مزامير من مملكة سبأ - مقال كلاود
 إدعم المنصة
makalcloud
تسجيل الدخول

مزامير من مملكة سبأ

من اصدارات النافذة...ديوان شعر كتبته وانا في هضاب اثيوبيا الوارفه

  نشر في 06 يونيو 2019 .

مزامير من مملكة سبأ


ديوان شعر من إصدارات دار النافذة

مونتريال كندا

2016

عبد الله الأسد

المزمار الاول

ولهى كجوف الأرض أبدا

ما ارتوى يوما ... ولا الترياق زاد

من أي نافذة أراك تداعب الأغصان

تنتهك الورود براعما قبل الحصاد؟!!

يا صاخب المزمار والالوان والأنهار أطربني هنا

احقن وريدي لحظة التكوين

من قصص الهضاب

لنا الأمطار والرعد المزمجر وعده

قدنا الحضارة والصدارة في الهضاب وقوم عاد

انا لا اٌقَاد

مهلا حبيبي لا تكن

في لحظة الإيقاع من تاريخنا

بالليل تنوي الابتعاد

"إرما" المدينة دمرت الواحها ذات العماد

السيسبان غصونه مخضرة

مالت على افق الكواكب امتداد

وانا كنجم السعد قلبي في غصونك قد أشاد

عش الأساطير القديمة

والتلاقي والتسامح والوداد

اسكن هضابي ودونما أي ارتعاد

أفلا شعرت اليوم دونك

أنني قد كنت طيفا في خيال الشعر لينا

وأنت مثل السيف حاد

أفلا رأيت بكاملي أحنو

على وهج الصليب كما أراد

أنا من اراق النيل حولك فيضه

ويدي عليك بوشمها وسمارها

وجمالها في لوحةٍ الوانها فوق المداد

وكتابها بالأمهرية منزلٌ من عهد عاد

جاءت سمودٌ بعدهم

بسيوفها وعتادها فوق الجياد

وتأقلمت من حولنا فوق الهضاب

وكل واد

بلقيس خاتمها الذي في إصبعي

وحزامها الذهبي طوق خاصري

وأخضر فيها السيسبان غصونه مزدانةٌ

سملٌ ترنح مدبرٌ واليوم عاد

يا زورق الأحلام اعبر من ضفاف بحيرتي

الورد ينبت في هضابي وفي ازدياد

زركشت ثوبي في حضورك

من ليالي شهر زاد

ورقصت بين يديك مزمار الهوى

بالأمهرية والتسامي والمحبة في الفؤاد

بالصندل المحروق جمرا حولنا

وغدا ازورك في المساء بلا ميعاد

أنا من خلقت مواكب التاريخ محرابا وزاد

ودفقت نهر النيل حولك ترتوي قبل الحصاد

والورد غني هامسا مزماره

وظلاله من حولنا وارائكٌ ومعابدٌ

ومراقصٌ ومضاجعٌ ولمن اراد

لمن البحار تعج بالأمواج والألحان

تسهر ثم ترقص

في لهيب الجاز طبلاً صاخباً

بالليل جاد؟

لمن الورود الباسمات المنصتات

لهمسنا رغم الضجيج بيومنا والصبح عاد؟

حضني اليك قد استعاد

ذكرانا في كتبي وآيات الميعاد

وكلانا ينتظر الشراب معتقا

وتجمع الأضواء

حول كؤوسنا قمرا

حباه الوجدُ عمقا واستناد

من أنت؟ في الدرب المسافر مسرعا

قالوا بأنك يا حبيبي سندباد

امعنت في الأسفار بالسجاد تبحر في السماء

وتارةً في الماء تبحر تارةً فوق النجاد

حط الرحال ... فلا رحيل لعاشقٍ

لو أنت جاد؟!!

ادخل مجاهل زينتي

ادخل ... اليً وضمني

في الكأسِ سر للهوى قبل العناد

المزمار الثاني في بحيرة اواسا

بنيت الجسر الخشبي

لعل بروحي تسري في الليل

بحيرة "اوسا" ومدينتها امتدت في ارض

كتبت في الالواح محبتنا مزمارا واحد

وعبرت التاريخ بدون كتاب احمله

وقرأتك في شط الاحلام بهمس

جزيرة هذا الورد تحيط بنا

استرقُ السمع اليك

من عند سماء الله

تبعثر وردى في ليال العشاق

وانا بحضنك خمرة جوفي ترياق

من نيلها الميمون صبت باردا

وكأنها كأسٌ دهاق

الليل والمزراب

والإنشاد والألحان على اتساق

سافرت وحدي وبلا رفاق

سرا هطول الليل

في الأسراء أمطاري بدت سحب طباق

كن لي يا حبيبي محورا

لأطوف حولك

مثل اجنحة البراق

هذا شتاء الدفء بين يديك

كل مجاهلي ومداخلي

وقفت تعج صهيلها وطبولها وجيادها

قدما وساق

عطري إليك مهربا

أرسلته في وردةِ

فامسك به كي لا يراق

العشق همس بالورود

وعطرها لغة اشتياق

لطفا حبيبي بوردتي ...

بمشاعري،

فالدرب شاق

المزمار الثالث "بتي الجميلة"

شعري تبعثر في رياح تأملي

خصلٌ تدلت

فوق صدري ثم خصري وأرجلي

عطرٌ نسائمه انتشت من نهرها

شوقا يدغدغ في مشاعر داخلي

رن الصليب معلقٌ بسلاسلي

والشوق لامس كالرضيع

مع العناق جدائلي

كانت كأمطار الشتاء وزمجرت

برعودها وبروقها

سحبٌ تلاقت في سماء دواخلي

لغة الهوى قد أفصحت مكنونها رمزية

وتلعثمت لغة الكلام

وحرفها بدواخلي

عطري الذي غزيته من خاطري

وغطائه وأريجه وهروبه بأناملي

كُتبت عليه شهادتي الأولى

ومنك مدادها

كلقاء قيس في الخيال بطيفها

لا ممعنا هربا بناقة وصله. ولا بمكملِ

لا شيء في كل الوجود

يؤجج همستي الأولى يثير مجاهلي

يا من وهبت إليك روض الملتقى

وترددي وتحسري ومداخلي

أوقدت في التلمود وهج نجومه

بلقيس جاءت في قداسة هيكلي

وارتد طرفك من نبي زارها

جلست تذكره سيوف أشهرت

حشدت جياد جيوشها وقبائلي

أحرقت روحي من لهيب الشوق مسكوبا

على جسدي وعمق تحولي

بالأمهرية في ترنم لهجتي

قلبي انتشى فيك احتراقا

من ضفاف بحيرتي ومناهلي

صدقت كل الشعر

في الألواح ما حررته أو ما قلته

واشك أنك يا حبيبي قد فهمت تنازلي

زهر البنفسج منك استنشقته

من وردة الوادي المقدس حولنا

رجعت مع الأصداء رنة خلخلي

وكشفت في وهج المغيب مجاهلي

يا وردة الأسحار أين مقامنا؟

أين الليالي والنجوم تحيطنا

وأين منك محبتي وتأملي

سطرت أحرف رغبتي

مكتوبة برموزها

بلقيس كشفت ساقها

تيجانها وقصورها وجنودها

في القدس تحمل هيكلي

معزوفة النيل المخلد انشدت مزمارها

بالهمسة الأولى

إليك أسوقها عقدا تناثر

في هضاب تدللي

وهنا بحيرتنا المدى

ماء يزف الخير يجري في عروقي مسرعاً

ذهب المعز خزائن في منزلي

مزمار داود ورقص سقاته

ليوضح التاريخ فيك تداخلي

سقط النصيف ولم أرد أسقاطه

أفلا رأيت مع النصيف تجملي

يا ارض أمي قد شهدتي قداستي

انى نزلت على الثرية من علي

ووسادة دونت فيها تحولي

هي همستي الأولى

عليك تأرخت كتبي هنا

نسبي إليك فيه اصولنا

لون الملامح من نسيج أوصالي

كوشيه في بعضها عبريه

مروي أنا ملكيةً

من تاج أبرها في قرون حضارتي

ومعزتي وحصونها وتناسلي

أكسوم تشهد لو دخلت كنائسي

قوندار مجري النيل

ماء مشاربي ومزارعي

ومتمتي فيها طهارة مغسلي

حلقاتنا الأولى غرام متيم

حقب من التاريخ

فيها سيوف النصر فيها تأصلي

أنساك كيف؟!

