الفن مدرسة إذا أعددتها أعددت شعبا طيب الأعراق - مقال كلاود
 إدعم المنصة
makalcloud
تسجيل الدخول

الفن مدرسة إذا أعددتها أعددت شعبا طيب الأعراق

  نشر في 29 ديسمبر 2023 .

تفاجأت ببعض القنوات المصرية عند إغلاقها الساعة الواحدة صباحا كما كانت تفعل منذ بداياتها، ولكن الغريب أننا في ذلك العصر وبعام 2021 الذي يشهد انفتاح وتطور أكثر مع استمرارية عمل القنوات التليفزيونية أو شاشات الإنترنت لكسب المشاهدات وتواصل معرفة الأخبار في أي حين والربح المادي أيضا.

وعلى الرغم من ذلك وبإغلاق تلك القنوات التي أشرت إليها فهي غير مبالية لأي ربح مادي أو كسب مشاهدات وما تفعله يُعني احترام حقوق الإنسان وتربيته على العادات الصحية في أنه يحترم الليل للنوم والراحة والسكينة،، ومع هذا التصرف فإن تلك القنوات غير مسيطرة على فعل المشاهد فإنه يستطيع أن يذهب لقناة أخرى بكل بساطة...

والمفاجأة الأكبر هي أن الأسرة العربية لم تعد تملك السيطرة الكاملة على أبنائها في تربيتهم لفعل الأخلاق والعادات السليمة أمام الشاشات بشتى أنواعها في ظل انشغال الأم خاصة بأعمال الأسرة طوال اليوم أو عملها الخاص لمساعدة أسرتها على المعيشة.

نعم أصبح دور أولياء الأمور ضعيفا في هذا العصر التكنولوجي في السيطرة على الأسرة، وللفن أكبر التأثير على العقول كما أنه المتهم الأول حاليا بضرر العقول في نظر الباحثين بالفن والثقافة العربية والعالمية والعلوم الاجتماعية.

مع توافق دور المدارس الحكومية خاصة منها والتي لم يعد بها تربية بل يكاد يكون بها تعليم، ولم نعد نرى المعلم يتخلق بأخلاق مناهج التربية السليمة قبل تعليمها للطلاب‘ إلا من رَحِمَ ربي.

– تأثير الشاشات قضية قومية:

”تلعب السينما دورا بالغ الخطورة في تشكيل وفكر ووجدان المجتمع ؛، ”كما أن ٥٢٪ من المشاهدين يرون أن السينما والدراما لا يهدفان لمعالجة الأخطاء وتناول القضايا المهمة بل للربح المادي”

وذلك ما قرأت في أحد أبحاث المجلة العلمية لبحوث الإذاعة والتليفزيون عام ٢٠١٧

كما يقال إنه بعام 1999 قام بعض الشباب المراهقين بإحدى الولايات الأمريكية بإطلاق النار بشكل هيستيري في مدرسة ثانوية ونتج عن ذلك مقتل وإصابة الكثير وأفاد التحقيق بأن هذا الفعل مأخوذ من أحد الأفلام السينيمائية حينها، وبالطبع النماذج كثيرة داخل المجتمعات العربية من تلك الأمثلة بتأثيرات مختلفة والكل يعلمها جيدا.

ولكن كيف السبيل للنجاة!

حينئذ راودني الاقتباس الشعري الشهير ”الأم مدرسة إذا أعددتها …”

فلماذا لا يكون أيضا الفن مدرسة إذا أعددته أعددت شعبا طيب الأعراق

بل هو بالفعل مدرسة بما أنه المؤثر الأقوى في المجتمعات بتلك الأزمنة التي نعاصرها وأخص بذلك من الفن‘ الأعمال الكتابية والسينمائية والدراما وكل ما بداخلهم من أشكال الفنون.

فإني قرأت أن عظمة السينما والدراما لا تكمن في روعة صناعتها فقط بل في ما تحمله من أفكار أدبية وفنية وفلسفية، فالفن أسمى من أن يكون مجرد أداة لهو.

ويستطيع العمل الفني تغيير الواقع إلى الأفضل وتغيير القوانين أيضا لصالح المجتمع

مثلما كان فيلم "كلمة شرف" للفنان العبقري فريد شوقي والذي كان على أثره تعديل قانون مصلحة السجون بالسماح للمساجين بالخروج للحالات الإنسانية حينها بالسبعينيات.

ومثلما فعل العمل الدرامي " ليه لأ " لعام ٢٠٢١ في قضية التبني والذي زادت على أثره أعداد تبني الأطفال الأيتام.

بينما يكون الفنان في موضع المعلم والذي يجب أن يراعي كتاباته وتمثيله وإخراج العمل أمام الكاميرات بمظهر يبعث للمشاهدين الذوق الرفيع والرقي ومعالجة القضايا الأخلاقية ونشر الوعي الفكري والأخلاقي، وحينما يكون المعلم ذا أثر سيئ على تلاميذه ف يجب فصله ورفض وجوده بين عقول طلابه.

– الاستقلال التام أو الموت الزؤام:

نادى المجتمع قديما بالاستقلال والتحرر من أيدي الاحتلال الإنجليزي وغيره، متمسكين بالقومية العربية من أخلاق وعادات سليمة ولغة وإما الموت دفاعا عن الوطن وقوميته.

