كنت أتأمل تساقط الشهب في ليل دامس، فخطرت لي هذه الفكرة "المرور ليس العبور." نحلم بالإنتقال من مرحلة إلي مرحلة بأسرع وقت ممكن، البعض يفضل أحيانا حرق المحطات. هذا و ليس بوسع الكل تحقيق التدرج، و جيل هذا الزمان متسرع و متهور و التحديات أمامه كبيرة.
هل بإمكاننا نهج الصبر و التأني ؟ يقول لي أحدهم : كيف ذلك و أنا في سباق مع الزمن ؟
فنقول، ليست حل العجلة و العمل المتقن خير تعبير عن قدراتنا، نهيب بالضمائر ألا تتعجل قطف الثمار، أحيانا يريد لنا الله غير ما نرنو إليه و هذا لحكمة تتجاوزنا. كثيرة هي المحطات في حياتي التي وجدت فيها نفسي تعيد و تكرر المحاولات قصد بلوغ المبتغي و كان يبدو الأمر مملا لكن النتيجة كانت مرضية و هذا حقا ما كان يهمني.
مرحلة الصبا ليست مرحلة النضج و لا الكهولة و حماسة الشباب يعوضها التريث و طول النظر، ليس كل معروض مضمون. أخاطب عبر كتاباتي و قصصي و رواياتي فئة الشباب المتلهفة إلي إنجازات، أنجح إنجاز أن ترسم لنفسك هدف و خطة تسير عليها و ستتعلم في أثناء المسير الكثير مما يتاح لك إستيعابه.
فلا نبتئس و لا نتحسر، لم يفتنا الكثير و المتبقي أروع. دائما ما ننظر إلي الأمام بمعنويات عالية، فلا ننكسر عند أول عقبة و لا ننهزم أمام فشل ما و نروض أنفسنا علي ركوب الصعب لنستلذ النجاح، و لنقنع بما في أيدينا فلا نحسد الغير علي ما عندهم. كل أحد له ما كتب الله له ليس أكثر و لا أقل.
www.natharatmouchrika.net
-
نظرات مشرقةروائية و قاصة باللغة الفرنسية مناضلة حقوق إنسان باحثة و مفكرة حرة
التعليقات
وباعتباري أحد هؤلاء الشباب الذين وجّهتي إليهم كلامك فإنني أتفق معكِ في ضرورة التروّي حتى يصل الإنسان إلى غايته فالصبر مفتاح أي نجاح. لكنني أود أن أوضح لحضرتك لماذا نتعجّل -نحن الشباب- هذه الأيام. لأن كل شيء من حولنا يجري بسرعة رهيبة والفرص تتطاير من بين أيدينا: زواج-عمل-دراسة-سفر. والعمر يجري هو الآخر فيشعر الشاب منّا أنه في سباق مع كل شيء. الأمر صعب بالفعل ويحتاج لتخطيط حتى يحدد الشاب ما يريد من بين كل هذه الأمور ويرتب أولوياته.
مقال قيّم. في انتظار كتاباتك القادمة.