وقد أثرت مضاجعي

أنساك كيف؟ ...

وكيف انس رسائلي؟

زخرفتها بالليل بين أناملي

ودفاتر الذكري ويوم تقبلي

أيقنت أنك بعد خوض معاركي

وعرفت أنك من صميم تخيلي

ما كنت اعلم فيك أصل شكيمتي

ما كنت اعلم أنك بالمحبة مبتلي

وكما أنا أبدا بُليت محبتا

انس الوداع فلا تسافر مبعدا

عين المحبة من دموع تمتلي

فرس المعارك في القتال أمانه في أرضنا

سيف الرجال يعف عند المقتل

مهزومة أنا أن أردت قتلتني

ماذا أقول؟!!!

المزمار الرابع "لوسي" في متحف التاريخ

الزمن انتقلت في جوف الأيام حقائبه

وصلت الهضبة متقداً دون كتاب

وكان بقلبي هذا الأمد العامر عشقا بيني

وبينك تاريخ النيل الخالد

ووجهك نورٌ غطي

كل مساحات الحزن مكان

عاطفة الأرحام تجلت

وشعت أنوار القلب

الصامت في زمن الأحزان

وتبادل ريح الغيب

رموزاَ الماضي المجهول بقلبي

من عينيك الآن

وانحلت كل الشفرات المكتوبة عنك

والهمس الماضي والحاضر حان

تأرخت بوجهك من مولد حام

وفهمت معاني الكلمات المكتوبة

في التلمود وفي الانجيل وفي القرآن

ومددت إلى الله قرابين فداك

وبضوء الصبح

الكامن في قلبي منذ قرون

ناديت سماء النسيان

ووجدت الكامن

في قلبي قد عاد لأصلي

فرحلت إليك في آخر نيسان

أتكلم كل لغات الماضي من

من مولد "لوسي" وبداية عصر الأنسان

والشفق يتابع مركبتي

والشمس تغيب بخلف هضاب الماضي

وصلت لأبحث عن شمسك

في لوحة أسفاري

منابع أصلي وملوك النيل

هل بدأ الله الخلق هنا يا "لوسي"

وان الماء إلاه الصحراء

والنيل هو المحيي كل الأشياء

ابحث عنك في كل بحيرات التاريخ

بحيرة "أواسا" وبحيرة "تانا"

وكل بحيرات الهضبة

وأسال عما فات

في أول ركن من بيتك يشهد قلبي

ومنك النظرات شموع

واجمع في الليل أساطير حجاك

في سردية لوحات ارسمها وأتابعها

فتغيب الكتب الصفراء

وتبدأ رؤيتنا في قرص الكون

بعيداً حيث يعيد التاريخ اللمسات

لا زال بوجهك يبتسم الماضي

ورؤاك تصلي في عمقي وطنا

عيناك امتلأت من دون حدود

حب ... أمل. ومياه تجري من تاريخ واحد

بدأت أيامي ما بين يديك

فأين أنا من تاريخ الإنسان

بعيدٌ عن وطني

بعيدٌ جدا عني الآن

أحضانك أضحت في عمقي أوطان

لوحات في متحف تاريخ الماضي

رحلت إليك لأخلع سردية تاريخ العرب الدامي

اخترتك من كل بقاع الأرض

فهناك الحزن يغلف قلبي

وطني يا "لوسي" أصبح شرعا كالأوتاد

ويوم الحشر تأكد بين المدية والجلاد

في وطني كل الأيام حداد

وطن يخجل من تاريخ السود الأجداد

وطن يجهله كل الأحفاد

وطن خلد فينا الدخلاء

وطن أصبح أشلاء

وتجمع سطر اخضر

من تاريخ المهجر

ذكرني وتجمعت الأجزاء

ونظرت بذاك السطر إلى كل الأسماء

ولم تعرفني صفحات الماضي

ولا الأسماء

إلا اسم واحد كان هنا

فعرفت بان اصولي في عمقك يا لوسي

أشعلت مجاهل نفسي

من عينيك ضياء

فتبدلت الأوهام وكل الأشياء

إنخاب كؤوسي اشربها أفريقية

وحزمة نور اتجهت قوساَ

من وجهك في درب الأبدية

وأحاط النوار بأشجار الأجداد نخيلا

وبالأزهار احتفلت

أوراق الخلد بألوان وردية

وأنت هناك

والجنة من تحتك انهار

تجري من كف الله بشائر

تنطلق البسمة من شفتيك

ويختلط اللحن بعصفور غنى

وتمتلئ الآفاق

على بعد سماء الأمطار رعودا

والبرق يشع الأنوار

وأنادي... في الحلم الغامض

في نصف الليل.!! واسمع أنه

وتناديني من خلف ستار حورية

والبسمة في عينيها وتذوب محنه

المزمار الخامس "المتمة" الأثيوبية

سألتني

من أنت ومن أين أتيت

وكان الله هناك

يطل علينا من سد النهضة

فرجعت أتابع سيرة ذاتي بين السنوات الهجرية

وكان النيل شهودي وقلت لها: -

ما كنت سليل رمال الربع الخالي

ولا من خيمة وبر نصبت في الصحراء العربية

ولا من حد سيوف قتلت

ولا من تاريخ فتوحات إسلاميه

ولا من رايات سوداء رفعت فوق رقاب عباد الله

ولست متاعا من تاريخ العباس

ولا في خيمة شعر من انساب قرشيه

لا كان أبي منهم أصلا عربيا

وبين يديه النيل بثروته ماء

ولا كانت أمي امرأة بدويه

ولا داست خيل "ابن أبي سرح" سور دياري فجرا

ولا تعرفهم أهراماتي

ولا كنت مع الأزلام سبيا

رايات بعنخي كانت راياتي

ورماة الحدق انتشروا حولي في المهد صبيا

صحفي كتبت من قبل الميلاد وعيسى

وقبل محمد تاريخ البجراوية

جاءوا ... عربا في غفلة تاريخ منسيه

قراصنة الصحراء وجياع الربع الخالي

اجتاحوا حدود بلادي

أسرجوا داحس ليلا

والغبراء صباحا في حرب الثأر السادية

في قطرة ماء عطشى

وسيوف الإسلام على الأعناق

غاروا علينا حفاة الصحراء

أحفاد بسوس الغجرية

ذقون وضلال تحمل أحقاد الوهابية

جاء الحجاج بناقته وأناخ هنا

بخناجر ابن أبيه

جاءوا عطشا للنيل جموعا

جلبوا الرعب ونشروا

تحت جزور النخل شريعة أحكام دموية

كسروا الأنهار اقتحموا بيوتا آمنه

فجرا زرعوا الفتنة بين شيوخ قبائل كانت

في تاريخ ملوك الوادي نوبية

مكروا، نهبوا، اقتصبوا مراهقة

كانت تحلم بالحب صبيه

انتهكوا أعراض نساء

كانت في عقد منتظم في ستر محميه

هدموا المعبد جهرا

حرقوا كتب التاريخ الافريقية

وأيضا مسحوا بصمات الأجداد

وبدلوا فيها البصمات المروية

في ظهري وأمامي تكبيرٌ اسمعه

من كل الخلفاء ومن كل مبشر بالجنة

وداعش أيضا جاءت تحمل

من خلفي سكينا دموية

تبا لا أعرفكم أبدا يا قتلة

فانا تاريخي معروف بحضارته

من قبل الكعبة مكتوب باللغة الكوشية

من كان النجاشي؟!! أ نسيتم؟!!!