أما الآن فأتخذ الكثير أشكالا عدة من حياة الغرب وأمريكا ورضوا بذلك الاحتلال بأنفسهم اعتقادا بأن التحضر والرقي والحرية بأن يتقلدوا بأزياء أوروبا ودخول مفردات إنجليزية بين كلماتهم العربية، وذلك ما حثت عليه السينما والدراما العربية بأن هذا هو التقدم والانفتاح مع إباحة حُرُمات البيوت والمقدسات العربية في مشاهدهم اعتقادا أيضا منهم بأن ذلك سيوصلهم للعالمية ويجعلهم معروفين ومُقدَّرين في بلاد هوليوود ومهرجان كان.

وهذا التصرف لا يفسر في علم النفس إلا بالإحساس بالنقص وعدم الثقة في قوميتهم العربية.

إن كلمة الممثل تعني بأن الإنسان يمثل شخصا آخر أو يمثل مجتمعه بما فيه ويكون رمزا له أمام المجتمعات الأخرى، ليس بأن يقوم بتمثيل مجتمع آخر في بعض ممارساته وعاداته تصورًا منه بأن ذلك هو التقدم

وإن كان يقوم بتمثيل نماذج منحدرة في المجتمع ويقول بأن هذا الموجود كما هو، فلم لا نرى المحجبات على شاشاتنا العربية فهو أيضا تمثيل للواقع، كما لا نرى من يصلي ومن يقوم ويصوم ويدعي أو يذكر الله! أليس ذلك موجودا في المجتمع أم أن الصلاة والقيام حِكر على بعض الفئات التي تتمثل حاليا بدور الإرهاب؟!

فإن كان المشاهد لا يسمع ذكرًا أو دعاءًا بين أسرته ف من الممكن أن يسمعه ويتعلمه أمام التليفويون كما فعل الفنان "أحمد عبد العزيز" في مسلسل من الذي لا يحب فاطمة في أحد مشاهد المسلسل كان داخلا غرفته يُعاني من حدثٍ ما ضايقه ل يدعُ الله "اللهم إني أعوذ بك من الهم والحزن …"

- حقوق الإنسان في الفن:

تساعد بعض الأعمال الفنية في نشر وزيادة معدل الجريمة ومعرفة تنفيذها وأشكالها كما إخراج البلطجي بمظهر البطل والشاب الذي لا يعرف العديدات من الفتيات لا يعتبر سوى أنه لحمة والفتاة التي تلبس الحجاب ما هي إلا فتاة منغلقة وجاهلة لمعنى التحضر، والأمثلة كثيرة، وأصبحت الجوائز الفنية والظهور في المهرجانات وزيادة المشاهدات شيء يشترى

ويقوم بعض برامج الإعلام بفبركة الأخبار والأحداث حتى تكسب المشاهدات

وبعض القنوات غير مرخصة وتقوم بنشر إعلانات لا تعرف الحياء واحترام المُشاهد

ومع ذلك كله لا نرى أي دور للرقابة الفنية والاعلامية

ورغم توجيهات الدولة للفن والإعلام لنشر الوعي الأخلاقي والفكري والارتقاء بالمجتمع

إلا وأن صوت الرأي العام أعلى وأقوى حيث نجح الرأي العام المصري في إيقاف عرض أحد الأعمال الدرامية التي تمثل أحداث تاريخية في ٢٠٢١ حيث إنه لم يُراجَع أحداثه كما نجح الرأي العام في رفض وجود أحد المغنيين العرب على أرض مصر والظهور إعلاميا بقنواتها لسوء أعماله الأخلاقية.

ترى... هل سيكون صوت الرأي العام بالأيام القادمة أعلى وأقوى من توجيهات الدولة، وأقوى من تأثير الفنانين على المجتمع دفاعا عن الأخلاق العربية وصدًا لأي عمل يقوم بنشر الانحدار بالأخلاق وطمس القومية العربية وحفاظا على عقول المجتمع العربي

أم سنرى جهازا لحماية المشاهد العربي قريبا والذي يتمناه الرأي العام بشدة؟ …



   نشر في 29 ديسمبر 2023 .

التعليقات


لطرح إستفساراتكم و إقتراحاتكم و متابعة الجديد ... !

مقالات شيقة ننصح بقراءتها !



مقالات مرتبطة بنفس القسم













عدم إظهارها مجدداً

منصة مقال كلاود هي المكان الأفضل لكتابة مقالات في مختلف المجالات بطريقة جديدة كليا و بالمجان.

 الإحصائيات

تخول منصة مقال كلاود للكاتب الحصول على جميع الإحصائيات المتعلقة بمقاله بالإضافة إلى مصادر الزيارات .

 الكتاب

تخول لك المنصة تنقيح أفكارك و تطويرأسلوبك من خلال مناقشة كتاباتك مع أفضل الكُتاب و تقييم مقالك.

 بيئة العمل

يمكنك كتابة مقالك من مختلف الأجهزة سواء المحمولة أو المكتبية من خلال محرر المنصة

   

مسجل

إذا كنت مسجل يمكنك الدخول من هنا

غير مسجل

يمكنك البدء بكتابة مقالك الأول

لتبق مطلعا على الجديد تابعنا