تابعتُ رحلتي عبر الشّوارع التي بلّلتها مياه السّماء..كُنتُ أحيانا أرفع رأسي لتبرُز لي مئذنةٌ تبعث بصوت أرقّ و أحنّ من صوت الهدهد و هو يردّد :*الله أكبر* و تتصاعد هاتان الكلمتان عبر الجوزاء ثمّ تعودان لتستقرّان في قلوب العباد فتزيدهم إيمانا و هدى..
شبابٌ حيويٌ ..لمحتهُ عيناي..تفيض ملامحُهُ نورا..بريقُ عينيه مزيجٌ من وداعة و لطف و قوّة
توافقت ذبذباته مع ذبذبات الطّبيعة..
يعشقُ الجمال.. و يعشق الرّقيّ في كلّ جمال..
يرتقي في كلّ حين درج من سلّم الفضيلة و مكارم الأخلاق..
فالصّدق قِبلته..و الأمانة مطمحُه،و الإيمان بوصلته،و الرّضا إزارٌ امتنان يرتديه إلى حين وصوله محطّة غدٍ أفضل..
إذا دخل بيتا من بيوت الله..عمّره..و تشرّب بشحنة روحيّة تُعينه على دوام الإتّصال به سبحانه..
و إذا دخل بيته..كان خير جليس و خير أنيس لسُكّانه..
قويّ بخالقه..عزيزٌ به..يسعى لتكون يدُه هي العليا، و همّته فوق الثُّريّا..
شباب عرَف معنى الحبّ الحقيقي..الذي يشعّ نورُه في القلب..شفّافٌ هو كالبِلّور..لا غموض فيه..
بل إندماج روحين..شكلا و مضمونا..
شباب عرف كيف يغتنم خمسا قبل خمس..شبابه قبل هرمه..غناه قبل فقره..صحّته قبل سقمه..و حياته قبل موته..
هبّ النّسيم..قبّل وُجنتيّ ..فإذا بي أفيق من شرودي..
أأنا في حلم أم في يقضة؟؟
بل في يقضة..كانت أمنية و بعثتُ بها مع أدراج الرياح تبحث عن أمل