كان كريما وأمينا وأبيا

آذان بلال نادى لصلاة الفجر... لدينِ الاسلامِ

دينٌ سماه "عبدا حبشيا"

يا سكان الربع الخالي

لا تربطني قطرة دم منكم أبدا

يا مهزلة تاريخ قرون الماضي

قرونٌ جهلت معنى الإنسانية

أنا لست دخيل عباءتكم

ولا دمي عربيا

نهر النيل بعيد عنكم مشربه والماء

أبار النفط تجف قريبا

وتعود خيام الربع الخالي

وماضي الصحراء

وقريبا في هذا القرن يحاكمكم كل العالم

وتحاكمكم داحس والغبراء

رسالتي الي بدور في يوم العيد

والعيد عاد كغيره وبلا زهور

عام جديد يا حبيبتي يا بدور

عام يطل على الوجودِ

وعمرنا قد ضاع زور

تاهت خطانا مع وميض البرق

نرحل كالطيور

حتى الطيور لها ربوع في السماء

بلا حدود ولا جسور

وطليقة في العش والأشجار

موطن غصنها سكنت

فلا سجن هناك ولا شرطي مرور

ستون عاماً في بلادي يا بدور

مازلنا ننتظر الخلاص لدربنا

ستون عاما من ضياع العمر

في التاريخ جور

وقف الخيال تجمدت آفاقه

وتبعثرت أحلامه بين السطور

فعلمت أن قصائدي شاخت وجف الحبر

في ورقي وجفت

دمعة الأشواق في القلب الغيور

في غيبة الأنوار تختلط الأمور

يا صندل الأيام ننتظر البخور

بيدي احتضنتك من خيال الشعر

جوأتك حافيا

بل حاسرا من أي نور

هرب البخور

وتناثرت في كنهك الأبدي دور

حتى المداد تغيرت ألوانه

وتبدل القلم الذي كتب السطور

يا من بقلبي أين حضنك يا بدور

يا موكب الهجرات اين انا؟!!

موج البحار وبيننا سدٌ وسور

يا من صنعت بداخلي سفن العبور

أجد الموانئ فيك تمنعني الحضور

وسفينتي وهم على المرافئ يدور

مهلا غروب الشمس في خديك مختلطا

كقبلات السرور

يا من سكبتِ بداخلي نارا ونور

آه من الأعماق أطلقها

وأكتمه الشعور

فانا بعيد في مدار الكون

ابني مهجرا

والنيل من تحتي يدور

هل نحن وهم في خيال الليل

همس يا بدور!!؟

أنا لا اصدق إننا روحانا كنا

في رحاب الكون نفترش الزهور

وافترقنا ثم عدنا

وافترقنا يا بدور

وكذا انطوت من أمسنا

اللمسات والهمسات

والنجوى دهور

والعيد عاد كغيره وبلا زهور

حلم اراكِ حبيبتي

ويشدني بالضفتين بارضنا طين الجذور

وبداية العام الجديد بدمعتي

اهدي سلامي لموطني ام درمان

مهدك يا بدور

المزمار السادس في منتجع سودري الأثيوبي

مدادُ رسالتي قد جفَ قَبل ثوانٍ

دفقتُ فيها الليل

والأنوار والدمعات من أجفاني

مني عيونك يا حبيبة ليلتي

عزفت على عودي وقوس كماني

ضوء الصباح بأحرفٍ أطلقتها

نهراً من الآهاتِ

والأفراح والأشجان

وخلطتُ تربةَ مهجتي مستأنسا

بأريج قلبٍ ذاب في الخفقانِ

وزرعتُ فيها بالورودِ حديقةً

ابديه الإزهارِ والأغصان

ودعوتُ فيها بلابلا

صداحه غنت لحبك أعذب الألحان

ظللتُها بأزاهير الأشواق والتحنان

والطيفُ قوسٌ جاء كالفنان

يشدو ويحملُ علبة الألوان

عيناك في الأفق البعيدِ

رايتها بالشوقِ ينتظران

مدادُ رسالتي غيرته

وكذا غيرته عنواني

وتغيرت لغة الكلامِ

وأصبحت لغةُ الرموز معاني

وعرفت فيكي محبة الأنسان للإنسان

لغةٌ يؤرقها البعاد مفرقا

فيها فراق القلبِ للأوطان

بوقودها استنفرت

ضوء المحبة في سنا وجداني

استنشقي طيبَ الرسالةِ

واتركِ بقعَ الدموعِ

نِزولها أشفاني

وودت أنك أن تكوني مكاني

وتلقني مر النسيم رسائلي

ملفوفة برقائق النعمانِ

في بركة المتوكلِ

ارتجلتُ قصائدي

شعراً مقفى راسخ الأوزان

ليلي مع المجنون تحمل زهرها

وتجود بالقبل الحبيب تهاني

وبالعاج المحلى زخرفا

تاجوج أنت سليلة الهضبات أم عربيةً

بدوية حضرت

وجيش خلافة الإسلام في السودان

من بحر دار في الهضاب الثمر أنت أصيلة

حملت من الأبداع في الأزمان

يا أمهرية في جمال حبيبتي

منذ الخليقة أنبتت في غابة الأزمان

لوسي هناك حقيقة

والله قد بدأ الخليقة هاهنا بحنان

اببا وأزهار الخريف تفتحت

نبض الحياة مراتع الظبيان

أما أنا جودي على حبيبتي

في موطن أم درمان

المزمار السابع إلى "أتون"

ناديت اسمك يا أتون

وليالي "اوسا" تعج بفرحة

السواح ترقص في جنون

تتكسرين على زنود المعجبين

الكأس والمزمار

والطبال حولك يرقصون

يا منشد الألحان

كيف تعيش من طرب المجون؟!

