لم يبدو طريق العودة الى الديار دائما طويلا ،كان هذا هو السؤال الذي ظل يستفز عقلي طوال ساعات في طريقي لمسقط رأسي ،كان الجو حارا او لنقل دافئا مانحا نوعا من الاحساس بالانتماء او نوعا من الترحاب كما شاءت مخيلتي ان تؤوله،رميت او تظاهرت برمي كل انشغالاتي ،هواجسي وا فكاري على جنبات الطريق في كل مرة اتخلص من ثقل ما و انتظر بفارغ الصبر بلوغ التل المطل على طلائع مدينتي لكن هباءا لم يبدو هذا الطريق طويلا ؟
لم يبق مني شيء على امتداد الطريق كأني اخر الاوراق المتساقطة خلال خريف هادئ من شجرة مهجورة على سفح تل بعيد لامجد له غير الصورة التي يرسمها ظله,او ربما كريح منسية تزف العرائس و تؤنس الجنائز هكذا كان الانتظار اكبر عدو لي وحينا اخر اوفى الاصدقاء لم يمنحه من فرصة للخلو بالذات وجها لوجه وكلما ازعجتها اسئلتي الغبية تمنعت عن الجواب وقالت :لم يبدو هذا الطريق طويلا؟
الطريق كالدرب او ربما كلوح العمر ندون فيه تارة طوعا،وتارة اخرى كرها و في بعض الاحيان نكون الموضوع او اللاموضوع،فالطريق كالحياة فيه محطات قد نتوقف عندها اختيارا او طاعة للدفق المنطقي الذي يقود احداث الحياة على اختلاف نوعيتها،لكن رغم كل شيء مازالت اطلال المنازل المهجورة البعيدة هناك هناك في التلال تبدو لي شامخة ابية تستفز ملكة السؤال مجددا ،ياترى اي الحكايات تخفي ?ككل الاطياف التي تصادف وجودها وجودنا في سياق الحياة ،هل هي الصدفة ان نختار هذا الطريق ام نحن على الطريق و لاندري ام كلانا لاينفك عن السؤال للمضي قدما: لم يبدو هذا الطريق طويلا؟
التعليقات
نص جميل