صناعة تلك اللعبة بل والإبداع فيها ... قانون واحد هو مايحكم اللعبة " اما الحياة أو الموت الزؤام"
والبقاء للأقوى فقط .....لكن أوراق اللعبة مختلفة تمامًا ...لن تصبح الأقوى بعدد الأهداف التى أحرزتها ، ولا بعدد الشهادات العلمية التى حصلت عليها ، ولا بعدد الخدمات التى قدمتها.
ولأن خيوط اللعبة يديرها فقط " ثيران السياسة " " وحيتان السوق" " وقرود الإعلام " فالأقوى ليس من يمتلك المال والنفوذ فقط، لكن من يمكنه عزف سمفونية الحياة على الطبلة، من يضيف لحنًا ترقص عليه الشياطين ليصبح عالم الموسيقى مقتصرًا فقط عليهم.......
فى الحرب كل شىء مباح والحرب خدعة ، والمخادع من أبدع فنونا جديدة فى الخداع ، فالفنون القديمة لن تجدى مفعولًا مع ذلك القانون ، والمفعول لابد أن يُظهرتأثيره سريعا ، ليس هناك المزيد من الوقت ، الثانية فارقة ، والأقوى من يحكم قبضته ،ويده فقط من تحرك عرائس الماريونيت كيفما يشاء .
فى معركة الصعود دائما هناك من يُقَدمون للتضحية " خرفان العيد " لكن عذرًا هؤلاء ليسو خرفان العيد ، فالعيد يأتى مرتين فى العام بل هؤلاء " خرفان اليوم " وغدًا وكل يوم فالسلالة لن تنتهى طالما قبلوا ان يكونوا خرافًا.
أما عن حلبة الصراع فحدث ولا حرج ، فمقاتلى الحلبة غير متكافئين والحرب غير عادلة ، كيف لمن يأكل البقايا أن يكون فى بنية من يأكل اللحوم!! ، وكيف نضع من يمتلك تلك العضلات المفتولة أمام ذلك الزاحف على بطنه!! ، أو ذلك الذى لاتحمله قدماه!! .
أما عن مشاهدى الحلبة ، فالكاميرا دائما ماترصد زاوية حادة لايسعها أن تكون منفرجة ابدًا كثيرا ماتسائلت عن السبب !!
لكن أدركت ان الزاوية كلما كبرت كلما كبرت الدائرة ، وبالتالى أصبحت الرؤية أكثر وضوحًا ، فى الزاوية الحادة يمكننا رصد هؤلاء الذين تسد صوت ضحكاتهم الآذان ، ولن ترصد صاحبى الأعين المذعورة حد الشفقة.
كش ملك... مات الملك ......اُسدل الستار والنهاية مفتوحة (ملك الحق ، ملك الظلم ، ملك الخير ، ملك الشر ) فى النهاية اصبح الصراخ كصراخ النمل لم ولن يسمع .
-
Sahar Elbeharyسعادتى تكمن فى سعادة الأخرين