من أجبروك

إلى دروب الليل هم مجرمون

ظلوا ورائك يركضون

أنى أصارحك الحقيقة يا أتون

أنا لست منهم

في حضورك يعبثون

وبما تجود أكفهم

من مال نحوك يدفعون

في بار انس احمر الألوان

ويحك يا أتون

من ليل تدنيس لعين

أنى قد دفعت مضاعفا

شوقا لهمسك في دلال تطلبين

لكن قلبي قد أحس وقد يكون

مرآة وجهك

من بيوت أفقرت عبر القرون

وبصدرك المتفجر

الآهات حزن صامت

وبدمعة محزونه

وقعت تداريها العيون

يخفيها رمشك من ضمير

الكون أنسي أجبرت

بيع الهوى في حجرها

في صدرها في كل شبر

واستباحت ما تصون

الفقر كافر مثلنا

تجار حولك

نشتري الفقراء نحن السائحون

والفقر شيطان لعين

حظ رماك بسهم سُمٍ يا أتون

حظ رماك على شراك الشوك

في وسط الغصون

قد زوجوك لمن أراد بماله

في عمرك العشرين أشهى ما يكون

والآن أنت طليقة

من قال مومس ظالم

ظلموك حقا يا أتون

المزمار الثامن إلى راحيل في مقهى أثيوبي أبو ظبي 2006
راحـــــــــــــــــــــــــيل

وجهك لا يزال أمامي

ويعيد طيفك من هضابٍ وثقت

تاريخ "إبره" في الزمان السامي

حتى النجاشي وعدله في قومه

ملك تأصل من سلالة حامِ

في موكب التاريخ نال مكانه

ومضي بدهرٍ قد تبدل ثاني

في موكب الهجرات

والفقر المؤرخ قد بدا

حر الخليج وشمس يوم حامي

راحيل لا أنساك ذاك اليوم

منك فرحتي ومحبتي وهيامي

يا من زرعتي القلب

ورد ربيعه

وسقيتي بالفنجان

ارض غرامي

الحاضرون وانسهم ومساءهم

شربوا بكفك قهوة الإلهام

راحيل يا شمس الضحى وسلامه

تتمايلين فرعا واقفا

أو جالس الكرسي بالهندامِ

للمعجبين تشع منك مباهجٌ

وتوزعين بالبسمات

ثفرا سامي

راحــــــــــــيل يا ورد الربيع

حديقة شاعرٍ

متمكن الترنيم بالتلمود

والألواح والأقلام

يا أم يوسف والنبوة بيتكم

وجمال يوسف من أصول آرامي

هل عطر وردك

قد تسرب من هنا وقرأته

بالأمهرية في مقاهي كلامي

لو تدري يا راحيل

كيف كنت متيما بغرامي؟؟

غني بربك لي أنا

في جلسة بطقوسها

محمومة الفجان جمرٌ حامي

صنعت عيونك للزبون سعادةَ

وشقاك يفترس الدواخل

من لظى الآلامِ

تبا على هذا الزمان

وقبحه وشقاءه المتنامي

بجمال وجهك

ينتهي وصفي هنا

ويضيع في نفط الخليج ثواني

ويظل رقما في الدفاتر عابرا

ما بين حاسوب وكأس مدامِ

من ينساك يا راحـــــــــيل؟؟

من ينسي الهوى؟؟

من ينسى في الوجنات وجه سامي؟!!

من ينساك يا راحيل في الأحلام؟!!

كيف وقهوة منتشي

قد كنتِ وجها مقام

حقا رأيتك في حياتي مرة

لكن وجهك لا يزال أمامي

الألفية الثالثة في ام درمان

وضممتها ام درمان

مهد صباي نور حياتي

وبيدي اليمين رفعت أمامها مستقبلا راياتي

ورسمتها في غربة المنفى

جمال اللون في الايقاع والبسمات

ووصفت كنه جمالها وأمانها بالشعر والكلمات

وجهٌ كنور الصبح جاء مهللا

مثل النبي مبشراّ بقدوم فجرٍ آتٍ

سلمتها الأوراق عند الملتقى

وبصمت في وجناتها قبلاتي

والنيل شاهد بيعتي سمعي وطاعة حكمها

سلمتها كتبي وأوراقي وتاريخي ومستنداتي

قد راعني لما رأيت بوجها مأساتي

نزلت دموع عيونها في أعيني

فبكت معي من شدة الحسرات

وخريطة الوطن الكبير تمزقت في حجرها

في كل شبر قد رأيت شتاتي

يا رحلة الوطن المهاجر في الضياع الى متى؟!!

أين الشريعة أين طوق نجاتي

الدرب دهليز أمامك مقفلا

من حكموك يا ام درمان هم أعدك

أنا كم ذكرتك في الغياب مسافراّ

في الريح والأبعاد والآهات

كم جاء طيفك في المنام يزورني

ويغيب عند الفجر من أوقاتي

يمتد في أفقي ويمسح خاطري

وكأنه طيف يصافح ذاتي

نعش من الإحباط والخزلان والعبرات

وطن النجوم أين غيرك انتمى

فالمهجر المشؤم زل حياتي

فلكم يسيطر في الليالي مخافتي

ولكم يسهد بالظنون سراتي

فاشد من ازري بذكرك واثقا

كيف استعير السيف؟!

في وطن خيول جدوده

عبرت ضفاف النيل والفلوات

خاضوا غمار النصر من تاريخنا

بالرمح والبارود والرايات

اليوم زرتك صامدا ومدججاّ

والصافنات سروجها ودروعها وحياتي

فرسي تقدم قد أعاف لجامه

زبد على شفتيه كان يهات

وانا المتيم لا أموت وانتهي

ومواكب الأحرار في السودان من صفحاتي

وبحوزتي مفتاح عشقي

يا له ... ويشع بالأنوار كالمشكاة

وبه كتبت على الثرية أحرفا

قد صغتها بالليل في المنفى ومن هجراتي

ونقشت في صخر المهاجر وحشتي

ووجدت نهر النيل في خطواتي

جودي مزامير الهوى بقصيدتي غني بها كلماتي

طال انتظاري يا حبيبه كم أنا

قد هدني جور الزمان العاتي

ما اخترت غيرك في المسيرة هاديا

فإذا نسيت ... فاغفري هفواتي

ألفية ختمت تواريخ الشعوب بفرحة

لكنها ختمت على وطني ببؤس حياتي

إلى مريم التي حكم عليها بالردة في السودان

مهما ازدرى السفهاء من تأويلهم

وذروا الرماد على العيون

من اين أنتم؟

يا اباطرة المشانق والمجازر والسجون

من أي قانون ابحتم شنقها حبلى

احكامكم كذبٌ

وعليك اللهم ظلوا يفترون

اكبرت فيك وانت حبلى

ورفضتي أي مساومة لهم

وعرفتي أي ديانة وبأي دين يحكمون

من يصنع الاموات غير قلوبهم عميت!!؟

وتأبطوا الارهاب في ماضي القرون

ومسيح هذا العصر ابنك ان أراد الله

امره قد يكون

وغدا يطل وجهك شامخا

يهب الحياة وينزع الخوف

المعشش في الضلوع

ويدوي يصرخ في سماء الله

يقهر كذبة الزمن الخنوع

ويشع فكرك في المشارق

والمغارب والمساجد والربوع

وستخرجين كريمة الإصرار

في وجه المحاكم والمشانق

في قلوب الناس في وسط الجموع

يا مريم العذراء

أنجبتِ اليسوع

لا تبقى على الألواح بعدك ردةٌ

والله خيرنا ندين كما نشاء

فلا استتابة لا رجوع

من أي قرن نحن نعبد في بيوت الله

نصرخ في المنابر

في الجوامع في المآذن والنجوع

من أي قرن نحن

نسجد كاذبين بلا خشوع

ماذا جنيناً في الحياة وحظنا

من نصف قرنٍ كاملٍ

موت وأشلاء وجوع

كل الصحابة

ليتهم في سجنك الفردي

قد وضعوا الشموع

وليت من وضعوك

في الإقلال وأنتئ حبلى

ليتهم ... عرفوا

المحبة والتسامح والدموع

رزان وجيلاني وعبد الله وداعه
خارج النص ... همسة من مجلة النافذة

-------------------------------------

كنت معي في البرد وفي الضياع ...

