معبر الموت المحتوم - مقال كلاود
 إدعم المنصة
makalcloud
تسجيل الدخول

معبر الموت المحتوم

  نشر في 21 فبراير 2015 .

دأت عملية الصعود اسير وفق ايقاع النبضات لكل خفقة اخطو خطوة في درج تختلف الوانه صعودا بجانبي اناس يخطون يتسابقون و لا يلقون بالا للايقاع كأنهم لا يملكون ذلك الايقاع الذي اسير به يتسابقون نحو تلك الهاوية مسرعين لا يهمهم ان وصلوا للضفة الاخرى المهم بالنسبة لهم شرف الخطو فوق ذلك المعبر كأنه معبر نحو الحرية لوهلة ظننت ان لون السماء له تأثير سحري على مشاعرهم لتدفعهم بجنون نحو الانتحار بلونها البرتقالي و وتخلل خيوط رمادية و سحابات سوداء لها. انهيت الادراج الثلاثة كأنها لا تريد النتهاء و اخيرا باب المعبر كان علي ان انتظر دوري فالجسر لا يحمل الا شخصا واحدا في كل عملية عبور اخترت ان اكون اخير صفه . بدأت اشاهد عملية العبور . اشخاص بقامات و اعمار و اجسام مختلفة بلغات يصيحون بها و هم يسقطون او يدعون بها من يعبدون و هم يتمسكون بحافات الجسر و هم على و شك السقوط رجل مسن هو من يسهر على عملية العبور يقهقه و هو يرى الحماسة على وجه العابرين و يختلق نكاة تبكي و لا تضحك على كل من سقط في تلك الهاوية التي تلهب المخاوف لتأكلك و انت واقف في اخر ذلك الصف لا اعلم لماذا و لكن ذلك الرجل كان يقوم بهز ذلك الجسر ليسقط كل من احس به يستطيع العبور كأنه يعلم مسبقا من عليه العبور كأنها سياسة انتقاء معلومة النتائج مسبقا مرت الدقائق او الساعات لا اعلم فقدت احساسي بالوقت امام هول المنظر و بسماع قهقهات ذلك العجوز و استغراقي في التفكير و للسبب الذي يجعل كل اولئك الشباب للاندفاع مع علمهم ان عملية العبور تلك ليست عادلة . اعدت طرح السؤال على نفسي فما يدفعني لكي اخوض هذه المغامرة ؟ فاجأني صوت رقيق ينادي بأسمي و يخبرني بالتقدم نحو بوابة المعبر او الجسر المهترئ سألني مستهزءا هل تخاف الموت اجبته بابتسامة مرعوبة ثم سألني هل تتحمل مسِؤولية ما سيحدث لك عبر عملية العبور التي ستخوضها اخبرته بعزم و ثقة لا اعلم من اين اسوحيتهما نعم سمعت القهقهة نفس القهقهة التي يقوم بها عند كل سقوط لكل شخص قام بالعبور لماذا قام بالقهقهة قبل ان اسقط هل يعلم مسبقا انني سأسقط ام انني لن اعطيه فرصة القهقهة اذ انني لن اسقط فقام بالقهقهة مسبقا ؟؟ رفعت رأسي لارى الجسر من المقدمة منظر مهول ألسنة اللهب من هنا تبدو غاضبة و الاخشاب المتراصة التي تشكل الارضية ينقص العديد منها. سأحتاج لقفزات في بعض الاماكن صراخ المنتظرين من القادمين الجدد ارقني و سرع من مبادرتي في الاقتحام قبل ان اخطو اولى الخطوات في معبر الموت بدأ الرجل العجوز يروي قصتي للمنتظرين جعلني ذلك احس ان نهايتي اقتربت فنحن لا نحكي قصة من هو على قيد الحياة, بتأثر شديد اسمعه يروي تفاصيل حياتي سارعت بالدخول كيلا اسمع تلك التفاهات ولم اسأله حتى فلم يبدو لي ما اعيشه الان منطقيا لكي اسأله عن كيفية معرفته بادق التفاصيل وضعت قدمي على اول خشبة اخترقتها ساقي سحبتها فهول ما ينتظرني اكبر من اهتم بخدش على ساقي و اكملت المسير. لا يمكن ان اظل فوق الخشبة الواحدة لوقت طويل فكان سيري فوقها بسرعة يشكل لحنا من صريرها كأنه لحن موت او ضربات على طبل الحروب انتصف بي الطريق لاستشعر بصيص امل في افق المعبر فرحة غمرت قلبي ليضيع الايقاع الذي عليه اسير تحرر عقلي ليذكرني بمكر العجوز استدرت لارى ما هو فاعل تبادلت معه النظراة و اذا به يقف و يتجه نحو المكان الذي اعتاد ان يهز منه الجسر يقول شيئا للشبان بقربه فيعودون ادراجهم لاول مرة منذ صعودي الدرج ارى اشخاصا يترددون امام الجسر بدأ العجوز يهز الجسر و ينادي بمن حوله ليساعده لا اعلم لماذ و لكن الجسر لم يتزحزح عدت لارى الجانب الاخر من الجسر ارى اناسا يلوحون لي بايديهم ان اهرب تعال يا اخي ادركت في ذلك الحين ان العجوز كان مجرد خيال اختلقته و ان المنتظرين لم يكن لهم وجود فالجسر لم يتحرك بهزهم العنيف عدت لاتأكد العجوز لم يعد له وجود الجسر ملتحم غير مهترئ ولا صراخ بالارجاء قررت ان القي بنفسي لاني لن احتمل ان يكون من بانتظاري بالجهة المقابلة مجرد خيال القفزة كانت لتحدي خيالي فلو كان كل شيئ خيالا كيف ستكون تلك النار التي احسست سخونتها سقوطي لم يكن مسرعا بل جد بطيئ ا بعكس سرعة الاحداث التي مررت بها النار يخفت بريقها و السنتها بدأت تضمحل و كأنها تهرب مني طال السقوط و طال..................


  • 4

   نشر في 21 فبراير 2015 .

التعليقات

لطرح إستفساراتكم و إقتراحاتكم و متابعة الجديد ... !

مقالات شيقة ننصح بقراءتها !



مقالات مرتبطة بنفس القسم

















عدم إظهارها مجدداً

منصة مقال كلاود هي المكان الأفضل لكتابة مقالات في مختلف المجالات بطريقة جديدة كليا و بالمجان.

 الإحصائيات

تخول منصة مقال كلاود للكاتب الحصول على جميع الإحصائيات المتعلقة بمقاله بالإضافة إلى مصادر الزيارات .

 الكتاب

تخول لك المنصة تنقيح أفكارك و تطويرأسلوبك من خلال مناقشة كتاباتك مع أفضل الكُتاب و تقييم مقالك.

 بيئة العمل

يمكنك كتابة مقالك من مختلف الأجهزة سواء المحمولة أو المكتبية من خلال محرر المنصة

   

مسجل

إذا كنت مسجل يمكنك الدخول من هنا

غير مسجل

يمكنك البدء بكتابة مقالك الأول

لتبق مطلعا على الجديد تابعنا