علمن بناتكن الاستقلال و الافتخار...علمن بناتكن اتباع الحلم و السعي وراء النجاح...علمن بناتكن ان الحياة حرب معرفة...علمن بناتكن ان الانوثة لم و لن تكون شيئا يخجلهن او وصمة عار على جبينهن...علمن بناتكن قوة الراي و ثبوت الموقف...علمن بناتكن تحكيم العقل و كسر طوق التقاليد الذي يحيط اعناقهن.
نتساءل لماذا لا تزال الفتاة ترى في الزوج الوسيم الغني اسمى امانيها ?
و نتساءل لماذا لا تزال الفتاة اليوم ترثي نفسها ?
و الجواب امام اعيننا, نراه و نعيشه كل يوم, حكايات متعددة, و القضية واحدة.فكم اما لا زالت توحي لبناتها ان الزواج سقف الطموح ? و كم ابا يدفع ببناته الى الزواج لمجرد سماعه ان بنات فلان قد تزوجن ? و كم فتاة متعلمة لا زالت ترى في شهادتها جوازا لزوج لا يقاوم ?
لندرس الوضعية قليلا. تتربى الفتاة في مجتمعاتنا العربية على معتقد اساسي و هو ان الولد يجب ان يحظى بتعليم رفيع ووظيفة راقية ليستطيع التكفل باسرته بينما الفتاة لا تحتاج لذلك لانها ستتزوج يوما ما, و زوجها سيتكفل بها. فكيف يقولون اذن ان الفتيات ماديات و متطلبات ? الستم انتم من زرع في ذهونهن الخصبة هذا المعتقد البليد ?
نحن نخرج الى المجتمع فتيات متطلبات, خاصة ان كانت الفتاة من اسرة متوسطة الحال, فهي تنتظر ان يوفر لها زوجها من الدعم المادي و المعنوي ما كان ينقصها, تنتظر من فارس احلامها ان يحملها الى بلاد العجائب, حيث كل ما تحلم به...تنتظر زوجها ليحمل على كتفيه احلامها و يمضي بها, و لا تعلم ان كتفيه اهلكهما الدهر.
اذا علمنا بناتنا انهن قويات قادرات, فسنخرج للمجتمع فتيات واقعيات لا فتيات حالمات, فتيات فاعلات و مؤثرات, يعطين بدل ان ينتظرن, و يرين انفسهن عونا لازواجهن لا عالة عليهم...و اضافة لذلك, لن نكون في حاجة الى فتاوى تحرم الاختلاط, او الحديث مع الشباب, او غيرها من الامور التي تطول السفسطة فيها اليوم, لان الفتاة الواعية تزن الامور بحكمة و تقيم الناس بترو ليست كالفتاة الحالمة التي تنتظر الفارس على الحصان الابيض لينتشلها دون ان تعلم ان الفرسان قلاعهم الحكايات الخرافية.
علمي ابنتكي...و لتفعلي تعلمي اولا...اقراي,التهمي الكتب و اتبعي الحلم...فالمستقبل بين يديكي اما ان تغيريه و اما ان تمري مرور الكرام كما فعلن السابقات.
-
بشرىالاسم : بشرى السن : 23 سنة العمل : مهندسة