وقد مضى زمن التكوين ...

وها أنا بدأت أفقد الملامح؟؟؟

لربما في زحام الوجع

تركتها ونسيتها ...

فالنسيان حالة قائمة

لا تعني تجردي منك

ولكنها تسكن

وجع رحيلك المضنى...

وصورتك مع بروازها التي تركتها لي

ذاك المساء

حين كنت معي

مازالت تشغل حيزا أكبر مما تستحق

مازالت تستقر بجوار قلبي المنهك من كبرياءك المتمرد.

وبين حين وآخر

تمارس صورتك اللعب

على مشاعري التواقة إليك

فيصبح شغفي بها وحشا مفترسا

يذوب في شرايين عاطفتي المتبلورة عليك ...

لحظـــــــــــــــــــــــــــــــــة

دع قلبي يسترح قليلا

من ملاحقة ملامحك المتحجرة.

تعال يا زجاجي القلب

ضع يدك هنا في منطقة الوجع

لا تتكلم في السر

افتح قلبك الموصد جيدا

واخرج شهقة فارغة تتألم؟؟؟؟؟

تنازل عن مدى الغياب

الذي مازال يجر الخيبة وراءه

مكبلة بجنازير الهذيان

ومتوجعة بشموع الحزن النازفة

قطرات حاااااااارة تذيب رشدك النائم!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!

من يدلني على أسباب سرحان شموعي

المولعة بك؟

زعمــــــــــــــت

إن الطيف والنجمة وصفة للبقاء؟

وملذة الطمأنينة ورداء الوفاء

وزعمت إن الليل ستارة اللهفة

وملاءة العشق المكون من مسامك؟

فحسبت أنا

إن الماء ...ماء

لكنه على ما أظن أول المنفى ....

فكسرني بالظمأ

قلة الوفاء تشبه

الوريد الذي انقطع عنه نبض القلب

فجف من قلة الدماء

ويشبه حلما مقطوعا في أوله

وقطيعة باردة من نار

وجمـــــــــــــــرة

وتفاهة الأسباب

حينها مر بي الوفاء ذات مساء

بكى وغادر ...

ثم عاد ليقول

دمرني وجه الطيف الهارب منك

طاف حولي ...قرأ فاتحة الانتباه

وسقاني برشفة ماء

كان يعذبني بلا ضمير.

ذاك المســــــــــــــــــاء

تسللت إلى دفاتري

واسترقت أوراقي القديمة

ودونما أذن عبثت بكل سطر فيها

داعبت احرفي الحيرى بها حينها

استيقظ الطفل بداخلي وبدأ يلهو من جديد

وامتطى صهوة القلم ليرسم معالم عشق قديم

ودونما اهتمام استمر في التلوين

وقبل إن يبروز الذكرى بحبره

رفض طفلي الانقياد

كثيرا ما كنت أتساءل

لماذا يمر الوقت بتثاقل

وكأن عقارب الساعة ترفض إن تدور؟

ولماذا كل هذا الخوف بداخلي

من أن أنسي ملامحك؟

وذلك الفزع بداخلي

من أن يصبح غيابك حقيقة

على أن أتقبلها....

لماذا هذا الشعور بالتردد

بعد أن رحبت بفكرة رحيلك؟

مشاعر وخلجات متضاربة

تجعلني أترنح كالبلهاء

ما بين التقبل والرفض.

وها أنا ما زلت اسأل نفسي

هل سأصمد حتى النهاية؟!!

وكل ما حولي يذكرني بك

حتى أطفالي يحملون ملامحك

فصول السنة تقاسمت جميع حالاتنا معا

قلبي المتخم بك

حينها فقط

أصبحت القصائد تتباهى ...

تتسرب ظلا من عروشك ...

تفيض حلما بالحروف ....

تمتلئ بعبق الكلام

حتى تشعر بلذة الارتواء

حينها أحس بنبضك الخيال

صهيل فارس يهوى سماوات بوحك

ليعانق عطرك المعتق

في فضاء غسق يهيم به الوريد ....

الهـــــــــــــــــــيام

يا سيد العشق

في أزقة الحروف

ينتشي من إحساسك

المذوب بالتمني

وانا أحس نفسي

منسية في محرابك

اختلط مع طقوسك

وتضاريس هواك

حتى فصول الامتلاء...

أنا

لست أنا دونك

سوى ظل وهم يتجاوز البحر

والنجوم ويتشكل ككائن مفقود

بين الفراغ والجمر ...

يا شكل النهر في خطوة تعاريجها

روحي وقبيلة حب تعانق حبيبا

بسواقي ماء العين

يضم ضلوعه

بتناقضاته الغبيه

وخفقة قلب تركض ...

وتعشق مساءك ...

فاكسر يا بقعة الضوء الأسى

والحزن المعتق في دمي.

هرب روحي إليك

حتى أصير داخلك

وبوصلة الهذيان

ومسافات تفقد عقلي

تمد حولي المد والجزر

أفقد اتجاه الريح

ومكان الذاكرة

وحبك يلهيني

يعميني

يشغلني

عن قبض نهاياتك ...

أيها العابث بكل تفاصيل وجداني

كل الأشياء تذكرني بك ...

فكسر المطر المحروم من الماء

وعيناك الغدير المغرور

على حافة ارتحالي العطشى ...

بت مهزومة

منهكه

رهينه المحاولة

نحو الأفق المزروع بداخلك

وأضحيت بتجمد مذبوح

أناديك بلا صوت أو وعي!!!

ألهمني القليل من تبعثري

الموجع بمرورك الدفء

باختلاطك المجنون

والمفقود تحت جلدي ...

كي اشعر

بان هناك من يشاركني دمي؟

ارجــــــــــــــــــــــوك

اقلب الأوراق خلف النوافذ المؤصدة

علمني أن الأماكن

والأزمنة

لا تشبه انكساراتي

فلدي من الندم ما يكفيني

وأصبح الجرح يلبسني كالوجع والحصار ...

يا مرتل تلاوة وميض الأشواق

بيني وبينك الروح كالمدى

تكتفي بالعصيان

والمنافي

لنخفي الخطايا.

الاعتراف يا سيد الوقت

أنى أح........................بك

وسوف أعيشك ما دمت في عروقي

ولن اكتفي بالموت فيك

أو حتى الهذيان بك

مادام قلبي مازال

يركض نحوك كالطفل...

عندما التقيتك آخر مرة

بعد ذلك الفراق الطويل

قرأت في وجهك ما هز أعماقي

وأثار في شجون دفينه

آنذاك صرخ عنكبوتي القديم

واقتحمت ملامحك

جدران ذاكرتي

وبات طيفك يلاحق ذاتي

يلف جسدي

كصمتي المعلق بك ......

حينها فقط

أصبحت القصائد تتباهى ...

تتسرب ظلا من عروشك ...

تفيض حلما بالحروف ....

تمتلئ بعبق الكلام

حتى تشعر بلذة الارتواء

حينها أحس بنبضك الخيال

صهيل فارس يهوى سماوات بوحك

ليعانق عطرك المعتق

في فضاء غسق

يهيم به الوريد ....

فاكسر يا

بقعة الضوء الأسى

والحزن المعتق في دمي..

هرب روحي إليك

حتى أصير داخلك

وبوصلة الهذيان

ومسافات تفقد عقلي

تمد حولي المد والجزر

أفقد اتجاه الريح

ومكان الذاكرة

وحبك يلهيني

يعميني

يشغلني

عن قبض نهاراك ...

أيها العابث

بكل تفاصيل وجداني

كل الأشياء تذكرني بك ...

ألهمني القليل

من تبعثري الموجع

بمرورك الدفء

باختلاطك المجنون

والمفقود تحت جلدي ...

كي اشعر

بان هناك

من يشاركني دمي؟

أرجوك

اقلب الأوراق

خلف النوافذ الموصد

علمني أن الأماكن

والأزمنة

لا تشبه انكساراتي

فلدي من الندم ما يكفيني

وأصبح الجرح يتلبسن

كالوجع والحصار ...

انهها الروح

التي تتلاشى كل ليلة

في طيفك المتنائية

ثم تتكاثف كسحابة وهم تطل

من شرفات الخيال الملوث بك

لكي ترنو نحو

مسوخ أحلام تتآكل

بحضورها أنحائي؟

قــــــــــــــــــــــــل لي؟

لماذا غاب عني وجهك

الذي لطالما كان يقيني

حوافر الوحشة الحادة ....

ولم يعد يتبقى لي من وجودك

سوى ذلك الطيف

الذي تعلم منك كل فنون الغياب

ما عدت اقــــــــــــوى

فلكم مزق الأسى

أوراق قهوتي

التي زرعتها

تيمنا بوجودك لدي

ولكم لدغت اللوعة قلبي

حين أيقنت

أن الذكرى أمست

الصلة الوحيدة بيننا ...

لما يا قلبي أسكنتني فسيح أناتك؟!!

فها هي روحي

ما زالت تركض

صوب سراب الذكريات

المعدوم النهاية ...

تبحث عن دفء أيد ذبلت بصماتها بداخلي

وعن وجه تاهت

في مقلتي ملامحه ....

أما ذاك الجسد المترنح على حافة

الانتظار ...

أصبح شكله كشجرة نحيله فوق تل اجرد

شجرة تقاوم الجفاف

بعد أن هاجمتها رياح هوجاء؟؟!!!!

"رزان " مجلة النافذة

همست دكتوره رزان

باغتني في لحظة سهو مني

فتزاحمت الأحرف

وتراكمت فوق بعضها

حين كتبت لي تلك الرسالة ...

فرحت ولكني ترددت في العودة لقراءتها

أو حتى تبين إن كانت كما أظن ...

استجمعت شجاعتي

وتلمست الرسالة التي حملتها إلى ...

حبست أنفاسي كي لا تعرف بوجودي هناك

وهددت قلبي كي لا يوقظها ....

حروفها تشبه طعم النافذة

ورائحتها لها نفس الملامح ...

أغمضت واقتربت في وجل

شعرت برهبة الخائف

وارتجاف الموجوع وتنهد المحب ....

لامست أطرافها بقلبي

وتوسلت السطور

لتعيد إلى ما فقدته بعد رحيلها ...

بكيت دون دموع وصرخت بلا صوت ....

لكني ملأت جرتي من نداها

وخبأت الجرة بين شراييني وركضت ....

ركضت مسرعة ....

أغلقت الباب خلفي

وفي خلوة مني أخرجت الجرة ....

جردتها من ندوبها

وجذبت البوح منها لففته بذراعي ...

احتضنته بجنون الملهوف

وبكيت على صدره بخوف ....

قبلت ثناياه بولهٍ يشبه إحساسي

وتحسست موضع الخطى المزروعة فيها ....

والقلوب التي سكنت زواياها ...

الأفراح التي دفأت أركانها

والدموع التي سكبت على حيطانها ذات مساءات .....

وحتى من فقدناهم هناك

وما زال عبير خطاهم فيها ....

وتلك المشاكسات الشقية ....

أما جنون الحرف المنقوش حولها

همس لي وأخبرني بسره

ضحكت تارة وبكيت الأخرى ...

جذبته إلي وابتعدت عنه ...

تصادم موجع هو إحساسي بالشوق

ولهفة العودة .... وجد واحتراق .....

اشتاق فعلا لداري بينكم ....

شيخ العرب جيلاني

لن تستطيع أن تتخيل مدى سعادتي برسالتك

وكم أتوق لكل الأهل والأصدقاء

في تلك الدار العامرة التي شهدت طفولتي وشبابي ....

همس جيلاني

النافذة نبض شرايين تتماسك

لتضخ الشوق في غربتنا

أو تضخ الغربة في شوقنا

لوطن أصبحنا نجهل تفاصيل

وجهه الملطخ بضباب الرؤية

وغياب الأصل.

وطن أنهكته زبانية الموت

وزقون الضلال المكتنزة

ذهبا ونساء وبيوت وضيعات.

كلنا يا رزان نضرب في صحراء التيه،

لا مال الغربة يغنينا

ولا فقر الوطن يدعونا

لمأتم موتانا ولعوز أطفالنا..

يموت الوطن أمامنا بلا وجيع

يواسينا ولا مغيث ينتشلنا

حتى من مطر الله...

هل أراد الله أن يزيد في تعذيبنا

أما أننا يأسنا منه

لأنه نسانا نموت

في أيدي الجلادين لا حول ولا قوة لنا.

بالنافذة نناضل بالكلمة وهي أضعف الأيمان.

فتكلمي يا رزان

وتكلموا يا أهل النوافذ الصامتة.

ستنتصر الكلمة قبل السلاح.

همست دكتوره رزان

------------------

طائر روحي .....

كم اشتاق لرفرفة أجنحتك

على ضفاف إحساسي المتلون

ببقايا ريشك المتطاير حوله

بإهمال يشبه خطواتك المبتعدة عني ....

أتدرى ...

وأخيرا صدقتك

حين همست لي ذات حرف

بأنك مخلوق من نار

وبأن نبضك من سعير متجمد الأوصال

يجهل كيف يلف الإحساس المتخم بي رغما عنك .....

أما زلت تمارس شعوذة الهروب مني

ونكران اختزالي بين مسامك

الموبوءة بي حتى الموت ....

صدقني لا بأس في بعض الخطيئة

إن باغتنا الشوق

ونحن نرسم على نواصي الابتعاد

خطوات تشبه حضورنا المدوي ....

أغمض عينيك

وتخيل معي بأن الرحيل زجاج ...

اكسر أطرافه بهمسك

دون الاقتراب حتى لا تؤذي أنفاسك...

وشق إليك رداء البعد

حتى ادنو منك بوجع يشبه اختناقك بي ....

هل فعلا تجردت مني؟

وزرعت ألف شوكة تدمي قدم الشوق

الهارب مني

ثم سكبت السم على شقوق الانتظار؟

لا ترهق نفسك ....

لن آتي .....

فتمسك بحوافر خيلك

وتشبث بكل قواك

كي تمنع خطوات تشبه طيفك

تسترق النظر كل مساء........

همس جيلاني

فقدت القدرة بعد غيابك يا عصفورتي

ولم تعد أجنحتي المتلونة ...

بريش هذا الزمن الذي فقد عقارب ساعته

وفقد رنين أجراس معبدك

المتاخم ضفاف نيل سأم مجراه

ودمر اطرفه بلا رحمة.

أنا بدنك بلا أجنحة.

اعرينني بعض أنفاسك لأطير إليك.

المعبد بدون أجراس الآن يا صغيرتي ...

كيف أتعبد في محرابك المحاط بخريف الأمطار ...

أسرعي سفينة نوح تعبر شوارع الخرطوم ...

لا تجلسي مع ابن نوح وصحابه ... فهم كفار

أنا في السفينة انتظرك ... بإيماني ورزاني

كيف نعيد الأنسان

بكل خطيئة نعرفها

في يوم كنا نسترق السمع

والناس نيام.

أنا متمسك بخشب السفينة

وحوافر خيلي

مُسحت في رمل الشاطئ.

قد اهرب منك

لو أوقفتِ محرك رعدا في أثقف ناري

المكوية من حرف الشوق المكتوم.

زجاجي يتكسر

منذ ظهورك من مجهول الوقت

الراحل عبر مجرتنا.

اســـــــأل

أين الألواح

وأعواد الصندل تحتفل مساء اليوم

تبعثر في حاسوبي كل ملفات نوافذنا الليلية ...

سأنتظر في شاطئ نيلي

شراع رياح الأمل واحلم بالنجم الثاقب.

همست دكتوره رزان

------------

أفلت إحساسك للمجهول...

وتجرد من تلك الأثقال ...

اسلخ جلد البعد القاتم

وارميه في قاع الجب ...

املأ روحك مني

واحبسني في صومعة النبض الهادر .....

دعني أتسرب فيك كما الأنفاس ...

لا تتململ وترجل

عن ظهر الوجع الجاثي على صدرك ....

احملني وأرحل ....

نحو الغيم الباكي ليلا ....

واغلق خلفك أبواب الحبر الدامي ....

رتل صلوات العشق بقلبك ...

لا تكتمها وأخفض صوتك

كي لا تيقظ أوجاعي بعدك ....

اصمت برهة ......

وأتلو على طلاسم شوقك ...

يصحو شيطاني من غفوته

ويتمتم بغباء مزعج .....

اعذره ...

شيطاني أحمق ....

يكره رائحة الصندل ....

ودواة العشق المثلى

وبقايا السكر في فنجانك .....

شيطاني أحمق.....

يمقت صبري ...

ورزاز الحبر العالق بين مسامي...

همس جيلاني

---------------

لا تلقي باللوم

وكيف سأقدر أن احبس عصفور اللجنة

واحمل في رئتي من انقاس الأنهار الأبدية

صوامع عشقي المنسلخة

من نعل الأسطورة بعد غياب التوراة ....

دعيني أتململ ...

الدرب طويل

والمطر النازل من أوراق الشمس تجمد.

هل بين يديك صغار عصافير

تلهمني نور الأجنحة المكسورة

في تاريخ الغربة؟

هل جزع النخلة بعد مخاض

يسقط رطبا لتعيشي ...

يا عصفورة أيامي وبعض الحبر السري

المكتوب بوقع سيول الأمطار...

نعم ... سأحملك وارحل ...

لكن طبيب الأعصاب

سيهدم حائط مبكى أيامي.

يهدد تفكري ويمزق أوراق جوازي ...

ويقتل شيطان هواك المتمرد.

سأسكر ... سأسكر ... سأسكر

ما دام هناك الليل طويل.

وانتظر وصول العصفور

وارقص رقصة زوربا بساق واحد.

سأبدل جلدي كالأفعى

حين تحيط بها أساطين عناكب يوم الحشر ....

من أجلك يا عصفورة أحلامي

خلف الأبواب.

سفينة نوح تنتظرك

في شاطئ نيل آخر

همست دكتوره رزان

--------------

يا لجبروت أنفاسك ....

أتذكر

حين حادثتني ذاك المساء رغما عن عنادك...

حينها كنت مستمعا من الطراز النبيل

وكنت أنا اتحدت بغباء يشبه لهفتي الحمقاء ....

آكل الكلمات وأنسى أن أتنفس

بين الحرف والحرف ...

أسابق الساعة كي لا يحين موعد الوداع....

ولم أنل منك سوى سماع أنفاسك المشتاقة

وأنت تراقب صوتي المجنون

عبر ذاك السلك الأحمق الذي ربط بيننا رغما عنك ......

أتدرى .......

تلك الليلة عرفت بأنك مسكون بي...!

من صمتك الدافئ.....

ورائحة عطرك

التي فاحت على زوايا اسمي

فتدفقت على أطراف أصابعك

حين احتويت السماعة ....

وعيناك المغمضة كي تتشرب

بالإحساس وتتشكل على هيأتي ....

كل تلك التفاصيل المسكوبة

على حافة الذاكرة

تشبه تعلقي بك رغم نكرانك المتجبر .....

همس جيلاني

-----------------

صباح القرب أيتها النائية عني

رغما عن أنفي المندس خجلا

بين أنفاس تاريخ الغربة بعطر اعرفه....

صباح يشتعل من البوح المتأصل

والمتأرجح على ثنايا عشق

يتهرب من سجن نخيل النيل ...

صباح دافئ يصر على بوابة عبد الغيوم

أريكة بوحي... ...

صباح أشعلني برائحتك

كلما حاولت تثبيت خطواتي

المقتربة لأنفاس الماضي فيك ....

يا لك من مهاجرة

تسافر بقلب يعرف أين النبض يعود....

وأين الصندل ...

لا أتذكر

هل كان مساءك ذاك اليوم؟؟!!!!

رغم صباحك ينعشني الأن...

كنت أنادي .....

هجرتني بالعشق الرعدي بلادي...

في تلك الساعة من ساعات النيل...

ومن قلب خريف الغضب المتسامح ليلا. ...

الكلمات كعلبة حلوى التهمت شفتاي

وشفٌرت البوح باسم لميس....

أين لميس الأن؟!!! ...

الساعة دون عقارب

فلا سم يفسد موعدنا

ولا نعرف موعد أصلا

ولا نعرف أي وداع....

ومنك سوى الصمت

وعطور الغربة

لم اسمع أنفاسك

وكنت كصوتي المجنون

اعبر بدون الأسلاك جحيمي المشتاق

الذي يفصل بيننا أطول سنة كونية ......

لا أدرى .......

وعرفت باني مسكون بالليل

وطليق في صبح لقاء...!

من خشب الغابات وحبي للأمطار ....

همست دكتوره رزان بتاريخ

05-28-2008,

سكـــــــــــــــــــرات الشــــــوق!

من بين ثنايا أوردتي

التي لطالما اندسست بداخلها

أراك اليوم تتسرب مع نقاط الدم الشاحب

من طول غيابك..

ومن بين شقوق جدار ذاكرتي المرهقة

يخرج من حنجرتي المقطوعة

صوتي الموبوء بالبكاء

يخرج وهو مثقل القدمين

مبتور الذراعين

ومسكون بالاسى

ليتجول في غرفتك الصامتة

المعبأة بأوراق وبقايا دخان

ويهم بقراءة دفاترك شبه المحترقة

التي تركت أكبر شق على جدار ذاكرتي الهرمة ...

وهــــــــــــــــــــــــــا أنت

على بعد دمعة مني

ضعت في زحام الذكريات

وضيعتني في زحام الحب الموبوء بالخذلان

فأصبحت أتوق إليك

عندما أرى وجوههم ...

وأنــــــــــــــــــــت أصبحت تتقن ارتداء قناع النكران

وانا أتوق إليك عندما أرى الخريف يزحف متكاسلا

إلى أشجار قهوتي التي لطالما زرعناها معا...

وأتوق إليك عندما أرى دفاتري

التي لطالما اخضرت بسيل حروفك العطشى

تحولت إلى أفرع غلفها النسيان

فتيبست شرايينها ...

وأتوق إليك عندما يبسط الشوق عباءته

التي طرزنا خيوطها معا ذات مساء..

وأتوق إليك حين تلفظ الشمس أشعتها الأخيرة

فيبتلعها بحر الفرقة

وأتوق إليك حين يجف فنجان القهوة

التي حضرتها وانا بانتظارك قرب نافذتي

التي يرشقها الجليد

وأمشط طرق الحزن حين يأتيني السؤال؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟

-----------------

همسة من الشاعر عبد الله وداعه "شوقي"

دعيني أتسلل خفية هنا بينك وبين الحرف،

امرّق شفاهي العطشى بين صدر حنينك

ونهد الشوق الجامح إلى (لغة) أخرى

وكأس فيه من نبيذ شفاهك

مساحة امل أمد وثاقي فيها مغمضات،

وادس من دون دعوة ذاكرتي المنهكة –

من طول المد الجامح- وبعض

الذي بذرناه هنا ذات مساء أخر،

يوم بايعت كل خيوط قدرتي(بنا)

ووهبت لكي مني روحا عطشى

وعين تحدّق بين الرمل والماء

وأنامل تبحث فيك سر الخلق ونشوة الانتصار.

دليني علي،

وانا الذي ضل طريق العودة إلى النهر،

وايقظي خيل انتظاري

أو اسجني تلك الذاكرة

والقلب بين خيوط عناكبك

وذرات الرمل

فقد ضعت أنا مني

وضيعتي وجهتي بين بابين

الدخول والخروج،

وفقدت كل سبل السير إلى نفسي

وانا الذي ألف السير في دروب المجهول

ودرّب قدميه دهرا

وعلمها حسن الأدراك.

ها أنا هنا على شفاه حفرة

من شوق وموت

وأتأرجح معتوها أمشط من روحي حبلا

واسرجه نحو قدميك

وأحيك من دمع عيني نهري فلا(تدسي) حزنك

بين أوراقك العطشى

ووسادة الليل و(دسيني)

أنا حبرا دافئا لا قرأك

عكس حشود اللغة والأعراف

وافركي وجهك الغارق عجزا

تحت صدري وضميني

بين الساعد والصدر

واسكبي ما بقي من بنك الأسود على قلبي،

سوّدي بياض خيوطي

أو سوديني وخضبي من دماء وجهي سنابل الحلم،

وفنجانك الفارغ

مني دحرجيه عنوة جهة الصدر

واقتليني عمدا بنصل الرحمة

فمثلي خلق اعمى

وسيموت على دين خلقه بين الأموات.

خيروني أجراس الحزن

بين الشوك والنار

وها أنا أمد قامتي حرا

ألا من وجهك ورمادي.

فالحزن هو ممشاي

ومن سار على ممشاه حزنه وصل.

فلكي أن تفتحي

حمم ذاكرتي لتضعي فيها ركوة قهوتك

أو تخرجيني من ذاكرتي نبيا

ضل طريقه أليك وان لم يكن هناك

من بد فقد شرد الأنبياء من قبلي

وانا لست نبي.

خذي شمس توهجك بيدي

ودليني على أو دعدين هنا

الفظ روحي بين السؤال والمستحيل

وان بقيت إليك ثمة قدرة

فلا تبخلي بها على نقاط التفتيش

ورجال الإطفاء

وتذكري جيدا أن السير على الماء فرضية

تكتب بماء الانتظار،

وان الرمل طريق لا تحبل فيه السماء مطرا

ولا يتكاثر فيه الغرباء.

-----------------

همست دكتوره رزان

وها أنت

كان السراب على شرفات المدى البعيد

يتهامس مع ظلك المجهول

ولم يكن سوى حلمي معي

وفي قلبي يسكن العنكبوت اليتيم

وبين حين وآخر

يطل من شرفة الحنين المنهارة باحثا عن أباه؟

حينها ينزف قلبي من قواطع الفراق

ومن حنجرتي تعزف أنشودة الحزن التائهة بك ومنك؟؟؟

أتخبط كأنني أسيرة في شفق انهمارك بداخلي

وأترنح كأنني سجينة في خمر كلماتك

التي مازال صداها يجوب بين حجرات قلبي

غير مدرك انه قد وزع جنود احتلاله

في مضاربه وكل أوردتي راضخه!!!!

أحاول

كثيرا واستجدي صوتي

كي يخرج من قوقعة الصمت

المملؤة بأتربة الفراق المفقودة

في اقصى الشمال حيث قلبي المتوجع

بسبب نصلك الذي نسيت أن تستله

بعد أن زرعت له طريقا في شراييني التي تمزقت

وتمرغت وتدثرت بالجفاف

بعد أن أفرغت الحياة إليك ونسيتني!!!!!!

عذار يا أنت

فقد توقف التنفس هنيه ثم عاد

عاد ولم يعد وحده

ولكنه جاء محملا بأطنان من الشوق

المدجج بكل أسلحة العذاب وانا .......................؟؟؟

كلما اتسع الشوق في رئتي

صار صفحة جديدة في كتابي المملوء بك .........

حينها اتكئ على غصن البن المزروع بداخلي

وأتنسم رياحين الحزن والعزاء المحترق ...

وأجالس الليل فتختفي النجوم تعبا من أسالتي ....

عليك.... ويلا غرابتها حين تختفي مني تسكنني؟؟!!

هكذا تمضي الثواني وانا بانتظارك بين الجرح المفقود

وبين الشوق المكتسح

فيفقد المطر قطراته

وطعمه مع سحاب الخذلان

ويتدثر الشوق الأبله ويموت بداخلي ....

فأتقوقع أنا لأصبح لك مقبرة مسافرة.............


  • 1

  • عبدالله الأسد
    من دولة السودان. حاصل علي ماجستير هندسة سباكة المعادن من جامعة وارسو بولندا عام 1967. عمل مستشار سابقا بهيئة اليونيدو التابعة للامم المتحدة. انشأ اول موقع الكتروني في الانترنت عام 1994. بعنوان al-nafitha.com/vb
   نشر في 06 يونيو 2019 .

التعليقات


لطرح إستفساراتكم و إقتراحاتكم و متابعة الجديد ... !

مقالات شيقة ننصح بقراءتها !



مقالات مرتبطة بنفس القسم

















عدم إظهارها مجدداً

منصة مقال كلاود هي المكان الأفضل لكتابة مقالات في مختلف المجالات بطريقة جديدة كليا و بالمجان.

 الإحصائيات

تخول منصة مقال كلاود للكاتب الحصول على جميع الإحصائيات المتعلقة بمقاله بالإضافة إلى مصادر الزيارات .

 الكتاب

تخول لك المنصة تنقيح أفكارك و تطويرأسلوبك من خلال مناقشة كتاباتك مع أفضل الكُتاب و تقييم مقالك.

 بيئة العمل

يمكنك كتابة مقالك من مختلف الأجهزة سواء المحمولة أو المكتبية من خلال محرر المنصة

   

مسجل

إذا كنت مسجل يمكنك الدخول من هنا

غير مسجل

يمكنك البدء بكتابة مقالك الأول

لتبق مطلعا على الجديد تابعنا